القصة الكاملة لأبيي وغ########اتها ؟ ثروت قاسم

القصة الكاملة لأبيي وغ########اتها ؟ ثروت قاسم


11-01-2013, 05:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1383323360&rn=1


Post: #1
Title: القصة الكاملة لأبيي وغ########اتها ؟ ثروت قاسم
Author: ثروت قاسم
Date: 11-01-2013, 05:29 PM
Parent: #0

القصة الكاملة لأبيي وغ########اتها ؟


ثروت قاسم

Facebook.com/tharwat.gasim
[email protected]


غ########ة أبيي ؟

تحتوي قضية منطقة أبيي ( 10546 كيلومتر مربع ) على عدة غ########ات ، كما سنحاول توضيحه في النقاط الآتية :

أولاً :

1- غ########ة دينق الور ؟

في يوم الثلاثاء 18 يونيو 2013 ، كون الرئيس سلفاكير لجنة من خمسة أعضاء برئاسة القاضي جون قاتويك لول ، رئيس اللجنة القومية لمحاربة الفساد ، للتحري في موضوع السيد دنق الور ، وإتهامه بتحويل 8 مليون دولار من الخزينة العامة في جوبا لحساب شركة دافي للإستثمار في بنك باركليز في نيروبي ، مقابل توريد خزائن حديدية وهمية . . وتم إعفاء دينق الور من مهامه الوزارية .

في يوم الأربعاء 4 سبتمبر 2013 ، قدمت اللجنة تقريرها للرئيس سلفاكير .

وجدت اللجنة السيد الور مذنباً في تهمة تحويل مبلغ 8 مليون دولار بغير وجه حق ، ووصت بتقديمه للمحاكمة أمام محكمة جنائية .

حفظ الرئيس سلفاكير ملف لجنة التحري ولم يقدم دينق الور للمحاكمة ، ربما ليرسل إشارة لل 75 مختلس الذين اختلسوا ( 2012 ) 4 مليارات من دولارات الجوعى ، لكي يرجعوا هذه المليارات دون خوف من الملاحقة .

بعدها عيّن الرئيس سلفاكير السيد دينق الور رئيساً للجنة العليا للإستفتاء في أبيي بدرجة وزير مركزي .
ونسي الجميع تقرير لجنة التحري ، وإدانة السيد دينق الور في إختلاس 8 مليون دولار .
هذه القصة تؤكد قوة نفوذ أولاد أبيي في حكومة جوبا ، وتشرح مواقف الرئيس سلفاكير المتناقضة حول استفتاء أكتوبر 2013 .

هذه غ########ة من غ########ات أبيي ؟

ثانياً :

2 - غ########ة تمويل إستفتاء أكتوبر الشعبي ؟

كلفت عملية الإستفتاء الشعبي أكثر من 5 مليون دولار .
قٌُسمت أبيي إلى 19 مركز إنتخابي وتم تجهيزها لتسجيل أكثر من 60 الف ناخب وتصويتهم ، وتم طبع أكثر من 100 ألف بطاقة إنتخابية ، وتجهيز أكثر من 300 صندوق إنتخابي ، وحبر خاص تم إستيراده من بريطانيا خصيصاً للإستفتاء ، وأكثر من 500 موظف للإشراف على عملية الإستفتاء ، ولجنة عليا للإستفتاء .

لا يمكن أن نصدق أن تمويل عملية الإستفتاء الشعبي ( 5 مليون دولار ) كانت من موارد شعبية ، لأن معظم سكان أبيي من الفقراء والمعدمين .

موّلت حكومة جوبا عملية الإستفتاء من الألف إلى الياء ؛ ولكنها تكرر وتعيد بأنها لا تعترف بعملية الإستفتاء ، في عملية تذاكي غير ذكية .

غ########ة أخرى من غ########ات أبيي .

ولكن الغ########ة الأكبر أن زعماء المسيرية أكدوا إنهم بصدد تنظيم إستفتاء مماثل تشارك فيه قبيلة المسيرية فقط ، في شمال أبيي . ولكن من أين لهم التمويل اللازم لتنظيم هذا الإستفتاء ، الذي ربما استغرق التجهيز له أكثر من 3 شهور وليس أياماً كما يدعى ، جهلاً ، البعض ؟

3- غ########ة الإجازات المفتوحة مدفوعة الأجر ؟

أعطت حكومة جوبا إجازة مفتوحة ومدفوعة الأجر لكل العاملين في الدولة من أقليم أبيي ، ليتمكنوا من الرجوع إلى أبيي والمشاركة في عملية الإستفتاء . وبعد إعلان حكومة جوبا عدم إعترافها بعملية الإستفتاء ، لم تطلب من العاملين في الدولة الرجوع إلى مقار أعمالهم ومغادرة أبيي فوراً !

