قضايانا.. والأنمالية...!!/ د.محيى الدين تيتاوي

قضايانا.. والأنمالية...!!/ د.محيى الدين تيتاوي


01-20-2014, 05:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1390233894&rn=0


Post: #1
Title: قضايانا.. والأنمالية...!!/ د.محيى الدين تيتاوي
Author: محي الدين تيتاوي
Date: 01-20-2014, 05:04 PM

قضايا
اشعر بالحزن كثيراً كلما شعرت بأننا نزحف إلى الأمام قليلاً ولكننا ننزلق ونسقط إلى الوراء كثيراً.. ليس لأننا اغبياء وليس لأن العبقرية عندنا قد اضمحلت وليس لأن حواءنا لم تعد تلد النجباء..ولكن بدا لي أن هناك تراجعاً كبيراً في الأخلاق وفي الوفاء للوطن وفي التفكير الذاتي والأنمالية زحفت علينا كثبان الأنانية فصرنا لا ننظر إلى إلى مصالحنا الذاتية تركنا هم الوطن ومستقبل الأجيال بل وحاضرهم.. حتى صارت المخاطر تهددنا من ذات اليمين وذات الشمال.. قلنا أن سد مروي سيكون نهاية الفقر.. وسررنا جداً بذلك التيسير ولمسنا في بدايات الأمر بعد اكتماله شيئاً من تلك الوعود يتحقق...وعمت الكهرباء ارجاء البلد.. ولكننا بدأنا نشعر بأن هذا السد قد قام على اكتاف ومستقبل وحياة المنطقة.. زحف الصحراء زادت وتيرته.. الهدام نال من معظم الأراضي الخصبة وما عليها من شجر وحياة.. امتدادات الأراضي مصادرة لصالح سداد مديونيات انشاء السد دون أي أثر يدل على أن هناك جدية في شق الترعتين وزراعة الأراضي شرق وغرب النيل..بل أن التيار الكهربائي صار ينقطع حتى في فصل الشتاء وصرنا وكأننا لا رحنا ولا جئنا.
مرت على هذه الخواطر خلال إقامتي في أديس أبابا لرئاسة اجتماعات اتحاد صحفيي شرق افريقيا( المكتب التنفيذي) وبدأت اتلمس العديد من الامور.. عند مغادرتي لمطار الخرطوم المكتوب في واجهته كلمة( الدولي)وبعض دول الجوار التي تستعمل مطار تكتب في تذاكر سفر Khartoum civil مطار الخرطوم المحلي.. انقطع التيار الكهربائي مرتين ونحن في صالة المغادرة.. وقلنا في نفسي( حليمة عادت لي قديمة).. ولما انتهيت من اجراءات السلامة الجوية ودخلنا الصالة الأخيرة ومنها إلى الطائرة وجدنا المسيئات لنا كدولة ذات تاريخ وأمة ذات حضارة قوية وعظيمة.. طائراتنا( مقرشة) في المطار وموضوعة في اركان حوش المطار ربما كخردة ويمكن بيعها في مزادات لتجار النحاس والألمونيوم.. ومطار اثيوبيا التي ورثت مؤخراً خطوط طيراننا أديس القاهرة أو أديس الخرطوم يكتظ بالطائرات الأثيوبية(ِAthiopian) من كل الموديلات ولا أريد أن اتحدث عن مطار القاهرة وطائرات مصر للطيران.
أود من كل ذلك أن أقول أننا أهملنا مطارنا..وأهملنا ناقلنا الوطني الذي كان يوماً شمساً مشرقة في سموات السودان وافريقيا وأوروبا بل وكل انحاء العالم.ز وناقلنا الوطني الذي كنا نفخر به ونحن نسافر عبره إلى مختلف الدول بشعاره الأخاذ وربانها من مختلف الأجيال مضرب الأمثال وتسابق شركات الطيران العالمية للتعاقد معهم.. اليوم بلغ درجة العنصر وتوقف تماماً.. وماذا نفعل بالمطار الجديد إذا لم نقم بأحياء أهم ناقل وطني لنا.. عنوان السودان أينما حل بشعاره.. الشمس المشرقة.. هذا نموذج واحد من نماذج التراجع وسوف اتناول قضية الزراعة والصناعة والخدمة المدنية والسكة حديد وغيرها من مولدات الحزن والأسى على ما صرنا إليه سواء بفعلنا أو بفعل فاعل متربص بنا.