هجرة اساتذة الجامعات لماذا!؟ بقلم: د. محي الدين تيتاوي

هجرة اساتذة الجامعات لماذا!؟ بقلم: د. محي الدين تيتاوي


11-10-2013, 11:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1384121311&rn=1


Post: #1
Title: هجرة اساتذة الجامعات لماذا!؟ بقلم: د. محي الدين تيتاوي
Author: محي الدين تيتاوي
Date: 11-10-2013, 11:08 PM
Parent: #0

هجرة اساتذة الجامعات لماذا!؟

بقلم: د. محي الدين تيتاوي
في مؤتمر التعليم العالي الذي تجري فعالياته بجامعة الزعيم الأزهري هذه الأيام ينبغي أن تطرح كل قضايا التعليم العالي من حيث المناهج الدراسية وتوجيه مخرجاتها صوب حاجة البلاد، وقضايا هجرة اساتذة الجامعات التي صارت ظاهرة وستظل نزيفاً لا يتوقف لاسباب كثيرة أهمها تحكم بعض الإداريين على الشان الأكاديمي وعلى استاذ الجامعة وانتهاك حقوقه ومكانته إلى جانب عدم مواكبة العائد المادي لمتطلبات حياة الأستاذ كمواطن يقضي جل وقته أما في قاعات المحاضرات وإما وسط الكتب والمراجع.. وهناك مسائل أخرى كثيرة قد تنفرد بها جامعات دون أخرى ولكن السمة الغالبة التي قادت إلى هذا الهروب الجماعي هي ضيق الاساتذة من السيطرة والسطوة الإدارية في بعض جامعاتنا والمفترض أن تكون السلطة أكاديمية في هذه المؤسسات الأكاديمية وليست إدارية بحته..
هذه النقطة ضرورة لتدارسها والوصول فيها إلى معادلات..لأن هذه واحدة من الحقائق التي لا يمكن اطلاقها والإعلان عنها وتشريحها إلا في مثل هذه المؤتمرات التي من شأنها أن تبحث وتشخص جميع العلل التي تراكمت ووضعت استاذ الجامعة في هذه الزاوية التي لم يجد ازاءها إلا البحث عن بيئة اكاديمية عادلة وآمنة ومحققة لطموحاته والرضى النفسي..
بجانب بحث مشكلة الرواتب والترقيات والحقوق المشروعة للاساتذة مثل البدلات والعلاج وكل الاستحقاقات التي تقع تحت سيطرة الإدارات غير الأكاديمية وأنا كصحفي وأكاديمي توجب علي أن اسفر عن هذا الاحساس لما لمسته بنفسي من مسائل تجتزيي حقوق الاكاديميين في مقابل مواقف بعض الإداريين.
وفي تقديري كذلك أن تغيير المناهج الدراسية بوجود جهات استشارية وخبراء من مؤسسات تقويمية عالمية أمر مهم وضروري بدلاً من الدوران حول أنفسنا وحول الحقائق والثوابت التي اجتهدنا في اوقات سابقة نظراً لظروف بلادنا وطبيعة حاجاتنا عن اعلان ثورة التعليم العالي وكسرنا عبرها سياج التحكم والسيطرة الخارجية على طلابنا وابنائنا الذين كانوا يهاجروا إلى بلاد أخرى ويلزمونهم بانتماءات لا صلة لبلادنا وشعبنا بها.. ويعود طلابنا من هناك وولاءهم لتلك الدول والاحزاب الحاكمة فيها.. واعتقد أن الوقت قد أزف لمراجعة ثورة التعليم وتوجيهها صوب المستقبل ومقتضيات العصر دون المساس بالأهداف والثوابت التي قادت لتلك الثورة وافرزت هذه الأعداد المقدرة من الأساتذة الذين يحملون الدرجات الرفيعة ولم يجدوا ما يستحقون من التقدير المادي والمعنوي.. والمهم أن التقليل من اثر هجرة الأساتذة كان احد العوامل التي فاخمت المشكلة فالأمر جد خطير ويحتاج إلى بحث حاد وحازم وسريع على الأقل في كيفية التعويض وسد النقص وحلحلة بقية أسباب تلك الهجرة التي تحولت إلى ظاهرة فجأة ودون مقدمات.