الصادق المهدي وياسر عرمان ؟ الحلقة الثانية ( 2 - 3 ) ثروت قاسم

الصادق المهدي وياسر عرمان ؟ الحلقة الثانية ( 2 - 3 ) ثروت قاسم


03-09-2014, 05:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1394381839&rn=1


Post: #1
Title: الصادق المهدي وياسر عرمان ؟ الحلقة الثانية ( 2 - 3 ) ثروت قاسم
Author: ثروت قاسم
Date: 03-09-2014, 05:17 PM
Parent: #0

الصادق المهدي وياسر عرمان ؟
الحلقة الثانية ( 2 - 3 )
ثروت قاسم
Facebook.com/tharwat.gasim
[email protected]


1 - القائد ياسر عرمان ؟

يجاهد القائد ياسر عرمان في إستيلاد السودان الجديد ، والعبور به إلى أراضي جديدة ، حيث المواطنة المتساوية ، والعدالة الإجتماعية ، والكرامة الإنسانية ... أراضي خالية من الجهل والفقر والمرض ويحكمها القانون .

يقاتل القائد ياسر عرمان ، في المستويات الأساسية ، لتغليب الحقيقة على الفبركات . يسعي لحياة كريمة لمواطنيه تعتمد على التوزيع العادل للسلطة والثروة ؛ حياة تعتمدعلى المؤسسات المنتخبة في إنتخابات نزيهة وليست مخجوجة ؛ حياة تعتمد على القانون وليس جزرات الوظائف .

صاحب الرمز جون قرنق في مسيرته النضالية ، وفهم الكلام !

2 - هجوم القائد ياسر عرمان ؟


كما ذكرنا في الحلقة الأولى من هذه المقالة ، شن القائد ياسر عرمان هجوماً مقذعاً ضد السيد الإمام ، ونسي أو تناسى نظام الإنقاذ وجلاوزته . إتهم القائد ياسر عرمان السيد الإمام ، جوراً وبهتاناً ، بالوقوف مع المؤتمر الوطني وضد الحركة الشعبية الشمالية في خطابه الذي وجهه لأمبيكي حول مفاوضات أديس ابابا . نتمنى أن لا يتهمه هذه المرة بإفشال مفاوضات الجولة الخامسة بين حكومة الخرطوم والحركة ( يوم الأحد 2 مارس 2014)، وليس ذلك على القائد ياسر عرمان ببعيد ؟
ليس هناك أبعد من الحقيقة في تصريحات القائد ياسر عرمان ؛ بل على العكس تطابقت الأفكار والمقترحات التي حملها خطاب السيد الأمام لامبيكي ( الثلاثاء 25 فبراير 2014 ) مع الأفكار التي إحتواها خطاب الحركة لأمبيكي ( الجمعة 28 فبراير 2014 ) ، وقع الحافر على الحافر . ولا نلقي القول على عواهنه ، ولا نتكلم من فراغ ، بل نتوكأ علي ( نص ) محتويات الخطابين كما يلي :

أولاً :


قال السيد الإمام في خطابه لأمبيكي نصاً :

( نعتقد مخلصين أن الأوان قد حان للتخلي عن المحادثات الثنائية بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان/شمال، والتحضير - بدلاً عن ذلك – لجولة المحادثات بين ممثلي مجلس السلام القومي المقترح وممثلي الجبهة الثورية ) .

في المقابل ، دعت الحركة في خطابها لأمبيكي إلى :

( عقد إجتماعاً تمهيدياً في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يضم كافة الأطراف السودانية المعنية من القوى السودانية ) .

في المحصلة ، هناك جسم واحد يسميه السيد الإمام ( مجلس السلام القومي ) ، وتسميه الحركة ( إجتماعاً يضم كافة الأطراف السودانية المعنية ) . الفرق في اسلوب السيد الإمام المُحدد ، واسلوب الحركة الهلامي ، في تسمية نفس الجسم .

