المسئولية اساس الصحافة الاخلاقية

قضايا
د.محيى الدين تيتاوي

ان الاعلام مهنة الرسل والانبياء من حيث الابلاغ وتقديم الرسالة في قالب مقبول ومفهوم ومقنع في شكل الرسالة ومفهومها ومضمونها وهي مهمة لايمكن ان يقوم بها أي انسان حتب تبلغ الرسالة غاياتها وتحقق اهدافها وتجد القبول والاقتناع والرضا..اذن هي عملية تحتاج الي مهارات خاصة في اختيار موضوع الرسالة وقدرات خاصة في عملية اعدادها وصياغتها من خلال اختيار الجيد بتوقيت اطلاقها وتحديد الجهات والشخصيات اوالمجتمعات التي توجه اليها الرسالة وتكون تلك المجتمعات وتكويناتها وثقافاتها وتقاليدها معلومة لدي المرسل حتي لا نبعث برسالة خطأ لمجتمع خطأ ..فلا تصيب الهدف وربما تقود الي نتائج وردود افعال غير محمودة العواقب.ذاذن فالمسؤولية تتجسد في كل تلك العناصر التي ذكرتها في مقدمة هذا المقال ..مسئولية انتقاء الرسالة ..مسئولة اختيار الفكرة والعبارة والمفردات والعناصر مسئولية قراءة المجتمع الذي سيتلقي الرسالة ..مسئولية النتائج التي يمكن ان تحدث نتيجة تلك الرسالة ..ولذا اشارت الاية الكريمة {انا عرضنا الامانة علي السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا}صدق الله العظيم.فالمسئولية علي الصحفي في القاء الرسالة عظيمة لدرجة ان السموات والارض والجبال ابين ان يحملنها واشفقن منها ..ولطالما حملها الانسان ورضي بها وولج غمارها فعليه ان يعد العدة لذلك باعداد نفسه لتحمل التعب والارهاق وردود الافعال التي قد تبلغ ماحدث للانبياء والرسل عندما كلفوا بالرسالات.
هذا ليس مبررا لما يحدث للصحفيين من عراقيل ونيابات وبلاغات في ولاية الجزيرة وغيرها ولكن تلك ابتلاءات من نوع عدم قبول التطرق لموضوعات معينة مع انه في اجواء الحريات كل امر وشأن عام قابل للتعرض والنقد وابداء وجهة النظر التي قد تتعارض مع وجهات النظر الخاصة بالقائمين بالامر ..وهذا يقتضي عدم اطلاق الاحكام جزافا حتي ولو كانت حقائق فهي تحتاج الي تكييف وتدقيق واستقصاء وذلك ماجاء نصا وروحا في مبادرة الصحافة الاخلاقية التي ارسلها السيد ايدن وايت الامين العام السابق للاتحاد الدولي للصحفيين من ضرورة واهمية الاستقصاء والتدقيق وجمع الحقائق بل واهمية ان يكون الصحفي عادلا في طرح الموضوعات ولايوالي طرفا دون الاخر ..وان يتوخي الدقة في طرح الموضوعات..
اذن الاخلاق وهي من صفات الرسول الكريم مطلوبة في الصحفي فقد مدح المولى عز وجل رسولنا الكريم بقوله تعالي {وانك لعلي خلق عظيم} وسئلت السيدة عائشة عن الرسول صلي الله عليه وسلم فقالت {كان خلقه القرآن}اذن نحن كمسلمين لدينا منهاج متكامل يحدد اطر وحدود المسئولية والاخلاقية في تناول الموضوعات وعرضها على الرأي العام ..وعليهم ان يتقبلوا وجهة النظر الاخرى بما يقتضي تحقيق التوازن والموضوعية والمقبولية من قبل الراي العام.