فلسفة الفن ودوره في ترسيخ مفهوم الحرية/قرشي عابدين الحاج

فلسفة الفن ودوره في ترسيخ مفهوم الحرية/قرشي عابدين الحاج


08-25-2014, 05:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1408941947&rn=0


Post: #1
Title: فلسفة الفن ودوره في ترسيخ مفهوم الحرية/قرشي عابدين الحاج
Author: قرشي عابدين الحاج
Date: 08-25-2014, 05:45 AM

الفن في تعريفه اتفق علية كثير من المفكرين والفلاسفة في مضمونة يحمل موضوع وفكرة حرة و نقية منطلقة من واقع جمالي
فالمتفحص للعمل الفني يمكن ان يستنبط منه شيء من الأفكار مثل الإحساس بأننا أحرار امام اي عمل فني فتكون الارواح في عالم من الخيال والدهشة واحيانا يسبقنا ذلك الإحساس قبل الدخول الى محراب العمل الفني او ما يسمى بالتهيءة النفسية حيث نطلق العنان لأفكارنا وخيالنا بمجرد اننا نريد الذهاب مثلا لمشاهدة فلم او معرض تشكيلي او عندما تقع عيننا على عنوان ديوان شعر .. الخ
ففي تعاملنا مع العمل الفني يزداد ذلك الإحساس بالحرية والإيحاءات والأفكار اللامتناهية الممزوجة بشيء من الخيال والتوقعات المحققة والمفاجئة تخاطب عواطفنا حيناً ًوعقولنا حينااثنا محاولة تذوقنا للعمل الفني ممزوجة بنوع من حب الاستطلاع بحثا للوصول الى نتيجة مقنعة ونهائية وحتى ترثو خلجات افكارنا الى بر الأمان وعندهايتحقق لنا نسبيا نوع من التكافؤ والانسجام مابين مانحمله من أفكار وأحلام وما يطرحه العمل الفني ونشعر حينها بالراحة النفسية او ما يسمى بالمتعة وبذلك تكون تحققت العملية الجمالية التي ترتكز على تلاوءم الشيء مع وظيفته او اكتشاف موضوع او انسجام نفسي داخل العمل الفني كنا نحتاجه في واقعنا المعاش او مع مزاجنا او حالتنا النفسية ويقول الفيلسوف بر يجسون ( يأتي الفنان بفضل موهبته بشيء جديد لم يكن في الحسبان فينبهنا بما نحن كنا غافلين عنه ) فالفن يرمز دائماً الى قيمة أخلاقية او الإحساس بالامان او التنبيه بطريقة غير مباشرة الى شيء سلبي او التمسك بالقيم الإيجابية أوعلى حسب ما يدلنا علية انطباعنا الخاص من مشاعر وأحاسيس في تفاعلنا مع الفن بلغة جمالية خاصة أشبه بالهمس
مع كل ماسبق ندرك أهمية الفن في حياتنا ولن ينجح العمل الفني
الا اذا وجد الفنان الحرية الكافية للتعبير بالاضافة الى جانب الجمهور المعني بتلك الاعمال والمهتم بالمنتج الفني الذي لا يعبر عن ما يدور في أفكار ومشاعر الفنان وإنما ذلك يعبر حقيقة عن المجتمع وقيمه المثالية وسهولة هضمها عن طريق الاعمال الفنية في جو يتميز بالحرية حتى يقف المجتمع على حقيقة وضعه وعلى كل المستويات
فالمجتمع الواعي الذي يدرك أهمية الفن والفنان في حياته باعتبار ان الفنان الناطق الحقيقي عن قضايا وتطلعات المجتمع الذي ينتمي اليه الفنان الذي يعطي بعيدا عن المصالح الشخصية وإنما بدافع احساس الفنان بالآخر وما يمليه عليه ضميره وحالته الإبداعية حيث تقول الفيلسوفة سوزان لانجر (سعينا واحساسنا بالفن يدل على واقعيته ) فعلينا ان لا ننظر للفن انما للمتعة والتسلية وانما الفن عبارة عن افكار لها معاني سامية وبعد سايكولوجي جمعي وايضاً يعمل على ربط الأجيال ببعضها في منظومة التوثيق الإبداعي عبر التاريخ فالنشاط الفني يعمل على تفريغ طاقات نفسية سواء للفنان او المجتمع وايضا له بعده الديني والتفكر في عظمة الخالق ..الخ عموما علينا ان ندرك ان كل عطاء مبدع لكل مجتمع لابد ان تتوفر فيه الحرية الكافية والحقوق الانسانية . ان الفنان الجاد والأصيل الذي اختصه الخالق بنعمة الموهبة والمسؤولية دوما يجسد معاني الحرية الانسانية والسلام والمحبة والوحدة والحفاظ على خصوصية قيم وعادات مجتمعه