لماذا لا نزرع مليون فدان قمحاً!؟ بقلم: د. محي الدين تيتاوي

لماذا لا نزرع مليون فدان قمحاً!؟ بقلم: د. محي الدين تيتاوي


10-28-2013, 00:04 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1382915062&rn=1


Post: #1
Title: لماذا لا نزرع مليون فدان قمحاً!؟ بقلم: د. محي الدين تيتاوي
Author: محي الدين تيتاوي
Date: 10-28-2013, 00:04 AM
Parent: #0

لماذا لا نزرع مليون فدان قمحاً!؟


بقلم: د. محي الدين تيتاوي
حسناً فعل المجتمع المدني في شمال كردفان بإعداد دراسات تحدد احتياجات الولاية الأساسية، وحسناً فعل البشير عندما تحدث إلى الشعب وأكد أن مثل هذه الدراسات التي تدافق عليها وقال أنها حق الشعب والجماهير، وحقيقة فإن مياه الأبيض ظلت مطلباً تاريخياً ضمن ثلاثة مطالب ظلت مرفوعة منذ استقلال السودان، وهي مياه الأبيض وكهرباء بورتسودان وكبري الحصاحيصا رفاعة.. تلك المطالب الثلاثة جرت فيها محاولات المعالجة ولكنها لم تكن كافية إلى أن جاءت الانقاذ وحلت مشكلة الكهرباء بقيام سد مروي، وقيام كبري الحصاحيصا رفاعة الأنيق الذي غير الكثير من معالم المنطقة واضفى عليها جماليات عظيمة إضافة إلى حل العديد من مشاكل المواصلات وحركة الناس شرقاً وغرباً وحركة التجارة والغاء مسألة المعدية إلى الأبد.. فالدراسات التي اعدت لتوصيل مياه الأبيض لتكون وافرة ودائمة صحية إذا ما نفذت فإنها ستكون قد حلت قضية ظلت عالقة لما يقارب القرن منذ أن نالت بلادنا استقلالها وجاء الحكم الوطني.
وحقيقة فإن المشكلات التي واجهت الحكومات الوطنية منذ أن غادر المستعمر اللعين أرض بلادنا كانت ساكنة وكامنة.. وضع لها المستعمر كل عوامل التفجير ووضع المؤشرات لكي لا تستقر البلاد ابداً في غيابه أو في ظل الحكم الوطني ولكن السياسيين والحكام ظلوا يصطرعون على كراسي السلطة وتركوا تداعيات الفتنة التي زرعها المستعمر لكي تتفجر الأمور في وجه الحكومات الوطنية ويصعب الحل عندها.. بينما تظل أيادي الاستعمار تعمل على التحريض وتمويل التمرد اينما كان وكيفما كان.. والمسألة تحتاج إلى قراءة سريعة للفخ الذي وقعت فيه حكوماتنا الوطنية منذ أن تحقق الاستقلال وتم جلاء الأجانب ورفع علم البلاد على سارية القصر الجمهوري.
وإذا كان ابناء كردفان قد استبقوا زيارة رئيس الجمهورية لولايتهم وإعدوا خطة استراتيجية تخدم قضايا الولاية المتراكمة منذ سنوات دون أن تجد الحلول الناجحة لاسباب ضعف الامكانيات وحروب الاستنزاف التي بدات منذ العام 1955 قبيل تكوين أول حكومة وطنية، فإن الوقت قد أزف لانفاذ البرنامج الاستراتيجي الربع قرني بطريقة عادلة وأولويات محددة تخدم قضايا الوطن والمواطن بكل ولايات السودان المختلفة، وفي تقديري أن النهضة الزراعية ذلك الشعار البراق الذي رفع منذ الأخفاق الذي لازم شعار توطين القمح بالولاية الشمالية لاسباب الاساليب المصرفية التي ادت إلى هروب المزارعين من زراعة القمح الممول بواسطة البنوك أزف الآن أن ينفذ بطريقة أخرى، فالولاية الشمالية هي ولاية القمح ولا يمكن أن اصفق لها إذا قالت أنها ستزرع ثلاثمائة الف فدان هذا الموسم الذي يبشر بشتاء بارد.. ونحن نعلم أن الأرض في الشمالية دون استخدام تقنيات واسمدة منتجة حيث تبلغ انتاجية الفدان في المتوسط عشرين جوالا في مقابل ثمانية أو عشرة جوالات في مناطق أخرى برغم الحزم التنقية والمياة الوفيرة والآليات التي تعالج جميع مراحل الزراعة.. من البذور وحتى الحصاد.
إذاً على الحكومة أن تحول الأربعمائة مليون دولار التي كانت تدعم القمح الامريكي والكندي والهندي عليها أن تذهب لدعم المزارع في الشمالية وبعد ذلك تعالوا لنرى الانتاج الحقيقي الذي يشبه الاعجاز خاصة ولسان حال المزارع هناك يقول ويؤكد( بالانتاج لن نحتاج) وهو شعار حقيقي صدر عن تجربة وإيمان.. فماذا إذاً نضيع الوقت ونبدد الامكانيات..دعونا نزرع مليون فدان في الشمالية مرة واحدة فقط..