إذن تطابق كامل بين أقتراح السيد الإمام وإقتراح الحركة بقومية مفاوضات السلام ، وعدم ثنائيتها .

ثانياً :

قال السيد الإمام في خطابه لأمبيكي نصاً :

( يجب على حكومة السودان والآلية التنفيذية العليا للاتحاد الإفريقي وكل المعنيين الاعتراف بالجبهة الثورية كشريك شرعي في عملية البحث عن السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي ) .

في المقابل ، دعت الحركة في خطابها لأمبيكي ( الحكومة السودانية الى إلغاء الحظر غير الدستوري على الحركة الشعبية لتحرير السودان ( ش) فوراً، والإعتراف بها كتنظيم سياسي قانوني، وكشريك سياسي مؤهل في تنفيذ عملية السلام) .

مشى السيد الإمام خطوة أبعد من الحركة بأن دعى للإعتراف بالجبهة الثورية وليس الحركة فقط ، في حين ركزت الحركة دعوتها في إعتراف حكومة السودان بالحركة الشعبية لتحرير السودان ( ش) ، وليس بالجبهة الثورية ، كما دعا لذلك السيد الإمام.

في هذه الحالة ، من هو أكثر وفاءاً وثورية وموضوعية وعدالة ، ومن هو الذي يتنكر لزملاء الكفاح ؟

ثالثاً :

قال السيد الإمام في خطابه لأمبيكي نصاً :

المفاوضات بين أطراف القتال ضرورية لترتيبات وقف إطلاق النار وإيصال الإغاثة الإنسانية بسلام ؛ ولكنها ليست كافية لبناء السلام ؛ ولذلك اقترحنا تكوين مجلس قومي للسلام يمثل السودان في عملية السلام ) .

في المقابل ، وفي خطابها لأمبيكي ، قالت الحركة نصاً :

(ان إنطلاقة العملية الدستورية الوطنية تتطلب وقفاً للأعمال العدائية للأغراض الإنسانية في كافة مناطق الحروب بالسودان من أجل خلق البيئة المواتية للعملية الدستورية) . كما أقرت الحركة ( بضرورة الوصول الى وقف عدائيات انساني لتهيئة المناخ ) .

نفس شربوت السيد الأمام الذي أرسله لأمبيكي بتاريخ الثلاثاء 25 فبراير 2014 ( وقف إطلاق النار وإيصال الإغاثة الإنسانية بسلام )، صبته الحركة في كنتوشها يوم الجمعة 28 فبراير 2014 ، وأرسلته لأمبيكي .
مالكم كيف تحكمون ؟

رابعاً :

على الرغم من البينات الدامغة المنقولة نصاً أعلاه ، يقول القائد ياسر عرمان نصاً :
( قدم السيد الصادق المهدي رسالة لنا عبر الرئيس مبيكي متطابقة مع ما يقوله المؤتمر الوطني في الحل السياسي ) .

3- رسائل القائد ياسر عرمان؟

اراد القائد ياسر عرمان أن يرسل ثلاثة رسائل للقارئ والسامع بتصريحه المجانب للحقيقة اعلاه :

اولاً :

اراد القائد ياسر عرمان أن يوحي بأن السيد الإمام يترفع عن مخاطبة الحركة مباشرة ، ويرسل رسائله لها عبر مبيكي .

وهذا قول غير صحيح ،فالرسالة موجهة لأمبيكي ، بصورة للعلم للحركة ولحكومة الخرطوم .

ثانياً :

لم يقدم السيد الإمام أي رسالة للحركة عبر مبيكي .

