العام الجديد.. عام رواية جديدة.. يكتب فصولها الشعب بقلم الطيب الزين

العام الجديد.. عام رواية جديدة.. يكتب فصولها الشعب بقلم الطيب الزين


01-01-2016, 05:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1451666846&rn=1


Post: #1
Title: العام الجديد.. عام رواية جديدة.. يكتب فصولها الشعب بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 01-01-2016, 05:47 PM
Parent: #0

04:47 PM Jan, 01 2016

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-
مكتبتى
رابط مختصر



ليس هناك مثل حرج نظام الإنقاذ، هذه الأيام الذي عراه من كل أقنعته المزيفة، وشعارات الوطنية الفارغة، التي تلاشت في جوف الصمت المريب، تجاه، المدعو شيخ الأمين، القابع في سجونالأمارات. وكم يتساءل المرء، في وقت تلف فيه الحيرة،أذهان البعض، وبالطبع ليس الكل، تجاه المصير المجهول الذي آل اليه، الشيخ الأمين..؟ أهو تجاهل من قبل النظام..؟ أم انه، جزء من حالة الصمم والبكم.. التي لازمته لأكثر من ربع قرن. تجاه عذابات الشعب المغلوب على أمره.؟ وهاتان الآفتان مترابطتان إذ أن عدم القدرة على السمع يؤدي تلقائيا إلى عدم القدرة على الكلام، بحيث أن الحرمان من السمع لاينتج عنه البكم فقط، وإنما يؤثر كذلك، على نمو مجموعة القدرات، ويخلق الصمم صعوبات في الفهم.. يؤدي إلى غياب كامل للغة وبالتالي، يصبح الأصم أبكما بالضرورة، لأن عدم البلاغ السمعي والأصوات تجعل وجود البكم حتمية لامفر منها. لكن الغريب، أن النظام، كان قادراً، على الكلام وإنتاج الأكاذيب طوال سنوات حكمه... لكن المتلازمة اللعينة، قد ألمت به هذه الأيام.. فالنظام الذي لا نفوت أي فرصة لنشمت عليه، هذه المرة، قد عجز عن الكلام، بل حتى السؤال، عن أحد أدواته المسمى بشيخ الأمين.. الذي ظل يوظفه لخدمة أجندته الشريرة، لتخديرعقول وأعصاب الشباب، ليبقوا منتظرين على هامش الرصيف، بدلا من إستنهاض هممهم، وتفجير طاقاتهم. مما أعجز جوقة الكتبه، عن إصدار البيانات، وإطلاق التصريحات، برغم عدم اهميتها.. وبالتوازي مع حالة العجز هذه، إزدادت حيرة البعض، وليس الكل بالطبع، كما قلنا. لاسيما حيرة أتباع الشيخ، الذين، لم يتكرم النظام، عليهم حتى الآن بشرح وتوضيح يطمئنهم على مصير شيخهم، الذي يقال: أن " محايتو بيبسي وحيرانو جكسي." إن كان الأمر كذلك، إذن نتساءل فما هي الغاية من هذا السلوك والمسعى..؟ حتماً هو خلق شباب منسي.. في حين ان الشيخ لم يترك الدنيا، ومغرياتها، ولم يأبى المال رغبة في أن يكون زاهداً، بل رأينا في بعض مقاطع الفيديو، ولقاءات أجرتها معه بعض الفضائيات، مظاهر وتصرفات، عبدة المال والمادة، الذين يسعون لكسبها بكل الطرق حتى المحرمة منها، كالغش والخداع والسرقة بكل الوسائل، فلا تأثير لتلك الأوهام التي يبثها في عقول ونفوس الشباب، في حياته الخاصة. إذن الغرض الحقيقي من وراء تلك الاوهام، هو السيطرة على الشباب، ومن ثم حرفهم عن المسار الصحيح للحياة، مما دفع بعض حيرانه للخروج عليه، وجيرانه في الحي الذي كان يمارس فيه خزعبلاته تلك، مطالبته بالرحيل.. فحتماً هؤلاء وغيرهم لا يهمهم إن خرج غداً، أم بقى في السجن بقية عمره.
وهنا تقتضي الضرورة، أن نوضح أننا لا ننقد الشيخ وغيره من الظواهر السالبة في الحياة العامة، من منطلق الحسد، أو بحافز التحطيم والتدمير للآخر، بل ننقد بغرض التقويم والبناء.. وحتماً سنكون سعداء، ونفرح كثيراً، لو عرفنا أن الشيخ، قد حاز ماله وثروته تلك. نتيجة كدح عقله، أو عرق جبينه .. لكنه أن يخدع الشباب، مستغلاً آمانيهم وتطلعاتهم، ويضيع عليهم فرصهم في الحياة، هذا ما يجعلنا نصوب إليه سهام نقدنا. إنطلاقا من فهمنا للنفس الإنسانية، إذ دائما يوجد فيها فراغ واسع للآمال، وهذه الآمال متجددة ابداً: فهي مهما بلغت من الظفر، تشعر أنها محتاجة، وأنها فاقدة، وأنها يجب ان تأخذ وأن تعطي. فكل من يضرب لها على هذا الوتر، وتر الآمال المفقودة المطلوبة، وكل من يغني لها بهذه الأنشودة الخالدة، أنشودة الحاجات. يجد في جوانب النفس الإنسانية وفي فراغها مجالاً واسعاً، لاسيما في ظل نظام يعمل بكل ما عنده من خبرة وزاد في مجال السيطرة على سيكولوجية الجماهير، لدفعها للإستسلام والخضوع والتنازل عن الحرية وحقها في الحياة..! فلا عجب ان نجد مخبولاً مثل الشيخ الأمين، يهذو ويمني بالمستحيلات، وقد نجح وأخذ برقاب الآلاف، أو مئات الآلاف، أو الملايين من القطعان البشرية يقودها حيث شاء...! لأنه عرف من أين تأكل الكيف..؟ كونه غازل، أضعف جانب فيهم- وهو جانب الرجاء والأمل، فأنتصر عليهم بدون عناء لان في يده المال والاعلام والدعم الخفي للنظام. ووقائع التاريخ تقول: ان الفقراء والبائسين والمصابين بالعاهات والأمراض المزمنة، من أسرع الناس سيراً وراء الأوهام والدعوات والحركات والأحزاب والجماعات االقائمة على إعطاء أسخى الوعود، وإشباع جانب الأماني والرغبات في النفس، وأنهم اكثرهم إنخداعاً وحماسة وتضحية في سبيلها.. لكن برغم هذا، لا يجب ان لا يعد نجاح هؤلاء المضللين، دليلاً على قيمة ما لديهم، وما يبشرون به، بل دليلاً على ضعف النفس الإنسانية المؤملة الراجية.. لذا نقول: لكل من إنخدع بأوهام شيخ الأمين وأمثاله، ان يفيقوا من غفوتهم هذه، ورؤية الحقيقة، كما هي بلا تزييف أوخداع للذات، لكي يتحقق الخلاص من عذابات الواقع المؤلمة. من خلال إنحيازهم للأغلبية من الشعب المنشغلة بمعركتها ضد النظام ومضاعفات بقائه في السلطة كل هذا الوقت، بلا شرعية من السماء أو الأرض، وبلا تفويض من الأغلبية التي يسحقها الفقر ليل نهار. فالأغلبية هذه تسعى بكل ما لديها للخلاص من هذه الماسأة والمعأناة، ولم تعد معنية بالتساؤل عن هذا الشيخ، أو غيره من بعض شيوخ الضلال.. ولم تعد تصدق شعارات الماضي المنافقة... بعد أن عرت التجربة النظام من كل الاقنعة المزيفة، وكشفت صورته الحقيقية، وأتباعه الإنتهازيين، ولا مجال بعد اليوم للخداع والنفاق.. إذ أن أقل إلتفافة للماضي، وسنوات الربع قرن الماضية، تقول: أن الحصاد المر.. هو مجرد فصل من كتاب مسرحية كوميدية عبثية.. عنوانها شعارات زائفة حفظها الشعب عن ظهر قلب.. ليس من خلال قراءة النصوص، فحسب، بل من خلال الممارسة والمعايشة، اللتان جعلاته يقف على جبال الأكاذيب وتزوير الحقائق، وتشويه الدين والقيم، لبسط إرادته، والإستيلاء على الدولة وسرقة مواردها، تحت شعارات الدين المنافقة.. لذا لا حاجة للشعب، بعد الآن لقراءة الظواهر، منفصلة عن بعضها البعض، وسلخ الأحداث عن سياقها الموضوعي.. لذا كانت قراءة الشعب صحيحة، وفهمه لفصول المأساة في سياقها الصحيح، بأن الشيخ الأمين، وغيره من الإنتهازيين من سياسيين ومثقفين وكتاب وصحفيين، ما هم، إلا مجرد أدوات، باعت ضمائرها للشيطان اللعين، ليرسخ من خلالها سيطرته على مصائر البلاد والعباد.. لذلك لم يعد ممكنا الإستمرار في بيع كتاب رواية الأكاذيب القديمة.. فالساحة السياسية السودانية قد ملت وكرهت هياكل التضليل. ومع العام الجديد، بدأت تاريخاً جديدأ، تسطر فيه فصول رواية، تؤرخ لمسيرة نضال واعد، حتماً من خلاله، ستضع حداً، لكتاب مسرحية كوميدية عبثية، عاش الشعب، فصولها المأساوية، لأكثر من ربع قرن..!
الطيب الزين





أحدث المقالات
  • ما بين عيسى ومحمد .. بقلم رندا عطية
  • الذكرى ال60 لدولة الجلابي في السودان؛ مؤتمرالعَمائم البيضاء إعترافٌ بالخلل الهيكلي وإستمرار الإستهبا
  • ام دوم لتنظيم الاتحادى الديمقراطى دون اقصاء لاحد بقلم حسن البدرى حسن / المحامى
  • هذا أخي يا تاجر البندقية..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • الإستقلال جسد روحه الحرية، أين الروح؟! 1/2بقلم حيدر احمد خير الله
  • ما بيني وبينك - كولاج بقلم الحاج خليفة جودة
  • رجم الاستقلال: من هان حتى تواضع في نفسه كل معنى رفيع بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • زخات الفرحة الجاياكم بقلم الحاج خليفة جودة
  • الخرطوم ساهرت في راس السنة ونامت في صباح الاستقلال!! بقلم فيصل الدابي /المحامي
  • هل من امل يا وطنى الجريح؟؟ بقلم سعيد شاهين اخبار المدينه تورنتو
  • محاكاة الحياة من أجل حرية الصحفيين بقلم د. أحمد الخميسي
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (74) للخليل ألف تحيةٍ وتحية بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي