التغيير الوزاري الجديد لماذا ؟/فتح الرحمن عبد الباقي

التغيير الوزاري الجديد لماذا ؟/فتح الرحمن عبد الباقي


12-07-2013, 07:57 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1386399452&rn=0


Post: #1
Title: التغيير الوزاري الجديد لماذا ؟/فتح الرحمن عبد الباقي
Author: فتح الرحمن عبدالباقي
Date: 12-07-2013, 07:57 AM

التغيير الوزاري الجديد لماذا ؟
الإنقاذ تنوي تغيير ثوبها المرقع ، وتنوي تغيير صورنها القبيحة ، التي لا تسر الناظرين ، والتي اساءت لكل العيون والوجوه والقلوب المحبة والكارهة والباغضة ، فملأت الساحة السياسية ضجيجا ، وملأت المنتديات بالتخمينات والتكهنات ، وعاش وزراؤها حالة نفسية ، لم يعشها الشعب السوداني ، المغلوب على أمره مدى ربع قرن من الزمان الغابر المظلم البغيض ، فكان نومهم كوابيس ، وأحلامهم الوردية ، الى غاتمة غابرة ، وامتلأت صفحات الصحافة ، بمن سيتم تغييره ، وبمن ستتم إحالته إلى المعاش ، وامتلأت أروقة البيوت السودانية وطرقاتها وحتى مجالس القهوة الحريمية ، ومقاهي الرجال بهذا الحديث . فقد غيرت الحكومة وجوهها كثيرا ، وشهدنا سابقا ، ما سمي بالحكومة الرشيقة ، والتي كان الهدف منها ترشيد الإنفاق الحكومي ، وكانت التغييرات السابقة بمبرر قد تستسيغه الأسن ، ولكن لا تدركه الا الأبصار المبصرة ، فجاءت حكومة الترضيات ، وضمت الشباب والديكورات ، ولم نشهد حكومة رشيقة بل شهدنا حكومة مترهلة عاجزة عن تقديم أي جديد . فهل السبب من هذه التغييرات الجديدة ، القضاء على الفساد والمحسوبية ، والترهل الاقتصادي والإداري ؟
فسدت الإنقاذ ، وقدم قادتها نموذجا للفساد لم يشهده أي عهد سوداني أو أفريقي أو أي مكان على وجه هذه البسيطة ، فنال السودان وسام الفساد الدولي وبالجدارة التي لا ينافسه عليها أحد ، فقضية التقاوى الفاسدة الأخيرة وبقية قضايا الفساد التي أزكمت الأنفس ، وأعلت الأبدان وقطعت الشرايين والأوردة ، فأصبحت أخلاق الحكم لا يثق فيها أحد ، لا صغير ولا كبير ولا حتى فاقد عقل ، أو حتى ناقص دين ، فهل بسبب الفساد أراد البشير ، ان يغير وجه حكومته الحالية ليأتي لنا بحكومة غير فاسدة ، وزراؤها من الملائكة ، أو حتى من مات من صالحي السودان فدخل الجنة ورأى نعيمها ومن ثم يصعب عليه ، أن يلطخ ويدنس نفسه بخبث هذه الدنيا ، أم سيأتي لنا بمن مات من غير صالحي أهل السودان ، فذاق عذاب القبر ، وأصبح من الصعب عليه أن يظلم الناس ويأكل حقوقهم ، ليرجع إلى القبر مرة ثانية ويذوق العذاب الذي ذاقه من قبل .
عذرا سيدي الرئيس إن صلاح الوزراء من صلاح الرئيس ، ورأس الدولة ففساد الإنقاذ ، لا يحتاج الى من ينؤك به ، وانت ما زلت تنمق الحديث وتزيد وتعييد وتشكل اللجان ، فظهر من قبل الدكتور الطيب أبو قناية ، شاهرا قنايته ( ولمن لا يعرف القناية ) فهي أشبه بالعصا ولكنها طويلة تستخدم لتقويم ( الراكوبة ) ولمن لا يعرف الراكوبة فهو تبنى من القش أمام بيوت البسطاء لتقي المنزل من الخريف ، ولتكن توسعة . فخرج أبو قناية ولم يعد ، وغيرت القناية ، الى سيف ومن ثم السيف الى بندقية والبندقية الى دبابة ، وما زال الفساد هو الفساد ، وما زالت عصابة الفساد موجودة لا يشملها تغيير ولا يخوفها قانون ، فإذا أردت أيها البشير ، إصلاح الحال فمن الأولى أن ترحل أنت وحكومتك غير مأسوف عليك ، وإلى الأبد ويشملك التغيير كما شمل وزراؤك الفاسدون ..
