الثغرة الكبرى ..!! بقلم الطاهر ساتي

الثغرة الكبرى ..!! بقلم الطاهر ساتي


12-02-2015, 02:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1449062953&rn=1


Post: #1
Title: الثغرة الكبرى ..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 12-02-2015, 02:29 PM
Parent: #0

01:29 PM Dec, 02 2015

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


:: وما كان يحكى كرمزية لعجز الدولة العثمانية عن مكافحة الفساد والمفسدين أن فيالق المهاجرين والمغتربين تفاجأت بابليس في صالة المغادرة بالمطار، فسألوه بدهشة : ( على وين إنت كمان؟)، فرد عليهم بحزن عميق : ( ياخ ناسكم ديل ما عندة عٌشرة ولا خوة، وناكرين جميل، أنا و أولادي نسوس ليهم طول السنة المالية ونشرح ليهم ينهبوا كيف ويسرقوا كيف بدون ما زول يسألهم ولا يشوفهم، وفي النهاية الواحد فيهم لمن يسألوه من مصدر قروشو و قصورو وشركاتو و مزارعو يقول ليك هذا من فضل ربي وهذا رزق ساقه الله إلينا)..!!
:: وأمس الأول، بندوة نظمها المركز السوداني للخدمات الصحفية، طالب أمين الشؤون العدلية بهيئة علماء السودان، المكاشفي طه الكباشي، الحكومة بأن يتضمن قانون مفوضية مكافحة الفساد المرتقب مادة ( من أين لك هذا؟).. ثم يظن الكباشي بأن هذا السؤال يصلح أن يُحاجج به الرأي العام المسؤولين ويسبب لهم الحرج بحيث لا يفسدوا .. و لكنه ينسى أ ويتناسى بأن المسمى - سياسياً - بالتأصيل قد أوجد لهذا السؤال ألف إجابة وإجابة، ومنها على سبيل المثال (هذا من فضل ربي و هذا رزق ساقه الله إلينا).. وليس في الإجابة ما يُدهش، فقد نجح النهج العام في أن يمنح السواد الأعظم من المسؤولين إحساساً بأنهم يمتلكون هذه البلاد وما فيها من موارد، ولذلك صار كل ما يكتنزه أحدهم بالحرام (حقاً وحلالاً)، حسب قواعد النهج الحاكم..!!
:: ثم بالتحلل يُمكن الرد على سؤال ( من أين لك هذا؟).. وحدثت الردود - بياناً بالعمل - أمام الرأي العام، وتم قبولها وإعتمادها تحت سمع وبصر القوانين التي تنص على إعدام أو سجن من يمد يده بغير حق للمال العام .. عاثوا في الأرض فساداً، ثم تحللوا بعد سنوات من الكسب الحرام عندما سألوهم ( من أين لكم هذا؟)، فما جدوى السؤال مرة أخرى - عبر قانون المفوضية وغيره - إن كان لا يزال قانون التحلل واقعاً في حياة المفسدين ؟.. وعليه، فليعلم المكاشفي وهيئة العلماء أن بالسجون خبراء وأطباء في علم النفس والإجتماع، مناط بهم مهام تحليل الجريمة، وذلك بدراسة الأحوال النفسية والإجتماعية للمدان، ثم إكتشاف أسباب جريمته والعوامل الإجتماعية والإقتصادية المحيطة بتلك الأسباب، وملخص كل هذا هو ما يعرف ب(مناخ الجريمة)..!!
:: والحكومة ليست بحاجة الي إجراء دراسة لمناخ الفساد لتعرفه وهوية الفاسدين.. كل العوامل التي تغري المسؤولين بالفساد متوفرة في مناخ النهج الحاكم .. وعلى سبيل المثال، ليس من نقاء المناخ أن يُترك المسؤول في منصبه مدى الحياة وكأن دورة عجلة الحياة توقفت عنده..إحساس المرء بأنه وُلد ليحتكر القيادة والمنصب هو الذي يُولد فيه وفي الآخرين ( روح الفساد)..وبتلك الروح أيضا يأتي المسؤول بآل بيته و ذوي القربى وزملاء الدراسة ليلتهموا معه ( مائدة الفساد)، ثم يتنزل فسادهم إلى المجتمع ويفسد أفراده .. إحتكار المناصب العامة هو أوسع المداخل التي يدخل بها الفساد الي حياة الناس، ومكافحة هذا الإحتكار - السياسي منه والإقتصادي والإداري - هي المدخل لمكافحة كل أنواع الفساد..علما بأن مكافحة إحتكار المناصب بحاجة إلى إرادة سياسية و ليست ( مفوضية)..!!


أحدث المقالات
  • سامع يا برطم؟!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • ويلعن خاش ابو القمح الوراه مذلة بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • سيدنا أحمد بلال استغفر الله..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • لكم ظلمت غندور يا عطاف بقلم الطيب مصطفى
  • الدول الأنموذج (2 من 2) بقلم د. سيد البشير حسين
  • د.أحمد بلال :ماتقول لينا كوز قديم !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • تكتيكات المُتأسلمين لتذويب السودان ..! بقلم د. فيصل عوض حسن
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (50) ستون يوماً وشهرٌ جديدٌ بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي