فصل من فصول معاناة ستات الشاي ! بقلم عبد العزيز التوم ابراهيم

فصل من فصول معاناة ستات الشاي ! بقلم عبد العزيز التوم ابراهيم


11-05-2015, 08:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1446753516&rn=0


Post: #1
Title: فصل من فصول معاناة ستات الشاي ! بقلم عبد العزيز التوم ابراهيم
Author: عبد العزيز التوم ابراهيم
Date: 11-05-2015, 08:58 PM

07:58 PM Nov, 05 2015
سودانيز اون لاين
عبد العزيز التوم ابراهيم-
مكتبتى

أخشي ان تكون هذه المادة موغلة في الذاتية متجاوزا حدود الموضوعية اللازمة وذلك لتغمصي شخصية راوية هذه القصة المأساوية... وحكايتها حتما لا تختلف كثيرا عن الالاف من القصص التراجيدية التي ضربت وغطت سماوات دنيا نساء الهامش اللائى وجدن انفسهن في وحل الفقر المدقع ،أصبحن في هامش المجتمع يتعرضن لعنف وعسف وأفتراس من وحوش سلطات المحلية وكأنهن يعشن في عالم تحكمه شريعة الغاب ! انها حقا قصة تبرز علي سطح الفضاء الاجتماعي اعلي مراخي الوصف اللاانساني والعنف والقهر والاذلال ...قصة تراجيدية لامراة مصادمة ومقاومة وغير مستسلمة لكل نائبات الدهر...امرأة ناحتة الأمل من حجر اليأس ... قصة امراة عملت زُهاء 22 عاما وما زالت تعمل كبائعة شاي علي أزقة وحواري وشوارع الخرطوم من أجل ان تضمن استمرارية العيش لنفسها ولأولادها ! نعم خالة "نفسية " وكغيرها من نساء الهامش أعتصرتها الحياة وبعد تفكير وتامل في قضية الحياة وبعد انعدام أ كل الفرص , والبدائل أمامها قررت اخيرا ان تشتري الكفتيرا والكانون والاكواب وبعد المستلزمات الاخري أملا لتسد حاجتها وحاجة اولادها من عمل يدها ! ولكن هل تستطيع ان تقهر وتقاوم وحوش ومفترسي المحلية بعد ان استطاعت ان تجابه قوانين الجبرية الاقتصادية ؟!
عدت هذا المساء لكي أمارس عادتي المفضلة وهي القراءة وقررت قبل ذلك ان أذهب لخالة "نفيسة" لكي احتسي كوب قهوة لأستعيد قوتي التي تشتت في متاهات يوم ممل ورتيب في المحاكم والتي أعتقد انها تصنع الاستبداد تحت شرعنات العدالة ! لماذا هذا القول؟ لان الأشتغال في مجال القانون في ظل دولة تغيب فيها سيادة حكم القانون واستقلال القضاء..يحول المشتغلين فيها الي قطيع يخدمون الاستبداد.... وتلك هي مأساتي ، فالنعد للقصة .... ولكن في هذا اليوم رغم انني كنت منكبا بكل عقلي وحواسي ومسرعا خُطاي صوب تلك المكان لمواصلة قراءة الكتاب الذي بدأته قبل اليوم ...الا ان اليوم قد تُلي لي فصل من فصول كتاب معاناة ستات الشاي ! هكذا تهيات خالة "نفيسة" واخذت مكانها وبدأت تحكي قصتها المؤلمة مع سلطات المحلية قائلة : (قصتي مؤلمة جدا مع الناس الديل انا اكثر من عشرين سنة مطارد زي انا شغالة في حاجة ممنوعة واولادي دايرين ياكلوا ويشربوا .....وانا جلدوني محاكم النظام العام مرات كتيرة دا كلوا اني أشتغل واكل من يدي ...ويا ولدي في دُنيتك لقيت زول بشتغل بيدو بمسكوا بجلدوا قدام الناس كانو عمل حاجة كعبة ؟!) كهذا تساءلت خالة نفسية وهي تستفر كيف يُجلد انسان وهو يمارس فعل مشروع وغير مجرم؟ سؤال الخالة رغم بساطته الا ان له دلالاته العظيمة في مضمار حلبة الصراع الثقافي ...نظام الخرطوم يريد ان يجمل وينظف وجه العاصمة من هؤلاء الفقراء والمحرومين والارامل والثكالي !!! ثم استطردت في الحكي قائلة ( ذات مرة اُحضرت عدد من ستات الشاي لمحكمة النظام العام بما فيهن انا ، وقُدمن للقاضي واصدر القاضي أمرا بمنعن من بيع الشاي والالتزام بعدم عودتهن للعمل مرة ثانية ،فسكتن جميعهن الا انا فرديت للقاضي :انا يا مولانا ما بقدر بكذب عليك لاني بربي في اطفال وما عندي مصدر رزق غير العمل في الشاي ) فصمت القاضي ولم يتكلم ساعة !فهكذا وجد نفسه في مأزق اخلاقي بين القوانين الظالمة الجائرة التي هو منوط بتطبيقها وبين اعتبارات العدالة والانسانية !! وختمت خالة "نفيسة" حديثها قائلة :( ان العمل في مجال بيع الشاي والاستهداف الموجه اليه من قبل سلطات المحلية لاتختلف عن بائعات الخمور البلدية مع شرطة النظام العام ! ولكن رغم اهانتنا ونحن لم تتح لنا فرص التعليم الا اننا نعمل من اجل تعليم ابناءنا والان عندي بنتي اتخرجت في الجامعة وعندي ولدي بقرا في الجامعة وانشاء الله يكمل تعليموا ) . في ظل هذه الظروف المهينة الا انها متفاؤلة في مستقبل ابناءها وتسعي من اجل تعليمهم !.
خلاصة القول ان التعاطي مع قضية ستات الشاي يجب الا تكون بمعزل عن السياسات التي تتبناها الدولة حيال الشرائح المحرومة والمعدومة من خلفيات ثقافية واثنية ذات خصوصية جغرافية ، كما يجب الا تكون بمنأى عن سياسات الافقار والقهر الاقتصادي المتبناة حيال مجموعات ثقافية بعينها بغرض تحويلهم لشرائح ضعيفة تعيش علي هامش المجتمع وتقتات من فتات الطبقة المهمينة التي تمثلها الخطاب الرسمي للدولة ، وبالتالي اصلاح الاوضاع الاقتصادية للفئات الفقيرة والمحرومة في السودان يقتضي اجراء مراجعات جوهرية في بنية الدولة وصولا لدولة المواطنة التي تتيح فرص عمل متساوية للجميع مع الوضع في الاعتبار وضع خطط وسياسات لمعالجة الاوضاع الاقتصادية المختلة وسط هذه الفئات الضعيفة .




مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
  • رسالة الى الاستاذ سليمان ادم بخيت... بقلم نور تاور
  • أسرة عمر البشير من أكبر ناهبى الاراضى! بقلم عثمان محمد حسن
  • فوز المريخ والهلال . . هزيمة لنظام والي . . وكاردينال بقلم أكرم محمد زكي
  • قالوا الصبر كتل الورل بقلم الحاج خليفة جودة
  • قراءة منحازة لنتائج استطلاع الرأي بقلم د. فايز أبو شمالة
  • الأغلبية الصامِتة : تسَاقُط الأجنحَة بقلم عاطف نواى
  • الحوار: أضحكي يا ركابي خمشي م فاضي!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • العيد الجاب الناس .... جابنا بقلم صلاح الباشا
  • امة بحاجة لعبد الناصر من جديد.. بقلم سميح خلف
  • موضة الخرفان الجلكسي و النوكيا بقلم عمر عثمان-Omer Gibreal
  • رساله عاجله لسلمان الحزم بقلم د/ عبد الحكيم المغربي
  • رد وزارة البيئة :التهافت فى الفساد!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • دجاج تورنتو بقلم بدرالدين حسن علي
  • عبد الحي . . والفلكسواجن بقلم أكرم محمد زكي
  • السيسى وبابا الاقباط والاقباط :اشكرى يا انشراح بقلم جاك عطالله
  • كنت معهم ولست منهم ......! بقلم يحيى العوض
  • قراءة فى الاحداث،بين..بيان أمانة طلاب التعليم العالي ولاية الخرطوم محلية بحري،وتصريح نفيه..ما الذى
  • غيب الموت فحول السياسة والكياسة الاتحاديين بقلم حسن البدرى حسن
  • وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (26): حرب يونيو وقمة الخرطوم بقلم محمد علي صالح
  • ها قد تصدع صف الباطل فماذا انتم فاعلون ؟ بقلم د/ ابوالحسن فرح
  • وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (23): انقلاب خالد الكد بقلم محمد علي صالح
  • الحزب الاتحادى لافتات انقاذية! بقلم حسن البدرى حسن /المحامى
  • الحركة الإتحادية بقلم عامر محمد شريف
  • ما بالهم يقتلون أمل الفرحة فى الوحدة الأتحادية بقلم أحمد محمد الفكى يس ( السعودية )
  • إخوان السودان هل يستبينون النصح فى ضحى الغد ! بقلم على حمد إبراهيم
  • ما دار فى مكتب ر ئيس الوزراء قبل البيان الانقلابى بساعات ! بقلم على حمد إبراهيم
  • تكريم الحسين قائد صناديد البيت الاتحادى بقلم حسن البدرى حسن /المحامى
  • بنسودة وافاك أشر!! شعر نعيم حافظ
  • مهام الفترة الانتقالية: قراءة في الاتفاقات الوطنية/عمرو محمد عباس محجوب
  • يجب ان نواجه الحقيقه العاريه 6 سعيد عبدالله سعيد شاهين
  • امة الذين امنوا ستموت جهلا فهل استعدينا ؟؟؟ جاك عطالله
  • لى مقام الامام مع التحيه سعيد عبدالله سعيد شاهين
  • حبوبتى وقصص الفساد والحوار
  • Re: حوادث أول مارس 1954 (2) رواية حزب الأمة للحوادث/ فيصل عبدالرحمن علي طه
  • تعقيب على د البخارى الجعلى/محمد طاهر بشير حامد
  • الدولة العابدة مقالات فى العسف والاستبداد الديني بالسودان/بدوي تاجو
  • الحقيقة الاتحادى فى كنف الديكتاتورية العقائدية!/حسن البدرى حسن /المحامى والناشط الحقوقى
  • لقاء ابوجا و رتق الفتاق السودانى
  • ولأهل السودان العزاء الحار
  • صديق حسن مساعد يعقب على بيان وحدة الأمة ووحدة حزب الأمة بقلم أبو هريرة زين
  • لوحة مهتزة وباهته
  • محمد وليد محمد الخير .. ومواجهة إرهاب زعيم التجم والتعس


