الزول لازم يصبر ويفهم معنى التهميش عشان نوقف التمرد والحروب

الزول لازم يصبر ويفهم معنى التهميش عشان نوقف التمرد والحروب
د.آدم الحريكة/جدة

مقال الاخ فيصل طه بعنوان "زول مستاء ومحبط من حكايات التمرد والتهميش الفارغة" يمثل بالنسبة لى مؤشر هام لاسباب التهميش و التمرد فى بلادنا لانه يعكس احد اخطر صفات الشخصية السودانية الا وهو عدم المبالاة وعدم وزن الامور بالميزان الصحيح. وللاسف هذه هى الصفة الغالبة للشخصية التى ظلت تحكمنا منذ الاستقلال. فالمسؤل السودانى و المستوزرين خاصة لا يعترفون بمعاناة الجماهير ويقدمون صورة وردية للواقع و ان كانت معاناة الجمهور بحجم التطهير العرقى الذى يمارسة الجنجويد تحت حماية حكومية فى دارفور. ويحفظ الشعب مئات من تصريحات الوزراء غير المسئولة حتى انه اصبح لا يصدق ما يقولون و ان صدقوا. هذه الشخصية اللامبالية جزء من موروثات الحضارات التى تحدث عنها الاخ طه ويحتاج تقويمها لمراجعة شاملة لبرامجنا التعليمية والثقافية وان لم نحاربها بالوسائل العلمية ستظل هذه الشخصية غير المكترثة تزكى الظلم وتشعل نيران الفتن و الحروب.

التهميش مسألة نسبية لكنها ترتبط بواقع مرير ومعاناة دائمة و لو كان الاخ طه واهله "الاقربون" على آخر خط التهميش لأمعن التفكير فيه واعتبره قضية جادة. فأهلنا الغلابة فى اطراف السودان ظلوا عبر السنين يدعمون الاقتصاد الوطنى و الصادرات من الماشية و الصمغ العربى و الحبوب وغيرها وهم لا يحصلون على 10% من السعر العالمى لما ينتجون ودون ان يحصلوا على خدمات اخرى مثل مياه الشرب النقية. لقد آن الأوان لأن نعترف بمظالم المهمشين و لو كانت نسبية. و ارجو من الاخ طه ان يمعن التفكيرفى سؤال هام وهو "هل الانقلابات العسكرية والتسلط والفساد المالى والادارى والظلم وعدم الاعتراف بالآخر (التهميش) والمحسوبية التى اقعدت السودان منذ الاستقلال من موروثات الحضارات التى اشار اليها؟ و ان لم تكن كذلك فمن اين أتى هؤلاء؟ و ما هو الحل؟. أنا أيضا زول مستاء ومحبط لكن من الذين يقفون وراء حكايات التهميش وواقعها المؤلم وظلمها وظلماتها ومآلاتها.