الحوار الثنائي: بين الترابي والطيب: طقس استهبال! بقلم أحمد محمد البدوي

الحوار الثنائي: بين الترابي والطيب: طقس استهبال! بقلم أحمد محمد البدوي


11-11-2015, 04:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1447255591&rn=0


Post: #1
Title: الحوار الثنائي: بين الترابي والطيب: طقس استهبال! بقلم أحمد محمد البدوي
Author: أحمد محمد البدوي
Date: 11-11-2015, 04:26 PM

03:26 PM Nov, 11 2015
سودانيز اون لاين
أحمد محمد البدوي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

زبد بحر( 22):

أورد الطيب زين العابدين نصا من ورقة مقدمة مقدمة إلى مائدة الحوار فقال نقلا عن تلك الورقة:
" تقول الورقة: بما أن حاضر الوطن وماضيه في اضطراب متأزم وفتن متعاظمة وتوتر متصارع ومتظالم، جاءت دعوة رئيس الجمهورية للتداعي نحو مائدة الحوار تأسيساً لشركة رأيٍ وطنية كبرى تقود الوطن نحوواقعٍ مرضٍ وتعايش مسالم ومستقبل أفضل." أهـ.
الآن نأتي إلى تجليل هذت الكلام وفي بالنا أن يد الترابي قد أعملت فيه:
1: الصفات : متآزم ومتعاظمة ومتصارع ومتظالم كلها في علم الصرف على وزن متفاعل ويقول علم الصرف بالنص: إن الميم والتاء والألف في هذا الوزن تدل على إظهار غير الحقيقة، فتقول عن شخص متمارض إنه يدّعي المرض ولكنه ليس مريضا! هل كان هذا المعنى في باله: أن هي صياغة اعتباطية!
2: الحلول التي وضعت لهذه الأمور "المتفاعلات" لم ترد على الوزن نفسه بل كانت موصوفة بقوله: مرض ومسالم وأفضل، لماذا مثلا لم ترد مسالما في صيغة هي: متسالم، هذا إذا افترضنا جدلا أن الكاتب كان يرى أن تلك الصيغة أقوى!
3: أن الكلمة التي وردت في البداية: فتن : هي مصطلح إسلامي وارد في القرآن الكريم وهي تشمل: الاضطراب والتوتر، فهي ( أو بالأحرى: هما) من فروع الفتنة.
وكلمة: حاضر: زائده مثل الصفات المقحمة ومن الممكن أن بستقيم الكلام إذا ورد مختصرا ودالا فقال:
" البلد في فتنة"! وكلمة فتنة بمعانيها وظلال معانيها وجرسها دالة بأكثر من هذا الكلام الكثير أي من هذا الحشو!
4: من خصائص الترابي في الكتابة أنه يتعمّد صياغة كلامه في عبارات ملولوة على ان يظهر أنها براقة طلبا للتحسين والأناقة الشكلية، بحيث تتوارى المعاني لأنها غائبة أصلا وهذا ما يسميه ابن تيمية التحذلق، ويسمى عند النقد الأدبي : طوفان ألفاظ على صحراء من الفكر، بصراحة هو كلام مائع رجراج كالزئبق! المراد أن يتوه المطلع فلا يخرج بفائدة ملموسة في يده، وقد يتهم نفسه، أنه لا يفهم لأن ما يرد أعلى من مستوى فهمه!
ومن تلك الخصائص استخدامه التمييز وهو يعني الحال، وفي الغالب تكون الكلمة زائدة أو في غير محلها!والفرق بين الأمرين أن الحال المفرد لا يكون إلا مشتقا والمصدر ليس مشتقا، ولهذا يكون تميييزا !
وليس بحال.
عندما تقول: تميز محمد المكي شاعرا فهذه حال.
ولكن عندما تقول: تميز محمد المكي شعرا فشعرا هذه تمييز لأنها مصدر!
فكلمة : تأسيسا مصدر وهو يريد بها الحال وهي على كل زائدة يمكن أن تحذف!
وكذلك الكلمات تداعي ورئيس الجمهورية وكبرى ووطنية الخ كلها زائدة ، ومن السهل اختصار كل هذا اللت والعجن في عبارة دالة هي:
" جاءت دعوة لحوار ينقذ الوطن"!
5: النقد الموجه للخطاب السياسي في الغرب، الصادر من قادة الأحزاب الحاكمة، أنه كلام ممطوط مستهبل يتعم تغييب المعنى في عبارات مائعة، حتى يتأتى له التملمص من الالتزام بكلام محدد يورطه إن لم يلـتزم به! وهذا عين ما يفعله الترابي، بالاستفادة من هذا المسلك الغربي، وهو يستفيد من خصومه ايضا فكلمة: تعاظم هي مصطلح مكرور يساري المنبت ومرتبك لغويا!
هذا مأورده الطيب زين العابدين أما تعليقه هو على هذا الكلام فيقول:
". وسمعت أن لجاناً متخصصة عكفت على قد بُذل فيها جهد مقدر كتابتها لمدة من الزمن ثم أسلمتها للشيخ الترابي الذي أعمل فيها فكره وقلمه فجاءت تحمل الكثير من أفكاره وصياغته المحكمة ونكهته القانونية، وهي جيدة في مضمونها وعالية الطموح في تطلعاتها. وما كنا نشك يوماً في مقدرة الترابي الفكرية أو السياسية أو القانونية، ولكن صرنا نبحث كثيراً عن نواياه الظاهرة والخفية بين السطور بعد أن صدمتنا المفارقة الشاسعة بين مقولات زعيم الحركة الإسلامية قبل يونيو 89 ونموذج الحكم البائس الذي طبقته حكومة الإنقاذ على رقاب أهل السودان!"
التعليق الأول بسيط من حيث التحليل:
أن الطيب زين الطيب زين العابدين لايشك في الفكر الصادر عنه أي ما يقوله الترابي ولكنه لا يثق في نواياه كلها!
يجب أن يقال للطيب زين العابدين كلامك هذا ورد نصا في القرآن:
" يقولون بأفواههم ماليس في قلوبهم"
ما قلته عن شيخك ليس مدحا إنه مناقض تماما للمدح!
إنه ليس موضع ثقتك
فكيف يكون كلامه موضع قبولك وتمجيدك
التعليق الثاني: لا نجد صياغة محكمة في النص الذي أوردته ومدحته ووصفته بالصياغة الترابية المحكمة! (سبق أن بينا ذلك)
وبين يدي الناس دستور الترابي الذي وصف بدستور التوالي هو نموذج للصياغة الفضفاضة المائعة الرجراجة كالزئبق، ومات قبل ان يرمى به في سلة المهملات من قبل البشير وتلاميذه!
الآن نختم بقولنا إن الهدف من كل ما سبق هو كلمة واحدة هي أنه ليس هناك حوار قومي إطلاقا! الأمر حوار ثنائي بين الحكومة الحكومة :البشير والحكومة المعارضة : الترابي، وأراد المخرج أن يكون السيناريو زفة بدعوة عامة ولكن المقصود دعوة خاصة قاصرة على الحكومتين، وتتوج الأمر ببيان الشعبي أنه تنازل عن هدفه الإستراتيجي الوحيد وهو إسقاط الحكومة الذي انطلى على التجمع وسادة التجمع!
طبعا لكل زفة حضور لا يعرف من أجل من تدق الطبول! أو يدعي أنه لا يعرف!
عملية استهبال!
وسيقتصر دور بعض الناس على أدء عملية تسويق!


أحدث المقالات

  • علي عثمان حي يرزق..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • (وإحنا ذاتنا يختي) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • لاتوجد مناصب شاغرة ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • بين أخطار الهجرة وغفلة الدولة (2) بقلم الطيب مصطفى
  • لقاء باريس وتعدد المتاريس !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • رسالة (تاريخية) من دكتور الواثِق كِميّر..إلي الفريق مالِك عقّار..(3/3) بقلم عبد الوهاب الأنصاري
  • حلايب ولبن الغول بقلم شوقي بدرى
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (30) شكاوى سياسية وتحديات أمنية إسرائيلية بقلم د. مصطفى يوسف الل

  • تكريم الرعيل الاول من حركة المزارعين في تأبين عضو تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل عبد الباقي عبد الله
  • رئيس وفد الحركة : نحن الان في باريس ورسالتنا ستكون واضحة هي وحدة المعارضة وتطوير نداء السودان
  • ثعبان يثير الرعب بمكتب والي القضارف ويُعطل دولاب العمل
  • تحالف المزارعين:تناقص مساحات القمح بسبب التمويل والعطش
  • كاركاتير اليوم الموافق 11 نوفمبر 2015 للفنان عمر دفع الله عن الانشقاق فى الحزب الشيوعى السودانى
    Sudanese Oline sitemaps
    sdb sitemaps
    أرشيف الربع الثانى للعام 2014م