تقول حكومة جوبا الشئ وتفعل عكسه في أبيي ؟

غ########ة أخرى ؟

4- مجلة الإيكونمست ؟

في يوم السبت 26 أكتوبر 2013 ، نشرت مجلة الإيكونمست البريطانية تقريراً عن عملية الإستفتاء في أبيي ، مما يؤكد أهميتها .

ذكرت المجلة أن مشكلة أبيي بين دولتي السودان تحاكي مشكلة جزيرة قبرص بين اليونان وتركيا ، التي لم يتم حلها منذ إشتعالها في عام 1974 ، ولا تزال دون حل .

وعرفنا من المجلة أن أبيي ليست بذلك الإمتلاء النفطي كما يتصور البعض ؟

وخلصت المجلة إلى أن أبيي ستظل خميرة حرب بين دولتي السودان عاجلاً أو آجلاً ؟

يمكنك مراجعة تقرير الإيكونمست على الرابط أدناه :


www.economist.com/news/middle-east-and-africa/21588431-borde...ght-over-small-place

خامساً :

5- نبذة تاريخية ؟

في السودان الخديوي ( 1820- 1885 ) ، كانت أبيي تتبع لمديرية بحر الغزال ، بعمودياتها التسعة ( دينكا نقوك ) .

استمرت أبيي تتبع لمديرية بحر الغزال خلال فترة الدولة المهدية ( 1885 – 1899 ) .

في عام 1905 وخلال فترة الحكم الثنائي طلب مواطنو أبيي من الدينكا نقوك ضم عمودياتهم التسع إلى مديرية كردفان ، وتم ذلك بقرار إداري بين مديري كردفان وبحر الغزال .

صارت أبيي جزءاً من مديرية كردفان من عام 1905 وحتى تاريخه ... 108 سنة .

في عام 2005 ، أحتوى بروتوكول أبيي في إتفاقية السلام الشامل بين دولتي السودان على فقرة تطلب عقد إستفتاء لمواطني أبيي في يناير 2011 ليقرروا إنضمام منطقتهم للسودان أو جنوب السودان . لم يتم عقد الإستفتاء لعدم التوافق على من يحق له المشاركة في الإستفتاء .

ولا يزال الوضع معلقاً في الهواء دون حل ... من يحق له المشاركة في عملية الإستفتاء ؟

سادساً :

6- بداية المشاكل ؟

لمدة 78 عاماً ، من عام 1905 وحتى عام 1983 ، عاش دينكا نقوك والمسيرية في منطقة أبيي في علاقة ودية ... بل تداخل بشري وقبلي ومعيشي وأسري .

ثم بدأت المشاكل بين القبيلتين في عام 1983 عندما تم تكوين الحركة الشعبية ، وبدأت عملياتها العسكرية ، وإستمرت حتى عام 2005 عند توقيع إتفاقية السلام الشامل .

انضم جزء من دينكا نقوك من قاطني أبيي للحركة الشعبية ، وإنضم جزء من المسيرية قاطني أبيي لحكومة الخرطوم ، وشاركوا في الحرب بين الحركة الشعبية وحكومة الخرطوم لمدة 22 عاماً ( 1983- 2005 ) .

ولكن الغ########ة أن منطقة أبيي الجغرافية لم تطالها الحرب الأهلية طيلة هذه ال 22 عاماً ( 1983 – 2005 ) ، رغم مشاركة بعض سكانها من دينكا نقوك والمسيرية في الحرب الأهلية خارج منطقة أبيي .

كانت منطقة أبيي الجغرافية واحة سلام في بحر مضطرب أثناء الحرب الأهلية .

بعد اتفاقية السلام الشامل بين دولتي السودان ( 2005 ) إنتقلت الحرب بين دولتي السودان وبين الدينكا نقوك والمسيرية إلى داخل منطقة أبيي الجغرافية .

أستولدت إتفاقية السلام الحرب بمنطقة أبيي في غ########ة كافكاوية مثيرة للتعجب ؟

خلال فترة ال 8 سنوات من 2005 وحتى 2013 ، بدأت المناوشات داخل منطقة أبيي بين دينكا نقوك وجيش الحركة الشعبية من جانب والمسيرية والجيش السوداني من الجانب المقابل . مات في هذه المناوشات المئات ، وجُرح وتشرد الآلاف .

ويحدث ذلك لأول مرة في التاريخ المكتوب ، وللمفارقة بعد توقيع إتفاقية السلام الشامل .

في مايو 2011 ، أحتلت القوات السودانية منطقة أبيي ، وغادرت تحت ضغط دولي .


