| 
 | Post: #1 Title: يوم جرت الدموع بقلم عثمان محمد حسن
 Author: عثمان محمد حسن
 Date: 01-06-2015, 09:48 PM
 
 
 إلى أستاذنا \عبدالله علي ابراهيم الذي ما فتئ يطرق باب الأحداث المريرة التي وقعت في الجنوب في عام 1955.. و راح ضحيتها شماليون و جنوبيون أبرياء.. و قد ظللت استمتعت بسرده للأحداث.. خاصة و هي تلامس ما عشته.. و لمسته أيام التمرد..  و أنا يافع يتابع الأحداث بمدينة ( واو)  عاصمة بحر الغزال ( الآمنة) .. و أنا من مواليدها و لي أصدقاء أعزاء ( طيبون) لا يزالون هنالك.. و الروح تبحث عنهم في عمق الانفجار الذي أحدثه سفهاء قوم، فأضحى الكل خاسر..  مع أن بعض الخاسرين يعيشون على وهم الربح..!
 عثمان محمد حسن
 
 ============
 
 إن الذي بيننا قد توحشَ جداً
 
 تمددَ فوقَ اندهاشِ الفصولْ
 
 و ألقى المراسيَ فوق الفضولْ
 
 لكي يستبينَ الذي ظلَّ خافٍ..
 
 و لن يستريحَ من الكرْ و الفرِّ..
 
 و الجري بين الفيافي..  و بين الجبالِ و بين الحقولْ
 
 بفعل خيولِ المغولْ..
 
 تُراني انتصبتُ هنا قابَ قوسينِ في أكِمةٍ
 
 و شماريخَ خاصمها الماءُ منذ سنينْ
 
 و نامت جذوعُ النخيلِ عليَّ
 
 و حشرجتِ الريحُ قبل الأفولْ..
 
 أين الأصول؟!
 
 تدحرج صوتُ القرونِ فأرهق صدري
 
 و صدر السكونْ...
 
 فالذي بيننا قد تمدَّدَ
 
 زاد حريق الجنوبِ ائتلاقاً
 
 و زاد جراحِ الشمال انفتاقا
 
 بكيتُ.. بكيتُ.. بكيتُ.. يكيتْ!
 
 نذرت الصباحََ.. النهارَ.. المساءَ لتلك الغيوم
 
 يدفعها الريحُ من حي ( بارْكرَنْقُو)*
 
 لعل الذي تدفعه الريحُ
 
 أصداءَ ( رَنقُو)*
 
 تهدهدُ  في الحيِّ قشَّ ( السبانقو)*
 
 و هذا المساءُ توتَّر جداً
 
 ببعضِ اختصارٍ.. و كلِّ انكسارْ
 
 و موتِ اليقينِ ببدءِ المسارْ
 
 لأن الذي بيننا قد توغلَ في اللا رجوعَْ..
 
 و إنك لا تنتقي والديكْ
 
 و لا تنتقي يومَ تجري الدموعْ!
 
 ---------------------------------------------
 
 * حي ( بآركرنقو) ، أي بحَر كرنقو، حي في مدينة واو
 
 * السبانقو نبات ينمو طويلاً رشيقاً و ناعماً في شيئ من الصلابة.. و يتحمل العواصف و الأنواء.. لذا يستفاد منه في تعريش الأكواخ ..
 
 * ( الرنقو) آلة موسيقية  أفريقية..
 مكتبة شوقى بدرى(shawgi badri)
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 | 
 |