لماذا تتاجرون بأعراض بني ملتكم يا هؤلاء.. ؟!

لماذا تتاجرون بأعراض بني ملتكم يا هؤلاء.. ؟!


05-20-2004, 04:33 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1085024014&rn=0


Post: #1
Title: لماذا تتاجرون بأعراض بني ملتكم يا هؤلاء.. ؟!
Author: د.معز عمر بخيت-المنامة
Date: 05-20-2004, 04:33 AM

عكس الريح

د. معز عمر بخيت
[email protected]

لماذا تتاجرون بأعراض بني ملتكم يا هؤلاء.. ؟!

حكاية أننا شعب طيب وكريم ومجامل إلى آخره من الصفات الحميدة هي حقيقة لا ننكرها لكنها لا تكفينا كي نتميز على الآخرين، فنحن في ذات الوقت ننغمس في تخلفنا الاجتماعي خاصة في أوساط المجتمعات المتغربة وعلى وجه الخصوص في دول الخليج وبالتحديد في تلك الدولة، حيث يسكن التخلف في كل زوايا النفس وخلايا الأفق الإنساني المفقود هناك. لقد اكتسبت (بعض) مجتمعات المغتربين عادات اجتماعية شوهت كثيراً من ملامحهم السودانية الأصيلة في العديد من دول المهجر، وهذا ما لاحظته بشدة عبر اغترابي الطويل في الغرب وفي الشرق. وإذا أراد أحدكم أن يستدل على ذلك فليقم بمتابعة منتديات الحوار على بعض المواقع السودانية بالشبكة العنكبوتية والتي يشارك في معظمها المغتربون بمختلف الدول ليرى حجم التخلف الإنساني في مواضيع الحوار وكيف يسئ بعضهم البعض وكيف تنتهك الأعراض وكيف تنعدم القيم بين كثير من النفر السوداني وذلك بدلاً من مناقشة القضايا الحساسة التي تعنى بتقدم الأمة وتطورها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والعلمي والإنساني الخ..
ليس هذا فحسب بل نما إلى علمي من بعض الحوارات العجيبة بتلك المواقع أن بعض الأشخاص ذوي النفوس المريضة يحصلون على أشرطة فيديو لمناسبات خاصة جداً يتاجرون فيها بأعراض مواطنيهم ويبيعونها لذوي العاهات النفسية من المغتربين دون إذن من أصحابها فتدر عليهم الربح الوفير الحرام في أرض مثل أرض البيت الحرام! وليت الأمر ينتهي هنا بل يأتي المشاركون في تلك المنابر التي تسمي الحرة ليتناولون مثل هذه القضايا ويصبون جام غضبهم على أصحاب المناسبات الخاصة بدلاً من إبلاغ أصحاب الشأن لاتخاذ الإجراء القانوني ضد هؤلاء الأشخاص الذين يتاجرون بأعراض بني ملتهم من السودانيين أمثالهم. لا بل وفي المقابل يقومون عبر منديات حوارهم المؤسف بالترويج لشرائط الفيديو وبعضهم يصفها بالفاضحة وبأبشع الألفاظ مانحين بذلك العالم الخارجي فرصة كبرى ليسخر منا كشعب له موروثاته التي يعتز بها فيسيئون بذلك لسودانيتهم التي سيصبح من الصعب قريباً جداً- وما لم نتدارك الأمر على وجه السرعة - الاعتزاز بها !!
إن مثل هذا السلوك الذي لا يحمل أي شكل من أشكال الحضارة أو الإلفة أو التدين لهو سلوك مشين لا يشبه الشعب السوداني الأصيل لكن تداعيات الاغتراب أفرزت نفراً مثل هؤلاء جعلت صورة الإنسان السوداني مشوهة في نظر الكثيرين وقد كان لوقت قريب جداً يُعتبر الإنسان السوداني رمزاً سامقاً في كل شيء! إن الكثير من العادات السودانية مثل رقص العروس وغيرها من العادات بما لها أو عليها هي فولكلور سوداني قائم وموجود منذ أمد طويل والبعض يراه أمراً مقبولاً والآخر يراه غير مقبول ولكل صاحب وجهة نظر الحق في إبداء رأيه والدفاع عن وجهة نظره دون المساس بأحاسيس الآخرين أو الإساءة إليهم. والبعض يحاول التوفيق بتدوين تلك المناسبة بصورة خاصة، فحينما ترقص العروس مثلاً يكون ذلك أمام النساء فقط وتقوم امرأة بالتصوير، لكن أن يتسرب الشريط الخاص بواسطة ضعاف الأنفس ويقتنيه ما لا يحق له أن يقتنيه من هؤلاء المرضى بدول المهجر أو حتى بالسودان حيث تتم المتاجرة به لهو جريمة نكراء وظاهرة بشعة لا بد من الوقوف عليها ومعالجتها بالصورة المؤثرة والفعالة. ولعلنا نأمل من أصحاب النفوس النقية بتلك الأماكن العمل على إيقاف تلك الظاهرة بالنصح والإرشاد وإبلاغ المتضررين من تلك المتاجرة البشعة ليتسنى لهم العمل على تقديم هؤلاء المجرمون للمحاكم لينالوا جزاءهم، لكن أن يعالج الأمر بمثل ذلك الطرح الأحمق والمسيء لجميع أهل السودان وليس لأصحاب المناسبات فقط على منتديات الإنترنت لهو أمر غير مقبول وعلى المشرفين على تلك المواقع أن يعملوا على إيقافها لأنها لا تسهم في خلق مجتمع واعي وأمين بل على العكس فهي تنمي روح الحقد وتعمق من هوة الخلاف في مجتمعنا الأصيل خاصة أن البعض ممن يشارك يبحث عن شهرة مفقودة أو يعاني من الفراغ الطويل والهزال النفسي ومثل تلك الكائنات المهجنة بمورثات الضمور الإبداعي لا تمنحنا إلا قسوة الظروف الجائرة في عالم أصله حرقة واحتقان وتكون النتيجة تخلفا أعمق لتخلفنا الطبيعي وما رد الفعل لعبارة (كل عام وأنت حبيبتي) إلا خير دليل على ذلك اللاوعي بيننا في هذا العصر الرديء.
مدخل للخروج:
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّش ِ والتخلّف والبشاعةِ والوَضَاعة ِ ندخُلُ مرةً أُخرى عُصُورَ البربريَّةْ.. حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ بينِ الشَّظيّةِ والشَّظيَّةْ.. حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا.. صارَ القضيَّةْ ..
معز - المنامة