نسمات الخريف والجنجويد قصة قصيرة جديدة بقلم هلال زاهر الساداتى

نسمات الخريف والجنجويد قصة قصيرة جديدة بقلم هلال زاهر الساداتى


10-27-2015, 10:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1445981823&rn=1


Post: #1
Title: نسمات الخريف والجنجويد قصة قصيرة جديدة بقلم هلال زاهر الساداتى
Author: هلال زاهر الساداتى
Date: 10-27-2015, 10:37 PM
Parent: #0

09:37 PM Oct, 27 2015
سودانيز اون لاين
هلال زاهر الساداتى-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



بادرنى صديقي ونحن نتمشي عقب زخات من المطر في أول الدعاش في جو خريفي منعش ينشط خلايا البدن ويبهج النفس والارض الريانة تحت أقدامنا موطأة في تاك البلدة ذات التربة الرملية ، وقال لي أن هذا الجو يذكره بحدث يخالطه الأسي في مثل هذا الوقت منذ سنين مضت ، فقد كان هناك صبي وصبية جمعتهما الجيرة ورباط من أحاسيس الحب النبيلة ، وكما تعلم فأن المدارس تعطل في زمن الخريف حتى تتاح الفرصة للتلاميذ مساعدة ذويهم في زراعة الارض التى فيها معاشهم مما تنبت لهم ،ومن حصاد زرعهم يأكلون ويوفون بمتطلبات حياتهم الأخرى ،وكانت حياتهم تسير هادئة سهلة القياد كدآبة في الزمن الغابر أو كمركبة حديثة ، وكان الصبي بلال وهذا أسمه والصبية وأسمها زينب يخرجان سويا" للعمل في زراعة أبويهما المتجاورتين ، وكان هو المتحدث دآئما" وهي مستمعة يحول بينها وبين التحدث خفر العذارى ويصدها من البوح بمشاعرها نحوه وان كانت أبتساماتها وضحكاتها وأجاباتها القصيرة تفصح عن مكنون داخلها من عواطفها الرقيقة ، وكان بلال يرسم بكلماته لها صورة عبقرية عن تمنياته لها ، وكانا يسيران هونا" في مثل هذا الجو الخريفي في أول الدعاش الذي نسير فيه الان ، ومن قوله لها : ( لتمنيت أن أنظم لك من خبيبات المطرعقودا"زاهية بألوان الورود تزين عنقك الجميل ، وأغوص في مآء البحر لأحمل من اللؤلؤ ما أكسو به ذراعيك ، وأرقيك وابخرك من عيون الحساد والعباد ، وأود أن أصيح حتي يسمعنى الأنس والجن وأنا أقول ـ بريدك يا زينب أنا بحب زينب ، وسيكون زواجنا عيدا" تحتفل وتسعد به البلدة زمانا" ) ، وقاطعته قائلا" لقد أثرت شوقي لسماع بقية القصة ) ، ورد ( أصبر شوية خليني آخد نفسي لأنه الجاي صعب شديد وواصل حديثه ) ،
في يوم جمعة والناس يتأهبون للذهاب للصلاة في الجامع كادت الأرض تميد من هول ما وقع فوقها فقد أقتحمت البلدة واحاطت بها مجموعات كأنهم شياطين مردة راكبين الخيول والجمال مطلقين نيران أسلحتهم النارية في كل أتجآه ويقتلون الرجال والصبيان والنسآء العجايز وىأسرون الفتيات والصبايا والنسآء صغيرات السن ويوسعونهم ضربا" بالسياط ويفعلون بهم الفاحشة بعد ذلك ومن تقاوم يردونها قتيلة برصاصة في الحال ، ثم يلي المذبحة والأغتصاب نهب ما في البيوت واضرام النار فيها ويحيلونها الي رماد ، وفي هذه الجلبة والصياح وبكاء الاطفال و عويل النسآء والثري المصبوغ بدمآء القتلي جري بلال ووضع زينب خلفه وجعل من جسمه درعا" ساترا" لها ، وصاح فيه أحد الغزآة المتوحشين قائلا" (هآى يا المكنوس فك البنية ) ، ورفع بلال عكازه عاليا" فأطلق عليه رصاصة أردته قتيلا" ، وجذب زينب من يدها اليه وقاومته مقاومة مستميتة وحاول أن يضمها الي صدره فعضته في يده وغرزت أسنانها فيها ، وصرخ ـ وآى واطلق عليها رصاصة ووقعت مضرجة بد مائها فوق جثة بلال واطلق عليها المتوحش رصاصة ثانية وثالثة وفاضت روحها .
وذكر لي صديقي أن الذي حكاها له الشاب الوحيد الذي نجا من المذبحة بعد أن شفي من جرحه الخطير ، وكان جسمه مغطي بالدماء وسط الجثث في تلك المذبحة وظن المتوحشون انه ميت ، وقال لقد كان اولئك المجرمين العتاة هم ما يسمونهم الجنجويد وهم المرتزقة الذين جندتهم الحكومة للقضآء علي معارضيها الذين يناضلون بالسلاح ضدها وينفذ الجنجويد سياسة الارض المحروقة للقضآء علي البشر والشجر وحرق البيوت في أبادة كاملة لكل شئ علي وجه الأرض انتقاما" من أهالي المعارضين الأبريآء .
هلال زاهر الساداتي 29\10\2015



أحدث المقالات
  • اللهم لا شماتة فى الدولة القطب التى كانت بقلم د . على حمد إبراهيم
  • رسالة الى الاستاذ سليمان ادم بخيت... بقلم نور تاور
  • الملاك النبيل عبدالعزيز الحلو كلامك بقي خارم بارم بقلم حسين كوكو تية
  • حليل مستشفى أحمد قاسم بقلم كمال الهِدي
  • الذكرى التاسعة والخمسون لمذبحة كفرقاسم الرهيبة مصير الكيان الصهيوني إلى الزوال بقلم د .غازي حسين
  • المؤتمر التحضيري.. أو خيار الإنتفاضة!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • بعض أوراق جمهوري.. بقلم حيدر احمد خيرالله
  • حوار الطير في الباقير ودنان العشر بقلم عباس خضر
  • هل سيبدأ (الحوثيين ) مسلسل تفجير السيارات المفخخة بقلم جمال السراج
  • السوريون ينشرون التشيع في السودان بقلم حمد سالم حمد النيل (أبو سجود)
  • من عَرَّضَ المدنيِّينَ فى دارفور للإبادةِ (10) بقلم عبد العزيز سام
  • الإستراتيجية كمان وكمان..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • يا (ود) يا متفرد!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • فوضى أخرى ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • بين الإنجاز المالي والمصرفي والحوار الوطني بقلم الطيب مصطفى
  • الجمارك السودانية مشاق و صعاب بقلم عمر عثمان - عمود الى حين
  • سلام دارفور في سلام السودان بقلم نورالدين مدني
  • كارثة ماحقة في خور عرب حيث مناجم الذهب بقلم د. ابومحمد ابوآمنة
  • ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ !!
  • القصاص بالكلمات كف أول بقلم جعفر خضر
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (17) انتفاضة القدس والتضامن العربي والإسلامي بقلم د. مصطفى يوسف

  • النيل الازرق تهجير بإشراف الرئيس
  • طبيبات:صعوبات تعرقل محاربة سرطان الثدي
  • نائب رئيس الجمهورية : الحكم اللامركزى يعد افضل نظام لحكم السودان
  • بيان لجنة التضامن بشان مقتل مواطنوا شرق النيل غرقا في النيل الازرق
  • برلمانيون يحملون الشعب السودانى مسؤولية الفقر وتدهور الاقتصاد
  • السلطات السودانية تمنع تداول (6) روايات بمعرض الخرطوم الدولي للكتاب
  • مجلس حقوق الإنسان يعقد إجتماع خاص بشأن الوضع في الشرق الأوسط
  • تحريك إجراءات ضد «قاضي» أساء لضابط بالجيش الأمريكي
  • كاركاتير اليوم الموافق 27 اكتوبر 2015 للفنان عمر دفع الله عن الجبهة الثورية السودانية
  • برنامج تحالف قوي التغيير السودانية
  • زواج الطفلات:حرب قارية
  • التجمع العالمي لنشطاء السودان يتوصل إلي إتفاق إذاعي مهم مع إذاعة كدنتكار