أحان وقت أكل الهامبرجر والهوت دوق؟ بقلم عبد السلام كامل عبد السلام يوسف

أحان وقت أكل الهامبرجر والهوت دوق؟ بقلم عبد السلام كامل عبد السلام يوسف


11-22-2015, 03:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1448204300&rn=0


Post: #1
Title: أحان وقت أكل الهامبرجر والهوت دوق؟ بقلم عبد السلام كامل عبد السلام يوسف
Author: عبد السلام كامل عبد السلام
Date: 11-22-2015, 03:58 PM

02:58 PM Nov, 22 2015

سودانيز اون لاين
عبد السلام كامل عبد السلام-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




ولعدة أيام ،وأنا أعبر الشارع متوجها إلى المواصلات العامة أفاجأ بمنظر مئات الأنابيب الغازية تنتظم في طلمبة الغاز وأصحابها ينتظرون مجيء العربة وهي تحمل ما لا يزيد عن المائة أنبوبة ليعود الباقون في انتظار يوم جديد يبدأ منذ الثامنة صباحا وهم يرابطون أمام المحطة!!


يائس أنا من أن أجد الوقت الفارغ لأقضيه في المحطة في انتظار ملء أنبوبتي ، ويائس أيضا من أن أجد أنبوبة أصلا لشدة ما ألاقي من تدافع وقلة ما يرد من أنابيب ممتلئة..وما عن هذا أريد الحديث ،ولكن أسأل حكومتنا :ولائية كانت أم اتحادية، عن جدوى إيقاف ومنع بيع الفحم النباتي حتى صار سعر الجوال الجيد ،إن وجد، 550 جنيها بالتمام والكمال ..طبعا يأتي مهربا وتحت خوف المصادرة التي تتبعها العقوبة المالية بسعر الجوال ذاته ..550 جنيها أو ما يقاربه .. عندما قرأت في الصحف السيارة هذا القرار الغريب بمنع بيع الفحم النباتي سألت نفسي:هل حكومتانا تعيان معنى هذا القرار الغريب؟ كنت أعلم اقتراب موعد الصيانة للمصفاة وأعلم أنه على بعد أيام قلائل وليس شهورا..فمن أين يجد المواطن العادي الوقود لطعامه وشرابه؟ حتى الذين يمتهنون بيع الفول في المطاعم أو البقالات والدكاكين بالأحياء صاروا لا يدرون حلا لعملية صنع الفول والطعمية وما شابه ذلك من أطعمة .. الوجبة الرئيسة لغالبية الشعب السوداني تزداد صعوبتها ومعاناتها على جيب المواطن البسيط ..بل حتى المواطن الثريّ نسبيا ..اما المعاشيون!! كل معاشهم الشهري لا يساوي سعر جوال فحم.. وتنبري إحدى نساء ديوان المعاشات لتقول إن المعاشيين لا يحسنون التصرف لمستقبل حياتهم بعد بلوغ سن التقاعدبزمن كاف ، بل يفاجأون به كأنه ملاريا أو حمّى تأتي على غير موعد!! كان على منتظري سن التقاعد أن يهيئوا أنفسهم لهذا اليوم الآتي على كل حال!! لوددت لو أنني كنت لا أزال موجودا بالتلفزيون القومي لأقول لها :لا بد أن يأتي يوم تقاعدك لننظر ما تفعلين ولفندت كلامها تفنيدا ، ولكن ..


العجيب في أمر حكومتيْنا هو إصدار القرار ومن ثمّ تفاجأ بتداعياته المدمرة على حياة الإنسان العادي ..مثلما تفعل بقرار منع بيع الفحم النباتي مع تزامن صيانة مصفى الجيلي .. صانعو الأطعمة تركوا شراء الفحم النباتي ،إن وجد ، ولكن كيف بالبديل المستحيل ؟ومثلما فعلت الحكومة الولائية فنراها تشق الشوارع الأسفلتية شقا وتعيدها (سيرتها الأولى ) ترابية غبراء ،وتحيل العابري السبيل كتلة من الغبار والحساسية والمفاجآت بانشطار الطريق ووجود كتل ترابية ضخمة تمنع السالكين من الوصول لمبتغاهم بسهولة إلا عبر(درب الرجاء الصالح)! ..الجميع ينتظر نهاية هذه الأعمال وما بعدها من إعادة الشوارع الأسفلتة إلى مسلكها القديم..لا أقول هذا الحديث جزافا ،فأنا أعلم أن الخريف الذي مرّ قبل شهر سيعود وستكون الشوارع على حالها الكئيب ..بمستنقع هنا وحفرة هناك وبؤر للملاريا.. والأدهى هو انشغال نوابنا الكرم في بحث تداعيات أزمة اتحاد الكرة مع فريقي الهلال والمريخ وثالثهما فريق الأمل ،ولكنهم يبارحون قاعة المجلس الوطني البرلماني عندما يكون الحديث عن مشكلة العطالة عند الشباب عموما والخريجين بوجهٍ أخص!!


ماذا ننتظر من قرارات سوى أن ينتهي الناس إلى أكل الهامبورجر والهوت دوق !! لمن استطاع إليه سبيلا



عبد السلام كامل عبد السلام يوسف


[email protected]







أحدث المقالات



روابط لمواضيع من سودانيزاونلاين


  • الحريات الأربع ...!! بقلم الطاهر ساتي
  • إنقاذي و(نص)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • هذا المواطن قابل للاهانة في كل مكان..!! ! بقلم عبد الباقى الظافر
  • مصر: عندما تشن الحرب على نفسها! بقلم الطيب مصطفى
  • شئ لله يازبير احمد حسن !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • سيدي الرئيس خمسة عجاف وسياسة مامون بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
  • المؤتمر الوطني والميثاق الملكي بقلم نبيل أديب عبدالله
  • والله .. إنه هو الله الواحد .. القهار بقلم موفق السباعي
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (40) وداعاً للكارلو ستاف وأهلاً بالكلاشينكوف بقلم د. مصطفى يوسف
  • قراءة تحليلية للأزمة الراهنة لرياضة كره القدم بالسودان ما بين قرارت أيلول الأسود 2008 وتدخل البرلما
  • الهجمة المصرية علي الرعايا السودانية – الأسباب والأبعاد المحتملة ومثل نشوف الفيل ونطعن ضله – قراءة
  • 50 سنة على حل الحزب الشيوعي: جمعيتكم سعيدة وبخيتة عليكم بقلم عبدالله علي إبراهيم