  • توطين الفساد ,القضاء هو المضغة التي في الجسد اذا فسدت فسد الجسد كله بقلم المثني ابراهيم بحر
  • nation at risk !!! أمة في خطر !!! بقلم الرازي محمدين
  • وهّم.. الحكومة الإنتقالية!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • هل تذهب كسلا في قفا الفشقا بقلم عباس خضر
  • للصمت العربي ثمنه بقلم نزار جاف
  • التعليم المصري يضع صفرا لتوفيق الحكيم! بقلم د. أحمد الخميسي
  • حكاية أبو القُنْفُدْ..! بقلم عبد الله الشيخ
  • ملامح التسوية السودانية القادمة بقلم بابكر فيصل بابكر
  • ابرد .. في صوت طلقة ودبابة ! ( 3 ) . بقلم . أ . أنـس كـوكـو
  • الـدوام للـه!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • ملاك رحمه في صورة انسان الجراح الامريكي توم كاتينا نصير النوبة بقلم ايليا أرومي كوكو
  • بنات كلب بقلم محمد رفعت الدومي
  • التداعيات المستقبلية للتدخل الروسي في سوريا على الشرق الأوسط بقلم ميثاق مناحي العيساوي
  • التفريق بين المقاومة والإرهاب في القانون الدولي بقلم غازي حسين
  • من يناصح الفكي .؟ بقلم خالد تارس
  • مستقبل السودان بين امرين لاثالث لهما بقلم محمد فضل علي..كندا
  • (عقَّدتينا وكده)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الرئيس في السعودية..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • السودان والدور الإقليمي المجيد بقلم الطيب مصطفى
  • الحركة الإسلامية في السودان الصعود إلى الهاوية بقلم حسن الحسن
  • فقه الخيبة والكتمان ، المعتمد المهاجر!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • سوف يمر.. غصباً عنك و عن هنادي الصديق و عني! بقلم عثمان محمد حسن
  • كلمة بحق شاعر الطبيعة حمزة الملك طمبل بقلم بدرالدين حسن علي
  • الهوية السودانية بين هندسة الموافقة والصرف الذهني بقلم نورالدين مدني
  • امك .... ما قلت ليكم ؟ بقلم شوقي بدرى
  • عِندما يَطرُق الشيخ بوّابة العِشق بِحدّ السّيف..! بقلم عبد الله الشيخ
  • الفريق السعودي لا يعترف بإسرائيل بقلم د. فايز أبو شمالة