الجوس بالكلمات حوار شركاء الوطن بلا سقوفات

من الواضح جداً ان مؤسسة الرئاسة في سقفها الأعلي تقف بشدة مع الحوار الوطني فبعد ان قال السيد رئيس الجمهورية في خطاب الوثبة الشهير ( أن السودان إذ يتهيأ لوثبة وطنية جديدة للإصلاح السياسي والبناء الدستوري المؤسس لنظام حكم يرتضيه كل أهل السودان، سوف يتسلح بالرأي السديد، الناتج عن الحوار الحر، وائتلاف الأفكار والتقائها، كما يتسلح بالمبادرات المبدعة في شتي المجالات لتحقيق صلاح الحال السياسي والاقتصادي وصلاح الخدمة العامة ) وكرر القول امام الحضور في اللقاء التشاوري للقوي السياسية بعبارات تحمل ذات المعاني ... بعد حديث الرئيس هاهو السيد النائب الاول لرئيس الجمهورية يؤكد ذات الإتجاه الهادف الي إنهاء حالة التشرذم والشقاق في البلاد بالقول ( نريد حواراً مفتوحاً بلا أسقف مقفولة ) وهو حديث موجه للقوي السياسية السودانية في المعارضة الداخلية والمعارضة التي تحمل السلاح .
وغني عن القول انه لا تخفي علي الناس معاني الكلمات التي قالها الرئيس مثل ( الحوار الحر ) و( اصلاح الحال السياسي والاقتصادي والخدمة المدنية ) كما لا يجب ان تفوت علي فطنة الراي العام المعاني المقصودة في حديث النائب الاول لرئيس الجمهورية حينما قال ( نريد حواراً مفتوحاً بلا أسقف مقفولة ) فالاسقف المقفولة تصنعها القوي الرافضة سراً للحوار فهي التي ظلت تصنع الاسقف المقفولة وتضيق ماهو واسع تارة بالقول ( ان الحوار لن يقود الي تفكيك حكومة المؤتمر الوطني وان مفهوم التغيير لا يعني شيئاً للحزب الحاكم ) وتارة بالإفتئات علي مناخ الحوار بصناعة توترات سياسية تفضي حتماً الي نسف الحوار مثل اعتقال بعض زعماء الاحزاب السياسية وبعض النشطاء السياسيين وضرب حرية الصحافة ومنع الندوات السياسية والاسراع بتوضيب قانون الانتخابات تمهيداً لتمريره فوق رؤوس الناس وغير ذلك من انماط واشكال محاربة اتجاهات الحوار الوطني .
ان مثل هذه التصرفات تعتبر تصنيع متعمد ( لأسقف مقفولة ) عكس ما يطمح اليه رئيس الجمهورية ونائبه الاول وهي تصرفات تاتي مع سبق الاصرار والترصد وتقطع الطريق امام تنامي دعاوي الحوار الوطني ولقد رأينا كيف تم استباق عمليات النقاش القومي و الحوار الجامع بانجاز وكلفتة مؤتمر الاعلام وتسميته بالمؤتمر القومي في غياب الصف الوطني المستهدف بعملية الحوار وغياب اصحاب المصلحة الحقيقيين ولعل ما تم في مؤتمر الاعلام يعبر بدقة مكشوفة عن طرائق عمل خلايا ( الاسقف المقفولة ) .
ان الوطن ليس سقفاً حكراً علي بعض المواطنين دون غالبية السكان وقد قال الرئيس بالامس ( لا نريد الساحة فقط للوطني ونقول البلد بلدنا ونحن أسيادها والباقين ما عندهم حق معانا ) ومن المهم الاشارة هنا الي حقيقة العبث السياسي الهادف الي تكرار منظومة الحكم الحالي واخراجها في ثوب زائف جديد دون احداث تغيير ، لقد تسببت العقلية الخربة في فصل جنوب السودان حينما رفض اصحابها فكرة ( شركاء الوطن ) وضرورة تمتعهم بالحقوق نفسها ومن المؤكد في حالة نجاح التيارات التخريبية داخل السلطة في قيادة دفة السلطة نحو المزيد من سياسات الهيمنة الاحادية وتصنيع الاسقف المقفولة بأدوات السلطة نفسها فإنه لا محالة سيتم تنفيذ المخطط الجهنمي الرامي الي تقسيم السودان وسيكون لهؤلاء البؤساء القدح المعلي في انجاح ذلك المخطط فسحقاً لهم .


--
محمد كامل