ضيّعني مستر مورغان! بقلم هاشم كرار

ضيّعني مستر مورغان! بقلم هاشم كرار


12-06-2014, 05:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1417881627&rn=0


Post: #1
Title: ضيّعني مستر مورغان! بقلم هاشم كرار
Author: هاشم كرار
Date: 12-06-2014, 05:00 PM



هل هو الذي يشبهني، أم أنا شبيهه؟!
مورغان فريمان- الممثل الامريكي الشهير- ظل يلازمني كشيبي، وتجاعيدي، وتلك الخطوط في جبيني. يلازمني كطولي وعرضي، وطريقة مشيتي، ونظرتي.. فهل أنا ظللت- مثلما هو يلازمني- ألازمه؟
اوووه مستر مورغان!
هكذا، يرفع أحدهم حاجبيه، وهو يمدّ لي الكف، وفي فمه هلال!
حدث هذا كثيرا جدا، هنا في الدوحة.. وحدث هذا في الصين، وفي السويد، وفي سنغافورة، وفي كينيا، وايران، حتى خيل لي- أكثر من مرة- أنني فعلا مستر مورغان!
حدث هذا كثيرا، وفي كل مرة أمد الكف وابتسم، فهل حدث لمستر مورغان- في أمريكا- ان رفع أحدهم حاجبيه في وجهه، وصاح فيه: " هاشم كرار.. مين اللي جابك هنا ، يازول؟!
في سنغافورة الجميلةـ جلسنا في مطعم مكشوف،على ناصية همسات نسائم، وبيننا وبين البحر، مسافة مد وجزر، وحين أطلت علينا النادلة، انبهرت: أووه مستر مورغان!
رديتُ تحيتها بانجليزية مورغان. انحت قليلا، وطلبت مني في أدب جم، ان أتصور معها للتاريخ. أخذنا اللقطة جماعية.. هى وأنا ومن كان معي، و"شات" أحدهم اللقطة إلى هاتفها الذكي!
لا أعرف ما إذا كان هاتفها قد اكتشف أنني لست مستر مورغان، أم لا.. ما أعرفه، أنه بعد قليل، إزدحم حولي رهط من العاملات في المطعم، كل واحدة منهن تريد صورة تذكارية.
أردناها لهن، و"شتنا".
ماهو مدهش ان مدير المطعم، أطل علينا- بعد وقت- وطلب مني في ظرف أكيد، أن يأخذ معي صورة للذكرى والتاريخ.. صورة سيحتفي بها كثيرا هو، وابنه الوحيد الذي يتابع أفلامي بشغف حقيقي!.
أخذناها.. وراح ينظر إليها في انبهار في هاتفه، وقبل أن يقول لي ( ثانك يو مستر مورغان) قال لنا في حياء إن فاتورة العشاء، على حسابه هو!
هل دفع أحد من السودانيين الذين يعرفوني، فاتورة عشاء مستر مورغان، أو غداءه أو إفطاره، لمجرد انه ظن أنه أنا.. أنا هذا الزول المليئ بالغضون والتجاعيد والخطوط في الجبين وحول الفم.. الأشيب الرأس والشنب,, وهل هو- قبل ذلك- التقط معه صورة تذكارية، لا يزال يحتفظ بها للتاريخ، باعتباره هو، أنا؟
ظل من كان معي في المطعم السنغافوري الراقي، يضحكون.. وظلت النسائم في تلك اللحظة تهمس لبعضها: ( مستر مورغان.. مستر مورغان) وظل البحر في مده وجزره، يردد ماتردده النسائم.. ولو أن كل نسمة، وكل مد وجز، يمتلك هاتفا ذكيا، لكانوا قد استأذنوني لالتقط صور تذكارية مع النجم توماس مورغان!
آه، آآآآه يامستر مورغان.. لقد أضعتني في سنغافورة الجميلة.. ولو كنت تدري أي نجم أنا، لما كنت إطلاقا قد أفلتني ذيّاك الأفول!
آآآه من شبهي بك..
وآآآه، آآآآه لك، من شبهك بي!
Management