قيادات دارفور القبلية فى العاصمة والمحاولات اليائسة لارجاع عقارب الساعة ال

قيادات دارفور القبلية فى العاصمة والمحاولات اليائسة لارجاع عقارب الساعة ال


03-29-2004, 05:57 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1080539871&rn=0


Post: #1
Title: قيادات دارفور القبلية فى العاصمة والمحاولات اليائسة لارجاع عقارب الساعة ال
Author: جمال فيصل حمدان
Date: 03-29-2004, 05:57 AM

قيادات دارفور القبلية فى العاصمة والمحاولات اليائسة لارجاع عقارب الساعة الى الوراء
جمال فيصل حمدان / الولايات المتحدة الأمريكية [email protected]

من خلال متابعاتنا لبيانات حركة تحرير السودان فقد دخلت قوات الحركة مدينة برام حاضرة الكلكة قبل ايام ضمن الخطة الاستراتيجية العسكرية والمصاحبة لشرح الاهداف التى ادت الى قيام الثورة وتنوير الاهالى ببطلان دعاوى الحكومة الاعلامية وخطب وكلائها المحليين فى دار فور من ان الحركة تمثل مجموعة عرقية معينة وتستهدف مجموعة عرقية اخرى محلية ، وذلك لابعاد الصبغة السياسية والمطلبية عن الحركة . وقد اوردت بيانات الحركة ان نجاح تلك العملية كان نتيجة لوجود قياديين فى الحركة من ابناء المنطقة الذين تولوا بانفسهم عملية مخاطبة اهلهم فى برام . ويقول المقربون من قيادات الحركة العسكريين ان تلك الخطوة (دخول برام ) أملتها ضرورة تواجد الحركة عسكريا فى مناطق قوزدونقو وكفيا قانجى فى هذه المرحلة وليس لاستفزاز أو استدراج قبيلة الهبانية العريقة كما يروج لها تجار الفتنة ولوردات الجنجويد .

الا أن هذا الحدث كان بمثابة التحدى للحكومة لأنه بذلك يضرب آخر مسمارفى حملتها المضللة فى دار فور فى ان الحركة تمثل المجموعات الغير عربية ، والاهم من ذلك كانت الخطوة ضربة موجعة لمحاولات الحكومة اليائسة لاقناع القيادات القبلية المحلية لاهلنا الهبانية والذين كانوا ومنذ قيام الثورة رافضون لدعوات الحكومة واغراءاتها الكثيرة لزجهم فى اتون الحرب كمليشيات "جنجويد" اسوة ببعض افراد القبائل العربية حيث لم ينقاد أحد من افراد هذه القبيلة الى حملات قائد الجنجويد على المستوى القومى الفريق/ آدم حامد والى جنوب دارفور ونائبه الاول / موسى هلال ونائبه الثانى/ عثمان يوسف كبر ، وكانت تلك لفتة ووسام شرف على صدور ابناء قبيلة الهبان! ية .

ولكن للاسف مارست الحكومة ضغوطا شديدة على القيادات القبلية لاهلنا الهبانية واستعانت بتجار المواقف من ابناء القبيلة من خارج الاقليم ، مثل المحامى/ امين بنانى وتجار آخرين جمعهم علاقة الجيرة واصناف " البضاعة" مثل الوزير عبدالحميد موسى كاشا وذلك للقيام بحملة تحريضية وسط الجهلاء بالضرب على وتر " طرد التمرد من ارض الهبانية " . وعندما اكتشفوا ضعف مبرراتهم قالوا ان مجرد دخول الحركة الى مدينة برام يعتبر استفزازا لاهالى الكلكة وبالتالى يلزم اللحاق بهم وضربهم والقضاء عليهم اينما حلوا . وعندما فشلوا فى اقناع اهالى برام عادوا الى نيالا واقنعوا ابن الناظر ورئيس الدائرة القانونية بولاية جنوب دار فور المرحوم / الغالى على الغالى ، فذهب الى اهله وأعد العدة مع من اقنعهم لملاحقة الثوار فى احراش جنوب دار فور وتبنى قيادة الحملة برفقة وكيل الناظر المرحوم / عمر ع! لى الغالى وكتيبة من جيش النظام المنهار وكانت المأساة ان دخل المعركة وهو بالزى العسكرى ويقود السيارة بنفسه ؛ وبذلك رمى نفسه للتهلكة مع الكثيرين من اهلنا المضللين بعد ان خذلهم الجيش وانسحب من المعركة وفق خطة مرسومة من قبل ، حسب روايات الحركة .

