غازي صلاح الدين .. والغزو الإصلاحي/خالد قمرالدين

غازي صلاح الدين .. والغزو الإصلاحي/خالد قمرالدين


11-10-2013, 11:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1384121800&rn=0


Post: #1
Title: غازي صلاح الدين .. والغزو الإصلاحي/خالد قمرالدين
Author: خالد قمرالدين
Date: 11-10-2013, 11:16 PM

قديماً قيل الإسم تابع الحال ، لذلك ، من يدري ؟ ربما أراد الرجل من إسمه الاول (غزواً) .. بعد ربع قرن من إنقلاب سمي جزافاً (ثورة) ، ومن إشتقاق إسم والده إصلاحاً ، ومن معنى ما يحمله جده من إسم ، عتاباً ناعما ً لاخوانه في الحزب ، وإن يأتي متأخراً ، بعد مرور زهاء 24 عاما ، ظناً منه على الأقل ان ذلك منجيه من عتاب التاريخ ومساءلة الأجيال اللاحقة ، أقله عتابهم وملامتهم ، ولكن هل هذا الصحو الذي يتأتى متأخراً ؟ خير !! ، أم خير ألا يأتي !!

وهل ياترى أهو صحو ضمير ؟ وإن كان كذلك هل يندرج الدكتور ضمن قائمة مأزومي الضمير من أخوانه ، أم هل هي صحواً لبعض العقول بقيادة رجل كنا نحسب ـ حتى نحن _ انه من المفكرين ، ونقرأ له بعض المقالات هنا وهناك ، بينما نكتشف مؤخراً جداً انه منقاد إلى غير قناعته ، تلك إذاً كارثة كبرى ، بل سبه في وجه السياسة والكياسة والفكر .

وإن يصلح بن صلاح الدين العتباني وينجح في غزو دار الهاتف ( في زمن ماضي) ، هذا ما لا يعني مطلقاً نجاحه في غزو عقول فقط بضع آلاف من الشباب ،وإستمالتهم إليه (في زمن لسه) ، ولو نزولاً إلى (عامل السن) لديه ، ولأن جغرافية دار الهاتف بالضرورة تتضاءل أمام جغرافية الوطن ، وإن الزمان تبدل ولم يعد ذاك الزمان ، وحتى الرجال الذين كان يحسبهم غازي نفسه جميعاً ، بدأ جلياً ان قلوبهم شتى ، منذ مطلع التسعينات مروراً بالمفاصلة الشهيرة ، إلا انه لم يرعوي ، إلى ان حصحص الحق مؤخراً ، كما يرى بخروجه الأول وربما الاخير هذا ، الذي سبقه إليه شيخه الكبير الترابي .

لا يبدو أن غازي حنّ إلى الصلاة وراء شيخ حسن ، ولكن يبدو أنه ملّ من مائدة شيخ علي ،المتنازع لحمها وعظمها وأدامها ، بين (الشلليات) ، أو ربما إكتشفها مسمومة في الزمن الضائع .

قديماً قيل ان تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً ، ولكن متى ما رفعت الأقلام وجفت الصحف ، خير ألا تأتي ، هذا هو لسان حال قطاع واسع من أبناء هذا الوطن المكبوت ، بقوة (البوت) ، خاصة بعد هبة 23 سبتمبر ، ذات المطالب الواضحة .

أبعد كل هذا هل ياترى يمكن أن يصلح غازي ، ما أفسده غازي نفسه واخوانه ؟!! قطعاً لا ، اللهم إلا إن كان الرجل يحمل مصباح علاء الدين !!

أيها المصلحون لست من أراكم في موضع قِلة (أدب) ، ولكن إليكم بعض (أدب) ، حافظ إبراهيم ، وهذ أيضاً لسان حال قطاع واسع من الناس

أَيُّها المُصْلِحُونَ ضاقَ بنا العَيْـ ـشُ ولمْ تُحسِنُوا عليه القيامَا
عزت السِّلْعَة ُ الذَّلِيلة ُ حتَّى باتَ مَسْحُ الحِذاءِ خَطْباً جُساما
وغَدَا القُوتُ في يَدِ النّاسِ كاليا قُوتِ حتى نَوَى الفَقيرُ الصِّياما

إلى قوله

أيُّها المُصْلِحُونَ رِفْقاً بقَومٍ قَيَّدَ العَجْزُ شَيْخَهُمْ والغُلاما
وأغيثُوا منَ الغَلاءِ نفوساً قد تمنَّتْ مع الغَلاءِ الحِمامَا
أَوْشَكَتْ تأكُلُ الهَبِيدَ مِنَ الفَقْـ ـرِ وكادتْ تذُودُ عنه النَّعامَ