طلبت الحركة من مبيكي الإتصال بقادة الأحزاب السودانية للتفاكر معهم عند زيارته الخرطوم يوم الأحد 23 فبراير 2014 . حسب طلب الحركة ، أتصل مبيكي ببعض القادة السياسيين في الخرطوم ، من بينهم السيد الإمام . بعكس القادة السياسيين الآخرين ، حضر السيد الإمام لمقابلة مبيكي وهو يحمل رسالة مكتوبة تحمل أفكاره ، بدلاً من الكلام الذي يحمله الهواء وينساه مبيكي بمجرد مغادرة الزائر لغرفته . وإكراماً للحركة ، بعث السيد الإمام بنسخة من رسالته لأمبيكي للحركة للعلم ولتوكيد الشفافية والمصداقية . ولكن بدلاً من أن يقدر القائد ياسر عرمان للسيد الإمام فعلته النبيلة ، غمز من طرف خفي بأن السيد الإمام يترفع عن مخاطبة الحركة مباشرة .

كما لم يكن القائد ياسر عرمان صادقاً في توكيده بأن السيد الإمام بعث برسالته الأصلية للحركة عبر مبيكي .

ثالثاً :

القي القائد ياسر عرمان كضبة قدر الضربة بإتهامه الظالم للسيد الإمام بأن مقترحاته ( متطابقة مع ما يقوله المؤتمر الوطني في الحل السياسي) ؟

هذا إلباس للحق بالباطل لا يليق بقائد في قامة القائد ياسر عرمان ؟ ولو كان إدعاء القائد ياسر عرمان صحيحاً ، لفعل نظام الإنقاذ رؤية السيد الأمام الإستراتيجية في الأجندة الوطنية ، وفي خريطة الطريق المصاحبة ( ميثاق النظام الجديد) ، ولكانت أزمات السودان قد ذابت كفص ملح في ماء ساخن .

4- إتهامات القائد ياسر عرمان ؟

تخصص القائد ياسر عرمان في إغتيال شخصية السيد الإمام ، وتدبيج الإتهامات الظالمة ضده وكأن السيد الإمام العدو نمرة 1 للحركة الشعبية الشمالية ، وليس حكومة الخرطوم ، التي رفضت الحوار المباشر مع الحركة ( السبت 1 مارس 2014 ) . يكرر القائد ياسر عرمان ، صباح مساء ، إتهاماته الباطلة ضد السيد الإمام بأنه يقف مع حكومة الخرطوم ضد الحركة الشعبية الشمالية . نسي القائد ياسر عرمان مقولة تشرشل بأنه لا يملك رفاهية أن يكون له أكثر من عدو واحد في وقت واحد ، وتخصص القائد ياسر عرمان في إستيلاد الأعداء ؟

في فورة غضبه المضري ضد السيد الإمام ، نسي أو تناسي القائد ياسر عرمان الحقائق التالية :

أولاً :

بعكس ما يقول به القائد ياسر عرمان ، رفض السيد الإمام وصحبه الكرام المشاركة في نظام الإنقاذ طيلة ربع القرن الماضي ومنذ قدوم الإنقاذ ، رغم المغريات والجزرات المقدمة من نظام الإنقاذ . ولكن شارك القائد ياسر عرمان بشخصه وحركته الشعبية في برلمان وحكومة الإنقاذ لمدة 6 سنوات ونيف من عام 2005 وحتي عام 2011 ؛ كانوا خلالها جزءاً أصيلاً من نظام الإنقاذ ، يتحدثون بإسمه في المحافل الدولية ( دينق آلور وزير خارجية الإنقاذ ) .

عطلت مشاركة الحركة نظام الإنقاذ التحول الديمقراطي ، وزادت من وتيرة الحرب الأهلية في دارفور ، وأتت بالقوانين المقيدة للحريات ، وأعطت نظام الإنقاذ شرعية قانونية ومشروعية دولية بحكم الأمر الواقع ؛ الأمر الذي ثبت أوتاده .



ثانياً :

قلبت الحركة الشعبية ظهر المجن لحليفها التجمع الوطني الديمقراطي وعقدت إتفاقية السلام الشامل مع نظام الإنقاذ ، من وراء ظهر التجمع وعلى حسابه في دارفور وعلى حساب التحول الديمقراطي وقوانين الأمن التعسفية.

