يريدونه حوارٍاً للموافقة و ليس حوارٍاً للتوافق! بقلم عثمان محمد حسن

يريدونه حوارٍاً للموافقة و ليس حوارٍاً للتوافق! بقلم عثمان محمد حسن


01-02-2016, 05:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1451751850&rn=1


Post: #1
Title: يريدونه حوارٍاً للموافقة و ليس حوارٍاً للتوافق! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 01-02-2016, 05:24 PM
Parent: #0

04:24 PM Jan, 02 2016

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



ظننتُ الثاثرَ الشاب، حين بدأ يتحدث من على منبر خصمه اللدود بقناة
الشروق، ظننته قطة وديعة رابضة في حِجر القناة السودانية مدللةِ النظام
المستبد، لكنه الشاب أثبت لي أنه ليس كذلك.. إذ كان محاوراً لبقاً و
منطقياً و خصماً شريفاً لرفاق الأمس، و الحق يُقال. لم يحاول أن يزايد
على حساب رفاق سلاحه.. بينما الأستاذة المتحاورة تحاول جرَّه إلى ما لا
يريد من طعنٍ في الجبهة الثورية و في رفاق آخرين.. و كلما حاولت
المتحاورة جره إلى المياه الآسنة، نآى بنفسه، و بوضوح تام، عن الصيد في
المياه العكرة.. إحترمته الأستاذةُ المتحاورة الثائرَ المحاور الأستاذ/
منصور أرباب، ( رئيس حزب العدل و المساواة الجديد).... أخذ حوارها معه
يأخذ شكلاً مختلفاً.. فاحترمت حوارهما و احترمتهما كليهما!

و احترمته الثائر الشاب أكثر حين استضافته القناة- في اليوم التالي- في
برنامج(Dialogue In Fox) .. باللغة الانجليزية.. و كان محاوره هو
البروفيسور/ عبدالملك النعيم المشهود له بمراوغة من يحاورونه للسقوط في
الفخاخ المكشوفة في رابعة النهار.. لكن الأستاذ/ منصور أرباب لم يفعل ما
فعل غيره من القادمين للحوار من وراء البحار أو من الغابات و الجبال..
فقد كان متزناً و واثقاً و مدركاً بما كان ينصبه عبدالملك من فخاخ
للإضرار بمصداقية رفاق خلَّفهم منصور وراءه.. فتحاشى منصور الانزلاق إلى
مهاوي الهجوم على رفاقه الذين فارقهم، و سلك، دون تردد، نفس الطريق الذي
سلكه مع محاوِرته السابقة تبريراً لمواقف رفاقه الغائبين عن الحوار.. و
أكد أن أولئك الرفاق ليسوا ضد الحوار من حيث المبدأ ، لكن لديهم تحفظات
يتوجب الاجابة عليها قبل الدخول في الحوار.. و كرر المطالبة بالاستماع
إليهم..

و ما يمكن أن نستخلصه من كلامه هو أنهم جميعاً يريدون حواراً جاداً،
حواراً نستطيع أن نقول عنه أنه حوار للتوافق و ليس حواراً للموافقة!

بَيْدَ أن عبدالملك النعيم لا يريد أن يفهم وجهة نظر المعارضة، فهو يركز،
في حواراته المتعددة- و يريدنا أن نفهم- أن المعارضة تطالب بأخذ الحوار
( كله) إلى الخارج.. و لا يريد عبدالملك أن يستوعب أن كل ما تطالب به
المعارضة هو ( التحضير) للحوار بالخارج لغرس الثقة و للإعداد للحوار (
الجاد) و لوضع إجراءات مثلى لكيفية الحوار و ما يستلزم من معينات لتحقيق
المراد منه.. و من ثم أخذ الحوار إلى الداخل..

إن الحوار دون التحضير له، بالشكل الذي تطالب به المعارضة، ما هو إلا
حواراً للموافقة.. و ليس غير ذلك..

و نحن نهمس في أذن ( المناضلة) تراجي مصطفى أن هكذا ينآى الثوار عن طعن
رفاق نضالهم من الخلف رغم اختلافهم في بعض الأمور.. و أن الأستاذ/ منصور
أرباب، ( رئيس حزب العدل و المساواة الجديد).. يستحق الاحترام حتى و إن
اختلفنا معه.. و فقنا الله و إياه في لتحقيق مصلحة السودان..!

هذا و لا يزال المهندس/ إبراهيم محمود يتوعد بأن تأجيل الحوار لن يكون
للأبد.. و لا تزال وسائط الاعلام تذكرنا بأن النظام سوف يتولى تنفيذ
مخرجات الحوار.. وتظهر الوسائطُ الرئيسَ/عمر أحمد البشير و هو يردد المثل
السوداني: ( الراجل بمسكوا من لسانو ما من رجلو!)..

يبدو أن السيد المشير يرى ( قنابير) تتحرك أمامه.. ضحكتُ!

لم يعد في لسان السيد الرئيس مكانٌ ليس فيه آثار لرباط ( محلول).. و كل
تضاريس لسانه تشكو آثار أربطة تم حلها، و بقيت آثارها على اللسان دون أن
تنمحي.. أربطة من كل المقاسات و الأشكال.. و لم يتبق أمامنا، إذا قُدِّر
خروجنا من ملة المؤمنين، إلا أن نربطه من إحدى رِجليه- شفا الله رُكبتيه
و عافاهما من كل ألم- آمين يا رب العالمين!

إنهم يلهجون اليوم بأن مخرجات الحوار سوف تكون نافذة دون أي تعديل.. و
غداً سوف يأتوننا بالسيدة /بدرية سليمان لإجراء ما يلزمهم من تعديلات
تطيل من عمر النظام .. هذا إذا لم تتوافق المخرجات مع ما يصبون إليه..


أحدث المقالات
  • صوت اللاجئ السودانى الذكرى العاشرة لحادثة مصطفى محمود الدامية بقلم طيفور مكى
  • إسلام بحيري والأزهريون .. كلاكيت تاني مرة ..!!؟؟ بقلم د. عثمان الوجيه
  • المبادئ الثابتة لنظام الحكم وتنظيم المجتمع : (4 ) بقلم عمر حيمري
  • إنتباه .. ليست مشكلة إبنة ع.ع وحدها بقلم نورالدين مدني
  • حركة فتح بين الحضور والغياب بقلم سميح خلف
  • يوسوس في صدورهم الخوف بقلم د. فايز أبو شمالة
  • ثمة اختطاف للثورة المصرية! بقلم الفاضل عباس محمد علي
  • الشيخان المغتصبان واغتيال البراءة... حتى خلاوى تحفيظ القرآن لم تعد آمنة بقلم الصادق حمدين
  • في الذكرى الستين للإستقلال وثائق .. في دفتر النضال الوطني !! (1-2) بقلم د. عمر القراي
  • آخر نكتة سودانية (مطالبة بعودة الاستعمار الانجليزي)!! بقلم فيصل الدابي /المحامي
  • إعتقال (الوالي،، ومعتمد الخرطوم) بقلم جمال السراج
  • برافو الحزب الديموقراطي الليبرالي: رؤية استراتيجية وتخطيط اقتصادى وتنموي محكم بقلم غانم سليمان غانم
  • في الذكرى الستين للاستقلال: البوصلة التي لا تنكسر بقلم محمد محمود
  • "وَاقعِين وين"..؟!بقلم عبد الله الشيخ
  • منظمة التحرير الفلسطينية أسيرة الاحتلال بقلم نقولا ناصر*
  • دعوة لتدوين اللهجات السودانية