كونو مانديلا الدكتور/ حسن سعيد المجمر طه

كونو مانديلا الدكتور/ حسن سعيد المجمر طه


12-17-2013, 09:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1387310975&rn=1


Post: #1
Title: كونو مانديلا الدكتور/ حسن سعيد المجمر طه
Author: حسن سعيد المجمر طه
Date: 12-17-2013, 09:09 PM
Parent: #0

مات مانديلا كغيره من البشر لكنه خلف وراءه تركة ثقيلة على دعاة الحقوق والحريات حول العالم.
الرجل لم تفت عضده سنوات السجن الطويلة عن التمسك بحقه وإنسانيته ولم تغره السلطة التي حازها برضا الجميع عن أن يكون عادلا ومثالا للقوي الأمين الذي زين فعله بالشفافية والمصداقية واحترام الذات.

ولم تبهره الشهرة التي فاقت الآفاق وملأت الدنيا ضجيجا حتى اجتمع على حبه الأعداء قبل الأصدقاء.

ولم تمس سيرته الناضرة شبهة فساد بل تخلى عن أقرب المقربين إليه عندما ولغت أيديهم في دماء وحرمات الآخرين.

إن في حياة مانديلا وموته عبرة لمن يعتبر. لقد وحد الرجل في حياته وموته القلوب، وأثار في نفوس الشعوب حول العالم حسرة على فقده رغم أنه لم يكن في دائرة الفعل بعد عمره المديد.
ذلك لأنه غاب وترك في أفريقيا شعوبا لم تتحرر من قهر بني جلدتها. رحل مانديلا ولم تزل إفريقيا السمراء أرض الثروات تئن من وطأة المرض والجوع والفقر.
رحل مانديلا ولم يستفد من تجربته في إفريقيا إلا قلة من القادة.
إنني أستلهم من سيرة مانديلا رغم الحزن بشريات:
لأن سيرته العطرة ستظل خالدة في أذهان شباب وأطفال أفريقيا، تحرك فيهم دافع البحث عن الحريات وحقوق الإنسان. وليس من بيئة أسلم لتحققها سوى الديمقراطية.
والديمقراطية لن تجلبها سوى سلطة الشعب وإرادته الغالبة.
والديمقراطية التي نريدها في إفريقيا هي ديمقراطية مانديلا التي تتحقق فيها المواطنة المتساوية بين أفراد الشعب، والتنمية المتوازنة بين أنحاء الوطن، وسيادة حكم القانون على الجميع كبيراً وصغيراً رئيساً ومرؤوسا.
وإنهاء النزاعات المسلحة والاضطرابات الداخلية والاعتراف بحقوق الضحايا وتحقيق المساءلة التي تضمن تعويضهم المادي والمعنوي وتمنع إفلات الجناة من العقاب، ثم تبنى بتراضي الجميع الثقة في مؤسسات الدولة.
سيداتي وسادتي إن تحقق الغايات التي سعى إليها الزعيم مانديلا ميسورا إذا نظر كل رئيس دولة أفريقيا إلى معاناة شعبه فعمل على معالجتها، وتخلى عن كرسيه إذا لم يرغب فيه شعبه، وكف يد زبانيته عن تكميم أفواه ومعارضيه وظلمهم، ومنع سجانيه من تغيب أصحاب الحقوق خلف القضبان لأنه الصبح آت وسينكسر القيد.
وفي مقابل ذلك يجب على مؤسسات المجتمع المدني التي تسعى للسلطة كالأحزاب السياسية، أو التي تسعى إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان وحمايتها من المنظمات غير الحكومية، عليهم جميعا العمل من أجل ترسيخ قيم التداول السلمي للسلطة والنظر إلى الدولة التي تسع الكل ويستظل بظلالها الجميع دون تمييز بسبب اللون أو العرق أو اللغة أو الدين أو الجنس أو الرأي السياسي.
لقد رفض مانديلا دعوات الانتقام من سجانيه ومعذبيه، فسمى بشعبه ووطنه، حتى أضحى مثالاً يحتذى.

أيها الزعيم ارقد هانئا في قريتك التي لم تميزها عن سائر قرى جنوب أفريقيا لأنك زعيم ورئيس وقادر،

وستظل قريتك كونو معلماً تاريخياً بارزاً ضم ثراها رفاة القائد الملهم لشعبه ولجميع أحرار العالم.