ثالثاً :

تشاركت الحركة الشعبية مع نظام الإنقاذ من يناير 2005 وحتي يوليو 2011 . وفي مايو 2005 ، إغتالت الحركة الشعبية المرحوم التجمع الوطني الديمقراطي ! وإستولدت في مكانه ، ولذر الرماد في العيون ، تحالف قوي الإجماع الوطني ، وأسمته تحالف جوبا . ولكن سرعان ما هجرت الحركة تحالف جوبا وقالت له أني بريئة منك أني أخاف الله رب العالمين .

يقول بعض المراقبين إن الحركة بصدد الخروج من الجبهة الثورية ، تحت ضغوط عناصرها وكوادرها من بين ضغوط آخرين ؟
وقد بدأ القائد عبدالواحد النور دق اول مسمار في نعش الجبهة الثورية بتوكيد رفضه المبدئي للحوار مع نظام الإنقاذ ، بعكس مكونات الجبهة الأخرى ؛ وعليه فقد رفض القائد عبدالواحد دعوة رئيسة الإتحاد الأفريقي الحضور لأديس ابابا لمناقشة موضوع الحوار مع نظام الإنقاذ .

هاك دليل آخر على إحتمال تصدع الجبهة الثورية :
في يوم الثلاثاء 4 مارس 2014 ، صدر بيان مشترك من حركتي/جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة السودانية .. حول حملة التطهير العرقي التي تشنها مليشيات النظام في جنوب شرق نيالا امتداداً لما أسماها النظام ب"حملة الصيف الحار" . لم يصدر البيان المشترك من الجبهة الثورية السودانية مما يؤكد بداية التصدع في الجبهة وإنقسامها إلى مكوناتها الاولية الأولى : حركات دارفور الحاملة السلاح والحركة الشعبية الشمالية .

مقابل تمرير قانون الإستفتاء في البرلمان ، باعت الحركة تحالف جوبا وبصمت بالعشرة في البرلمان على قانون الأمن الوطني المستبد وإستمرار سيطرة الإنقاذ ؛ وقالت وداعاً للتحول الديمقراطي .

اللاجئون السودانيون الفارون من ولاية النيل الأزرق ( 122 الف لاجئ ) يقيمون في 4 معسكرات أمم متحدة في محلية مابان في ولاية اعالي النيل ، بالقرب من ابار البترول في عدارايل . في يوم الأثنين 3 مارس 2014 قامت قوات الحركة الشعبية بإجتياح المعسكرات وقتل اللاجئين عشوائياً ، وسرقة ممتلكاتهم البسيطة وغنمايتهم ؛ في حين رجع المحظوظون إلى جحيم النيل الأزرق من حيث فروا . صارت المعسكرات قاعاً صفصفاً . وفي فبراير 2014 ، إجتاحت قوات الحركة الشعبية معسكر يدا للاجئين من شعوب النوبة في ولاية الوحدة وقتلت آلاف اللاجئين وسرقت ممتلكاتهم ، مما أضطر البقية للرجوع إلى جنوب كردفان .
هذه هي بعض أعمال الحركة الشعبية الجنوبية الذئبية ، فتأمل ؟


لا يمكن للحركة أن تغير من طبعها ، كما لا يمكن للحمار الوحشي أن يغير من جلده ؟

والحركة الشعبية الشمالية إستنساخ للحركة الشعبية الجنوبية ( الأم ) ؟

رابعاً :

باعت الحركة الشعبية السراب ( السودان الجديد ؟ ) لجماهير الشعب السوداني الشمالي الذين تدافعوا زرافات ووحداناً للإنضمام لعضوية الحركة منذ يناير 2005 ، ثم تركتهم في يوليو 2011 يهومون على وجوههم في صحراء العتمور.

ألا ترى ، يا هذا ، الدكتور منصور خالد والدكتور الواثق البرير ، يتقدمون شمالي الحركة ، وهم يعبرون صحراء العتمور ؟
نواصل في الحلقة الثالثة ...