فاعتبروا يا هؤلاء.. زاهر بخيت الفكى

فاعتبروا يا هؤلاء.. زاهر بخيت الفكى


03-18-2014, 06:19 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1395119980&rn=0


Post: #1
Title: فاعتبروا يا هؤلاء.. زاهر بخيت الفكى
Author: زاهر بخيت الفكى
Date: 03-18-2014, 06:19 AM

المال والبنون زينة الحياة الدنيا...
كنت أنا ممن أنعم الله عليهم بالزينةِ الكاملة وقد وهبنى الله مالاً وبنون..
ضاع المال وبقى البنون بلا مال ..لاحقاً صرتُ كأنى بلا بنون..
أنا من أضعتُ زينة حياتى الدنيا وبددت ما لدى من مال ومن بعد تفرق أبنائى وصِرت بلا زينة...
جئت إلى دنياكم هذه كما أنا الآن لا املك منها غير ثقة فى النفس بلا حدود ورثتها من والدى وبيتاً فارغاً من كل أمتعة الدنيا عدا هذه الثقة الكبيرة فى النفس...وقد تزعزعت الآن..
عمل ودراسة فى آنٍ واحد لا وقت لدى لغيرهما وفيهما كرست جهدى ونلت ما تمنيته علماً ومالا ، وهكذا سارت بى الحياة ، وفرت فيها للأسرة كل ما يحتاجونه رحل والدى من دنيانا بعد أن حج واعتمر وشهد معى ما طرأ علينا من نِعم سعيدٌ هو بها عاشت الوالدة من بعده وقد تنقلت معى كثيراً ، تزوجت من إمرأة فاضلة كانت قد اختارتها الوالدة وبحمد الله رُزقت منها ذكوراً وإناثا ،أنفقت على إخوتى الصغار حتى تخرجوا وتزوجوا ..
حققت كل ما تمنيته بل أكثر وقد أفاض الله على كثيراً من النعم بنايات فى كل مكان وأراضٍ فى مواقع إستثمارية وأموال فى المصارف وتجارة كانت رائجة ومزرعة كبيرة رائعة فيها كل شئ لم يعد لدى ما أطمح إليه ، ثم بدأت رحلة السقوط وقد أسلمت أذنى لاصدقاء السوء وأهملت غيرهم وكان السعى المحموم وراء ملذات من نوع أخر إذ كان مكتبى ملاذ للساقطات وحثالة المجتمع ومن كنت أظنهم نجوماً فى المجال الفنى والرياضى وهم يطلقون على كثيراً من الألقاب الرنانة وعليهم أنفق بسخاء وعلى أنديتهم الفاشلة وأنا عضواً فاعلاً فى مجالس إداراتها لا صوت يعلو فوق صوتى ولا رأى ، نجوم الغناء كادوا أن يقنعونى بأنى أمتلك ناصية فن التلحين ونظم الشعر الرصين وقريباً سأصبح من ألمع نجوم المجتمع فى هذا المجال..
كسدت التجارة وأنفقت ما عندى من مال وبدأت فى بيع ما لدى لتغطية نفقات أصدقاء الوهم ...هكذا بددت مال أبنائى وأنفقته على من لا يستحق وأصبحت بلا شئ لا سيارة لا منزل والديون تُلاحقنى أينما ذهبت وغاب عنى من كنت أظنهم أصدقاء حيث لم أعد عضواً فى نادٍ ولا ملحناً شهير يشار إليه بالبنان بل عُدت نكرة كما كنت أمامهم ، توفت الوالدة وكان العزاء فى منزل استأجرناه فى حى شعبى بأطراف المدينة لم يأت أحدٌ منهم ليواسينى ، لم تنته أيام العزاء حتى بدأت رحلتى مع السجون وقد طفت فيها معظم سجون وحراسات بلادى ومازلت..
نادمٌ أنا على ما بددته من مالٍ لا يخصنى وحدى وقد إتخذته مطية لمتعة رخيصة فقدت بها المتعة الحقيقية وأنا بين أبنائى أرعاهم وأوفر لهم ما يحتاجونه ..لكن هيهات وقد ضاع كل شئ..
هذه قصتى كما هى بلا تفصيل فاعتبروا يا هؤلاء...

بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة السودانية..