ما هكذا تؤسس الحركات! محمد يوسف أحمد المصطفى

ما هكذا تؤسس الحركات! محمد يوسف أحمد المصطفى


03-11-2014, 04:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1394551455&rn=0


Post: #1
Title: ما هكذا تؤسس الحركات! محمد يوسف أحمد المصطفى
Author: محمد يوسف أحمد المصطفى
Date: 03-11-2014, 04:24 PM

لا شك أن الكثيرين من الأصدقاء و المعارف قد أصابتهم الدهشة ، تماما كما أصابتني أنا العبد الضعيف، وهم يقرأون اسمي ضمن الموقعين على وثيقة فكرية و سياسية صادرة عن " الحركة الوطنية للتغيير"! و على الرغم من الدهشة التي اعترتني، فقد تريثت في التعبير عنها أو التصدي لمجمل الواقعة أملاً في أن يقوم بذلك أحد القائمين على أمر "الحركة الوطنية للتغيير" توضيحاً للحقائق و تصويباً للوقائع. الا أن شيئاً من ذلك لم يتم، بل طالعت بعضأ من المؤشرات مما ينبئ باصرار لا أدرك مراميه على ما نُشر في بعض من الصحف السيارة و المواقع الاسفيرية (خاصة فيما يتصل بشخصي الضعيف) و لذلك يهمني و يلزمني أن أضع الملاحظات التالية بكل الوضوح الممكن و المتاح:
1. أحب أن أؤكد قناعتي العميقة بأن حيثيات و تداعيات المشهد السياسي السوداني الراهنة قد أبانت بكل الوضوح، وأكدت بكل الجلاء بؤس و خيبة و عقم المشروع التقليدي للنهضة الوطنية في السودان. و هذا الاستنتاج أشد ما يكون وضوحا و سفوراً في حالة المشروع الاسلاموي السياسي، فكراً و ممارسةً.
2. لا يسعني، و الحال كما أسلفت، الا أن أرحب ترحيبا حاراً و أحتفي احتفاءً صادقاً بالمراجعات الفكرية العميقة و الجريئة التي دأب على اجتراحها نفرٌ كريمٌ من الزملاء الأعزاء الذين عُرفوا لفترة طويلة من الزمن بانتمائهم و انحيازهم المتحمس للمشروع الاسلاموي السياسي. و لقد تابعت، و ربما تابع غيري من المهتمين بالشأن السوداني، بكل الاعجاب و الأمل مجهودات هذا النفر من الزملاء التنويرية.
3. لست قيما على الثمار الفكرية لأي جهة كانت، و لاينبغي لي أن أمارس أي قدر من الوصاية على أفكار الناس و توجهاتهم السياسية. كل ما أستطيع فعله في هذا الصدد هو الصدع بوجهة نظري و تقويمي لما يصدر عن غيري من الناس! و أعتقد جازما أن هذا حق طبيعي أجد متعة كبيرة في التمتع به و النضال الحازم لتأمينه لي و لسواي.
4. حزنت بصدق و غشتني نوبة من خيبة الأمل و المرارة و أنا أطالع كغيري من الناس اعلان أسمي ضمن "الموقعين" على وثيقة أنا، حقيقة و ليس مجازاً، لم أكن جزءاً من الجهة التي صاغتها أو راجعتها أو أعلنتها!!!؟ أقول ذلك و بغض النظر عن محتوي تلك الوثيقة أو أهدافها أو مراميها. و الأمر هنا يتعلق بأهمية الالتزام الحازم و المبدئي للكافة في النشاط العام بالاستنكاف عن تزوير الارادات (مهما كان قدر حسن النية المفترض) ، و كذلك ضرورة الابتعاد عن محاولات "التكويش" و الاسترداف غير المأذون، فهذا درب أدمى أقدام شعبنا اكراهه على السير فوقه!
5. أرجو أن اؤكد للجميع، و خصوصأ الزملاء و الأصدقاء الأعزاء من الموقعين، و غيرهم من الناس، "كل الناس"، أنني لست طرفاً في هذه الحركة بأي معيار تنظيمي، سواء ان كانت منبراً أو كيانا أو حزبا. ليس فقط لملاحظاتي الجدية حول العديد من جوانب و مكونات هذه الحركة، و التي عبرت عن بعض منها بكل الصدق مع عدد من القائمين على أمر "الحركة الوطنية للتغيير"، و انما لأنني و كما يعلم الكثيرون علم اليقين أنني انتمي للحركة الشعبية التي مازلت أعتقد اعتقاداً جازما و منضبطأ أنها الوعاء الأنسب لتفعيل قدراتي و مساهماتي في الشأن السوداني العام. و كذلك لقناعتي بالدور التاريخي و المحوري للحركة الشعبية في اضفاء كل المعاني الخيرة على جهود كافة فصائل شعبنا من أجل اعادة صياغة طريقة حياته و مصيره وفقاً لارادته الحرة المبدعة في مناخ من الحرية و المساواة و التسامح.

محمد يوسف أحمد المصطفى
جامعة الخرطوم