في 27 يونيو 2011 وحتى تاريخه ( حوالي سنتين و4 شهور ) ، تحفظ السلام في منطقة أبيي قوات حفظ سلام أممية ( يونسفا ) مكونة من 21 دولة وحوالى 4 ألف جندي أثيوبي ( قرار مجلس الأمن 1990 ) ... وذلك لأول مرة في التاريخ المكتوب !

في ذلك اليوم تم إكتمال تدويل قضية أبيي .

سابعاً :

7- بترول أبيي ؟

يجب أن لا ننسى أن بترول منطقة أبيي ، على قلته ، قد ألهب الأطماع المحلية، والسياسية، والدولية. ودلق الزيت على الحرب في أبيي ، فزادت إشتعالاً .

ثامناً :

8- تدويل قضية أبيي ؟

تعامل نظام الإنقاذ مع قضية أبيي تعاملاً احادياً بدلاً من التعامل القومي ، ولم يُشرك الأحزاب السياسية الشمالية والجنوبية ولا قبيلتي الدينكا والمسيرية في حلها ، شأنه في ذلك كما في بقية القضايا الوطنية . ومن أهم سلبيات هذا النهج تحويل نزاع أبيي إلى حرب دينية مقدسة تحكمها عوامل غيبية ووراثية مما عمّق شرخ النزاع ووسع قاعدته إقليمياً ودولياً ، ودفع السودان ثمناً باهظاً لهذا النهج الأحادي الديني المدمر .

تاسعاً :

9- القس دانفورث ؟

في سبتمبر 2001 ، عين الرئيس بوش القس دانفورث كممثل ومبعوث خاص له للسودان .

كتب القس دانفورث بروتوكول أبيي ، الذي تم تضمينه ، فيما بعد ، كملحق لإتفاقية السلام الشامل .


بموجب بروتوكول أبيي ، تم تكوين لجنة خبراء ، عقّدت بتقريرها المشكلة بدلاً من حلها ( 14 يوليو 2005 ) .

بعدها لجأت حكومة الخرطوم والحركة الشعبية إلى هيئة التحكيم الدولية التابعة لمحكمة العدل الدولية في لاهاى ( 2008 ) . فاكتملت حلقات التدويل لقضية أبيي .

عاشراً :

10 - حكم محكمة العدل الدولية ؟

درست هيئة التحكيم الدولية التابعة لمحكمة العدل الدولية ملف أبيي وتوصيات لجنة الخبراء ، ووصت ( 22 يوليو 2009 ) بإعطاء جل مناطق انتاج النفط للشمال . وإعطاء المراعي والمشارع في بحر العرب والرقبة الزرقاء للجنوب.

وهى توصية غير ملزمة وجدت ترحيباً حاراً لدى الدينكا نقوك ، ولكن خيبة أمل لدي الحركة الشعبية.

الحركة الشعبية معتمدة اعتماداً كبيراً على إيرادات النفط ، ولم تقبل الحرمان من نفط منطقة أبيي ؟

كما وجدت التوصية ترحيباً لدي حكومة الخرطوم ، ولكن خيبة أمل لدي المسيرية.

المسيرية لم يقبلوا الحرمان من منطقة بحر العرب والمراعي ، وهي حقوق وجودية بالنسبة لهم ، لا يمكن التفريط فيها .

رغم أن قرار اللجنة يحمل ثقلاً دولياً ، فإن الأطراف الأربعة لم يلتزموا بتطبيقه وتفعيل بنوده ، خصوصاً في جو عدم الثقة والإستقطاب والإحتقان بين الأطراف الأربعة .

يصر الدينكا نقوك على ضم كامل أقليم أبيي إلى دولة جنوب السودان ، وطرد المسيرية من أبيي .

وتصر المسيرية على إستمرار بقاء أقليم أبيي في دولة السودان ليضمنوا حقوق الرعي .

إتفاقية السلام الشامل تُلزم دولتي السودان بإعتماد الحدود بينهما كما كانت في أول يناير 1956 .

في ذلك اليوم كانت أبيي تقع في دولة السودان .

أحد عشر :

11 – إستفتاء أكتوبر 2013 ؟

في يوم الخميس 31 أكتوبر 2013 ، صوت دينكا نقوك في إستفتاء شعبي لضم إقليم أبيي لدولة جنوب السودان بنسبة أكثر من 99% .

لم تعترف قبيلة المسيرية ، ولا حكومتي الخرطوم وجوبا ، ولا الإتحاد الأفريقي ولا مجلس الأمن بنتيجة الإستفتاء .

وهددت قبيلة المسيرية ، لفظياً ، بعقد إستفتاء شعبي مماثل في شمال أبيي ، تشارك فيه قبيلة المسيرية حصرياً .

وأول الحرب ... إستفتاء غير متفق عليه من كافة الأطراف .

لا تزال المشكلة قائمة ، بل قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة .

إنتظروا الفرج ، إنا معكم منتظرون !