محمد عبد الرحمن أو " المطرطش " ما لايعرفه الناس عن هذا العاشق النبيل ابراهيم علي ابراهيم

محمد عبد الرحمن أو " المطرطش " ما لايعرفه الناس عن هذا العاشق النبيل ابراهيم علي ابراهيم


08-25-2014, 06:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1408987717&rn=1


Post: #1
Title: محمد عبد الرحمن أو " المطرطش " ما لايعرفه الناس عن هذا العاشق النبيل ابراهيم علي ابراهيم
Author: ابراهيم علي ابراهيم
Date: 08-25-2014, 06:28 PM
Parent: #0

mailto:[email protected]@msn.com
رحم الله صديقي المهندس الزراعي محمد عبد الرحمن.. ، أسم " المطرطش " هذا لم يعرف به إلا في سودانيز أونلاين ..، أضاف رحيلة فاجعة الي كم الفواجع التي رزئنا بها في الاعوام الماضية .. , وعلي قدر ما قرأت في نعيه حيث كتب أحبابه وأصدقاءه الكثر .. ، ولكن هناك حقائق .. ، ظلت غائبه لم يتفوه بها المرحوم .. ، لأنه لم يكن يمتن علي بلاده .. , كان يتألم في صمت ويبكي في صمت .. , ويطوي جراحاته مواقفه خلف إارادته الصلبه وقلبه العامر بالحنين .. ######ريته اللازعة ..
تعرفت علي محمد عبد الرحمن في القاهرة التي جاء إليها من الاسكندرية .. في منتصف التسعينات " ليعمل مصححا للغة العربية في صحيفة الاتحادي الدولية .." ، حيث كان مبعوثا من إدارة مشروع الجزيرة لإستكمال رسالة الماجستير في جامعتها .. , ولكن الطغمة الحاكمة التي لا تراعي حدود الله .. ولاحقوق مواطنيها .. ، سواء كانوا في الغربة .. ، أو في الدراسة .. ,أو غيرها قاموا بإحالته للصالح العام ..، ما يهمهم هو المكايدة .. ، وإقصاء كل من يخالفهم .. ، لا يتركون مساحة للتسامح .. ، أو الحوار أو المراجعة .. , ولا يعترفون بحقوق المواطنة .. ، وإن ما يربط بين أبناء الوطن الواحد هو رباط أقوي من كل السياسات والايديولوجيات .. ، ولكن ما عسانا نفعل مع من تربوا في معسكرات الارهاب .. ، وتناسوا قيمة الانسان السوداني ..، وأبناء السودان في المنافي والمهاجر القسرية .." حمالين تقيلة ".. يرعون هذه الاصول التي جبلوا عليها .. ، يرعون قيم شعبنا ويزودون عنها .. ، بينما الكثير من أنصار النظام وخدامه .. ، يتجاهلون هذه القيم .. ويرضون بالدنية .. ، وكان محمد عبد الرحمن من هؤلاء الشرفاء .. أياديه مملوءة بالخير .. وقلبه عامر بحب السودان .. , " وظل يحافظ علي لهجة البلد .. " ..
فصل محمد عبدالرحمن من مشروع الجزيرة .. ، وقطعت عنه المنحة الدراسية .. ,فجأة وبلا مقدمات .. ، وبلا جريرة يرتكبها .. , وربما لأنه ينتمي إلي أسرة إتحادية .. ، فهو من أبناء الختمية .. , ولكن رغم صداقتنا .. وسكننا في منزل واحد لفترة .. ، إلا أنني لم أعرف له تعصبا لحزب أو طريقة .. , وحتي إذا كان إتحاديا .. " في الفترة الاخيرة من حياته " فهل يلغي هذا حقه في التمتع بحقوق المواطنة والانتماء لوطن التسامح والكرم والجمال ؟ .. وقبل هؤلاء لم نكن نعرف وطن الفصل التعسفي .. وطن الاحقاد والغل .. وطن تقطع فيه أرزاق الناس .. ، لم نكن نسمع بهذا إلا بعد ان وصل هؤلاء الانكشاريون الي السلطة ...
تلفت محمد عبد الرحمن لم يجد حتي ما يقيم الاود .. ، فلجأ إلي مزارع الملح .. في أطراف الاسكندرية .. ، أوان الشتاء القارس .. شتاء الاسكندرية .. بزعابيبة و" نواته " الشهيرة ..؟ وهياج البحر المتوسط .. يجمع قوت يومه .. قوي الارادة .. صلبا .. لا يستجدي النظام الفاسد حقا أهدروه .. ، ولم يراعو انه يرعي أسرة فيها الزوجه والطفل والشيخ والاهل .. ، مثلما فعلوا مع عشرات الالاف من أبناء الوطن الشرفاء .. ، ولم يمنحوهم حقوقهم حتي يوم الناس هذا .. ، فإلي أين يذهبون يوم لا ظل إلا ظله .. ، والظلم ظلمات .. , والله يمهل ولا يهمل .. ، يرونها بعيدة ونراها قريبة ..
أصيب محمد بمرض القلب .. جراء الظروف القاسية التي عمل فيها هو والمئات من الشباب السوداني الذين طوردوا وشردوا وعذبوا وأدخلوا السجون وفصلوا من وظائفهم وجامعاتهم ..
" وقد شاهدت المئات من الشباب السوداني يعملون في المصانع والبناء والمهن الهامشية في المدن الصناعية المصرية .. العاشر من رمضان والسادس من اكتوبر ..وغيرها في مناظر مؤلمة حد الايلام لكل من في قلبه قدر من الوطنية .. لا ادري هل سمع قادة هذا النظام الفاسد عن قصص هؤلاء الشباب ؟؟؟؟؟؟؟
رحل محمد عبد الرحمن وهو يطوي جراحات أكبر من جراحات القلب الكسير .. , كان يحلم بالعودة الي الوطن والي الاهل .. ولكن ليس قبل ان يسقط هذا النظام اللعين الفاسد .. ، ولكن إرادة الله كانت أسبق .., رحل محمد عبد الرحمن النبيل .. ، الذكي .. ، الوطني الاصيل .. رحل بعيدا عن الاهل وعن إبنه أحمد الذي كان يحلم برؤيته و بالعودة إليه ..و لزوجته وأهله و" للبلد " ولوطنه .. ، رحل محمد وترك دروسا للأجيال .. في النقاء والطهر والصلابة والذود عن الديمقراطية .
هذا بعض ما عرفت عن محمد الانسان الجميل الساخر الضاحك دوما .. ، والمترفع عن الصغائر .. وحتي عن هذه الالام والمواجع , ألا رحمه الله بقدر عطاءة والتزامه تجاه ما يؤمن به .. ، وبقدر نقاءه وكفاحه وقلبه العامر بحب الناس والوطن . إنا لله وإنا اليه راجعون .