هـــكـذا زمانكي يامــهــازل فأمرحي

هـــكـذا زمانكي يامــهــازل فأمرحي


04-09-2014, 07:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1397068485&rn=0


Post: #1
Title: هـــكـذا زمانكي يامــهــازل فأمرحي
Author: محمدين محمود دوسة
Date: 04-09-2014, 07:34 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

يتهاوى الأغصان في ظل الأعاصير وتتهالك الأشجار في غمرة الأهوال ودياجير الظلام تحول دون ذلك وتنعدم الرؤية الكلية وبين هذا وذاك والأمرين أحلاها ُمر. الزمان زمان إن خطونا أو بقينا, يعصف بنا الأنواء ونحن قوم نعتز بكبرياء النفوس. وهذه النفوس جدباء, دون تهلكة , يراودنا تأملات المستقبل, وزهاد يدانيه المغيلة, نحمل الهموم, وأصبحنا مطية للآخرين. يقرع الطبول ونحن نرقص لعل الضجيج أنشودة يذكرنا الضيم ونحن على مسمع تموت الآمال, ونلعن زماننا, هذا هو قدرنا. بالأمس القريب يتهامس الناس طيب الزمان وذكراه, لعل الدهر يحمل بين طياته ما يسر الناظرين والسراب يحول دون ذلك, نبحر في بحر متلاطم الأمواج وتقذف بنا الأعاصير ونتباكى ثم نصمد ويطول بنا السفر ونحن بين مياه زرقاء وسماء صافية والبحر صامت يكلوء أنسه ظلام الليالي والأنس يظل لوحة صامته دون حراك يختلط ألوانه والأشباح يداعب الجفون والسهر يستكين في ومضة الرؤية وعتمة النظر بين هذه المسالك يتذرع الأوباش ويمتلك النفس الأبئ محاسن ما طرأ. وفي رحم الغيب عجائب وخيمة تحدث معركة بين النفس المضطرب غير آب للمآلات التي لاتنسجم والمفردات المكونة لهذه الدمية الأسطورية وكأننا أناس من كوكب آخر يشتاق إلى مجد يؤصل وجوده في دائرة الضوء حتى لايضار مصائر الشعوب, فإذا الآمال خيال وإذا المواثيق سلاسل وأغلال وأنواء الدهر مصائد تمهيدا لتحطيم الصرح الذي تم بنائه وتمزيق وحدة الأمة التي غزاها من قلبه وعزيمته وتضحيته ويستحيل قبول ذلك في دين شارته الأولى الفطرة والاستقامة مع طبايع الأشياء والحق . وإن الإسلام لايلوم على حرية الفكر بل يلوم على الغفلة والذهول وهو لايجعل هذه الحرية أيضا من المباحات التي تباشرها من شاء ويتركها من شاء بل يجعلها حقا لله على الإنسان .
فالمصابون بكسل التفكير واسترخاء العقل عصاة في نظر الإسلام وتتفاوت جرائمهم بمقدار مايترتب عليها من اضطراب الصلات الإنسانية بالله وبالحياة.
محمدين محمود دوسة