*بسم الله نبدأ عامنا هذا سائلين المولى عز وجل أن يجعله عام خير وبركة لكم ولنا ولكل العالم من حولنا‘ أعود للكتابة التي لا أستطيع الفكاك منها لأنها سبيلي للتواصل معكم ولكم وعبركم - على قدري وفي حدود استطاعتي - ونحن نسعى جميعاً للانتقال معاً إلى غدٍ أفضل. *تعلمون انني لا أحب السياسة التي أقحمني فيها إقحاماً الراحل المقيم الدكتور جعفر محمد علي بخيت عليه رحمة الله وباتت تحاصرني كما تحاصركم وهي تلقي بظلالها على مجمل حياتنا‘ وأصبح من المستحيل معالجة مشاكلنا العامة والخاصة دون الوصول عبرها إلى معالجة جذرية للاختلالات السياسية والاقتصادية والأمنية. *لا مفر اليوم من تكرار الكلام المعاد عن سبب مشاكل السودان التي تتعقد كل يوم‘ وأنها تتلخلص في الإصرار على السير في ذات الطريق القديم الذي فشل في الحفاظ على وحدة السودان وتحقيق الاستقرار السياسي والسلام الشامل وبسط العدالة والتنمية التوازنة والتعايش الإيجابي في ظله الظليل. *قلنا منذ أن اعتمدت الإنقاذ نظام المؤتمرات الشعبية ومن ثم حزب المؤتمر الوطني إن تجربة الحزب الغالب فشلت عملياً وأن البديل ليس في إغراق السودان بأحزاب صورية وحركات مسلحة متشظية ومنقسمة على نفسها. *أقول هذا بمناسبة إعتماد حزب"دولة القانون" الذي أسسه الباشمهندس عثمان ميرغني الذي عرفته عن قرب إبان مساهمته المقدرة في إدارة " السوداني" بعد إطلالتها الثانية عام 2006م بقيادة مؤسسها الأستاذ محجوب عروة مع الأساتذة محمد لطيف والدكتور زهير السراج والجنرال أحمد طه وشخصي الضعيف‘ وكان للباشمهندس عثمان ميرغني بصمته الملموسة في قسم التحقيقات الذي كان يشرف عليه في ذلك الوقت. *تفرقت بنا سبل العمل لكنني ظللت على اتصال مهني ولم أتخلف عن التضامن المهني مع "التيار" كلما تعرضت لهجمة بغض النظر عن رأيي الشخصي في أطروحاته السياسية وبعض ما يكتب‘ ولعلها فرصة لأؤكد مجدداً تضامني التام مع حرية الصحافة والنشر‘ و إتفاقي مع كل الذين يدعون لمعالجة التجاوزات الصحفية إذا وجدت عبر الوسائل القانونية المتاحة. *هذا يؤكد ما قلناه أكثر من مرة من أن مشكلة السودان تغييب الديمقراطية وليس الممارسات الحزبية‘ وأن السودان ليس في حاجة لأحزاب جديدة‘ ويكفي هذا المولد المكتظ بالأحزاب الهيولية .. وانه يحتاج أولاً لاسترداد الديمقراطية وكفالة الحريات وحمايتهاوتعزيزها. *حاول الباشمهندس تأسيس منبر سياسي باسم منبر السودان وجد الدعم والمساندة والتمويل من داخل السودان وخارجه لكنه لم يصمد أمام أول مواجهة في الشارع‘ ولاأرى أي مبرر - في رأيي الشخصي - لتكرار ذات السيناريو تحت اسم حزب دولة القانون. *مع كل التقدير لاجتهادات الباشمهندس عثمان ميرغني وكتاباته في "حديث المدينة" اتفقنا أم اختلفنا معه نقول له بكل صدق : لاداعي لتكرار التجربة القديمة في ذات الملعب السياسي .. كما قلنا للصحفي الكبير حسين خوجلي من قبل : لا لحزب السودانيين لأن مثل هذه الأحزاب البروس تزيد طين أحزاب المولد السياسي بلة ولا تسهم في إخراج السودان من الدائرة الجهنمية التي أرهقته بلا طائل. * إننا نحترم حق الباشمهندس عثمان في التعبير عن آرائه لكننا نختلف معه في تجريم الماضي وهو يقول في حوار "السوداني" الذي أجراه معه خالد أحمد : خسرنا اكثر من كسبنا وأن الاحزاب أخذت فرصة بلا نتائج وعدنا للمربع الأول وهو يدرك تماماً من الذي عاد بالسودان إلى المربع الاول. *كذلك نختلف معه في تقليله من أهمية الكلام عن قفة الملاح - لأنه في رأيه يقلل من طوحات المواطنين كما قال في ذات الحوار - لأن أزمة قفة الملاح كما يعلم هو أيضاً ثمرة من ثمرات السياسات الماثلة التي أدخلت السودان في كل هذه الاختناقات‘ ونتفق معه في أن الواقع الحالي "مزور" لكن عليه ألا ينسى أنه أحد المبشرين بالمشروع الذي خلف هذا الواقع.