هل لنا ان ننادى بالحرية/محمدين محمود دوسة

بسم الله الرحمن الرحيم

يسعد الانسان بالانطلاقة والترفيه والاسترواح فى مسار حياته والتزود بروح الاشباع الفكرى والثقافى مستخدما الاسلوب العلمى والحضارى فى استغلال الفرضية وصونها لانها حق لنفسه ولغيره وضرورة ابقاء الوعى هدفا فى سبيل الحفاظ على القيمة التقديرية للاستفادة من الرمزية والحق المتاح على هامش الحرية ان المفهوم العام للحرية يستوعبه كل منا وهى حق مكتسب وليست منحه كما ان الديمقراطية التى ننشدها يتعين علينا الوعى والادراك فى سبيل الاستغلال الامثل وان الحرية والديمقراطية عملة ذات وجهين وكلاهما يستلزم الامتثال والتعامل الايجابى التى تسندها روح الالتزام الادبى دون الخروج من دائرة الضوء وبكل المقايس فان شعار الحرية موجود منذ ان خلق الله الانسان بهذه الفطرة الالهية هنالك قيود يوضع فى الحسبان هذا من باب التدبر والاستذكار والتنبيه واننا عند ما ننادى بالحرية هذه طموحات وهموم يراود النفس البشرية وليس بالخبز وحده يحيا الانسان وهذه النداءات ليست لاثارة الغبار وانما نمط حضارى يتوسمه النخب فى ان التعامل يكون ميسورا دون قيود ولهذا الاحتراز الغير مشروط يتيح التنقل والاقامة ويمكن ان يستثمر هذه الجزئية للفائدة الكلية حتى ينتهج المواطن المسارات الصحيحه للاستفادة من تلك الفرص العابرة واستعاضة ما فقد فى الماضى وبمعرفة المرء لحقوقه يتوجب عليه ان يصون ما اسند اليه من واجبات يقتضى الايفاء به فى سبيل موجبات الوطن وضرورة التضحية من اجلها وعلى هذا المنوال ينبغى علينا ان نسعى جاهدين فى وضع الامور فى القوالب الصحيحه من اجل التوصل الى الاهداف والغايات التى بموجبها تخرجنا الى بر الامان ونحن نمر بمرحلة مفصلية فى ظل الافرازات الماثلة فى ارض الواقع كما ان فتح ابواب الحوار فرصة سانحه للوصول الى النتائج التى تفضى بالتوافق ولنا ان نسهم فى ان ينال الاحزاب قسطا من المواقف الايجابية حتى يستطيعوا الولوج الى العمق الاستراتيجى من اجل الوفاق الوطنى والاجماع وكل هذه الاليات من اجل دفع هامش الحرية ووضع مقترحات بناءة تلبى نداء الفرقاء والى مزيد من التواصل فى ايجاد حلول مرضية بعيدا عن التراشقات الخارجة عن ادبيات التفاوض وكسب الزمن واتاحة الفرص لمشاركة النخب و العلماء الاجلاء لتمحيص المرتكزات الايجابية والبعد عن العصبية والقبلية حتى لايذهب الوقت سدى ومنح الفرص للذين يسعون فى معالجة القضايا الخلافية بالحكمة والتريث والمثابرة وروح الاقناع والابداع وبالمهنية العلمية دون شوائب وتنداح مراكب الحرية عبر تلك المجهودات المضنية فى ارادة مختارة تتواثق عليها من اجل الوصول الى الحلول وتبقى الحرية هدفا ومقصدا للاطراف بوابة ومخرجا للمتبارين
محمدين محمود دوسه