فشلت الإنقاذ وعلى كل الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فاقتصاديا انهار الجنيه السوداني ، أمام الدولار وبقية العملات الصعبة الأخرى انهيارا مريعا ، وتدنت القيمة الفعلية له ، فتجاوز الدولار حاجز السبعة جنيهات ونصف بما ( أسميتموه الجديد ) ، والذي ما هو سوى تمويه لترضوا رغباتكم ، ولكننا نقول تجاوز الدولار حاجز السبعة آلاف وخمسمائة ، في حين كان بالأمس وفي عام 1989م ثمانية عشر جنيه ، واذا قسنا مستوى التدهور الاقتصادي بالنسب المئوية ، أصبحت نسبة التدهور الاقتصادي ( 421% ) واما عن نسب التضخم فحدث ولا حرج ، فاذا اردت سيدي الرئيس تغيير وزراء هذه الحكومة الفاشلة وعلى رأسها وزير المالية ، صاحب دعاوي الكسرة ، وغيرها من الدعاوى المسندة ، ومن سبقه خلال ربع قرن فعليك مباشرة معاقبة نفسك ، وتغيير نفسك ، واعفاء حكومتك من غير رجعة ، فلا أشك في اهل السودان وعلمائهم وأساتذة الاقتصاد ، ولكنك سوف لن تأتي إلا بمن دان للإنقاذ ، ولا أرى في من دان لحكم ، لا قدم دنيا ولا دين لهذه البلد ، وان هنالك من ينتمي الى اداراته سوف يقدم لهذه البلاد شيئا ، لذا فارحا انت وحكومتك غير مأسوفا عليك ، ودعنا نجرب غيرك .
اما أمنيا فلا عجب ولا ضير ، فقد تحدثتم كثيرا عن تدويل المعارضة لمشاكل السودان ، وتمشدقتم كثيرا بان السودان لن يطأ أرضه أجنبي ، وكثيرا ما تحدثتم عن المنظمات الطوعية ، وأثبتم للجميع بأنها منظمات تجسسية ، واتفقنا معكم على ذلك ، وقلتم بانكم سوف تحمون السودان من جور هذه المنظمات ، وعزفتم على هذا الوتر أعذب السيمفونيات ، وألفتم من القصائد ما عجز أدباء الجاهلية وشعرائهم في تأليفه ، ودارت الأيام وأصبح السودان مظلة لكل المنظمات الأجنبية الطوعية وغير الطوعية العالمية والأفريقية ، حتى أصبحت ( اليوناميد ) تتوسط لحل الخلافات والأزمات بين القبائل السودانية ، فهل سيدي الرئيس سيزيل تشكيلك الوزاري الجديد ، هذا الوضع القائم ، وهل ستاتي لنا بوزير ووزارة جديدة نسميها ( حماية سيادة السودان ) أم ماذا في جعبتك ، أرحل أيها البشير أنت ورهطك ، واعترف بما أحدثته للسودان من أوجاع وأمراض ، ودعنا لخالقنا .
سيدي الرئيس لو واصلت في تعداد ما حدث ، وما هو مطلوب من وزرائك الجدد ، سوف لن ينقطع الحديث ، وسوف لن ينتهي الى نتيجة ، وما أخطه ليس سوى مضيعة لزمني ولزمن القارئ ، ولكن أكثر ما اتعجب إليه ، سؤال إلى وزراء الغفلة الجدد ، في ظل هذه الأوضاع المزرية ، وفي ظل هذه الظروف القاتمة المؤلمة ، لم نجد أو نسمع بوزير أسندت إليه وزارة واعتذر ، ليقول بأنه لن يستطيع أن يفعل شيء ، وفي الطب كثيرا ما نسمع من بعض الأطباء يتحدث إلى أولياء أمر المريض ، بالا جدوى لبقاء هذا المريض في المستشفى وعليهم انتظار يومه فقط ، فلم نسمع بوزير أسندت اليه وزارة ليعتذر ، ويقول بأن مرض هذه الوزارة مستعصي وهو غير قادر على إشفائها ، فالشفاء بيد الخالق ، ولكن للمؤمن من الحسيات ما يجعله يقرر بعض القرارات بعد مشيئة الله ، فتجده مكنكشا بكلتا يديه على هذه الوزارة وتقديم التقارير التي كلها بديباجة ( لأول مرة في عهد السودان ) ، سيدي الرئيس إن حكومتك ووزرائك الجدد والقدامى ليس لديهم الترياق الشافي لعلاج صدورنا ولا قلوبنا ولا حتى أبداننا ، لأنك أنت لا تملك هذا العلاج ، وأن خطك السياسي ودستورك ونهجك ليس فيه علاج ، وان من أتى ومن سيأتي دائرون في فلكك ، فإن كنت بكل الحق يهمك هذا البلد فترجل أنت ومن معك ، واذهب الى غير رجعة واسأل من سيخلفك ومهد اليه الطريق .
اللهم هل بلغت فاشهد
فتح الرحمن عبد الباقي
مكة المكرمة
7/12/2013م
[email protected]