كدارفورى ، وكاحد افراد القبائل العربية وكمساند قوى للحركة لا املك فى مثل هذه الظروف المحزنة الا ان اتقدم بخالص المواساة والتعازى لاهالى القتلى من الطرفين ، سواء كانوا اهالىافراد الحركة او اهالى القتلى من قبيلة الهبانية ، ولكن فى نفس الوقت لا بد من تنبيه القيادات القبلية المناوئة للحركة فى دار فور سواء كانوا من اهلنا الهبانية او من القبائل الاخرى الى مراعاة الحقائق التالية :

اولا : ان ما حدث فى منطقة برام ، رغم انه مؤسف ، ولكنه ليس بالحدث الجديد فى اطار ائتلاف القيادات القبلية والمنتفعين من مثقفى المنطقة مع الحكومة لاجهاض ثورة دار فور . نذكر على سبيل المثال لا الحصر، وحسب رواية احد الاصدقاء من قبيلة الزغاوة ، محاولات الشرتاى/ آدم صبى فى كرنوى فى بدايات الثورة لضرب الحركة بالتنسيق مع الحكومة مما استدعى اختطافه بواسطة افراد الحركة . وتبع ذلك محاولة المنتفعين من ابناء المنطقة مثل الدكتور/ التيجانى مصطفى والوزير التيجانى آدم الطاهر وحسن محمد عبدالله برقو وآخرين والذين حاولوا استغلال الموقف لصالح الحكومة وسافر بعضهم ا خصيصا الى كرنوى لاستقطاب الدعم والتعبئة لضرب الحركة فى مهدها بدعوى اطلاق سراح الشرتاى ، الا انهم فشلوا فى ذلك لوعى اهالى المنطقة ! ومعرفتهم المسبقة بعلاقات الشرتاى اللصيقة والمشبوهة مع الحكومة من خلال استثمار المذكور لارواح الابرياء الذين قتلوا على ايدى الجنجويد فضلا عن دوره فى تأجيج الصراع القبلى وتنسيقه مع تجار القضايا من ابناء قبيلته بالخرطوم لترتيب فوزهم فى الانتخابات بالاجماع السكوتى مقابل منافع شخصية . تم اطلاق سراح الشرتاى كما هو معلوم للكثيرين بواسطة لجنة من اعيان قبيلته بعد ان شرحت الحركة للوفد القبلى الادوار الخبيثة التى قام بها الشرتاى مع المسئوليين الحكوميين والاجهزة الامنية وقيادات الجيش وقادة الجنجويد ، وتم اطلاق سراحه من ضمن شروط منها مغادرة كرنوى الى حين اشعار آخر من الحركة . نورد هذا المثال بتفاصيله ليعرف اهل دار فور ان هنالك الكثيرين من امثال امين بنانى وعبدالحميد كاشا والتجانى مصطفى وحسن برقوا وشرتاى اهلنا الزغاوة المذكور ولكن مع وجود هؤلاء وادوارهم المخزية الا ان الثورة ماضية بخطى ثابتة وستنتصر ان شاء الله لاهل دار فور وقضاياهم العادلة .

ثانيا : مطلوب من ابناء دارفور الغيورين وخاصة ابناء القبائل العربية فى جنوب دار فور العمل على تهدئة الموقف الآن والعمل سر يعا على محاصرة دعاة الفتنة فى نيالا والذين يستغلون الحادث الاليم ويتحركون تحت مظلة وتوجيه الحكومة لتعبئة الناس لخلق تحالف عريض للمجموعات العربية لقتال الحركة وطرد القبائل النازحة منذ عقود فى ديار الهبانية وهى دعوة وسابقة خطيرة ارجو الا ينجر اليها اهلنا الهبانية ، حيث تأكد لكاتب هذا المقال انه تم تسليم طلب بهذا المعنى لرأس الفتنة الفريق / آدم حامد باعتباره والى جنوب دار فور . ونقول لهؤلاء ان الذى تدعون اليه هو للاسف هدف النظام الذى فشل فى تحقيقه طوال سنة من عمر هذه الثورة وذلك لوعى افراد الحركة ووعى الكثير من رجالات القبائل العربية فى دار فور ، وان أشد من الفتنة هو المضى فى تأجيج الفتنة ونأمل الكف عن دفع السذج والجهلاء الى المحرقة . وان المطلوب ايضا من رجالات القبائل اما الابتعاد عن الصراع الدائر بين الحركة والحكومة او الانضمام للحركة لان ابواب الحركة مشرعة للجميع ومواقع الجميع محفوظة فى سبيل تحقيق الاهداف العليا لدار فور .

ثالثا : ما يجرى فى دار فور الآن هو ثورة عارمة للمطالبة بحقوق دار فور المهضومة منذ الاستقلال ، ومحاولة الصاق تهمة القبلية او العرقية هى فقط خطة الحكومة منذ بداية الثورة لغرض اجهاضها ولم تفلح فى ذلك ولن تفلح ان شاء الله ، واى محاولة لمعاونة الحكومة بازكاء النعرات القبلية تعتبر وقوفا ضد مصالح دار فور وبالتالى يصنف القائمين على مثل هذاالعمل الشائن ضمن صف الحكومة وبالتالى يلزم محاسبتهم .

رابعا : للاسف هنالك فريق فى دار فورما زال يحلم مع الحكومة فى ان تضع الحركة سلاحها بعد كل هذه التضحيات وبعد ان دنى جنى ثمار الكفاح وذلك فى اطار المسرحيات التى تألفها النظام مثل مؤتمر " السلام والتنمية " والدعاوى المضللة بانتهاء التمرد وانتهاء العمليات العسكرية وغيرها من المسرحيات الكثيرة . وتلك لعمرى الحماقة بعينها ، كيف تضع الحركة السلاح دون تحقيق اهدافها بعد ان اصبحت رقما محليا الكل يتودد لكسبها لاستحالة رسم اى خريطة سياسية مستقبلية للسودان دون اخذها فى الاعتبار؟ وبل اصبحت معروفا على المستوى الاقليمى والدولى ، تتبارى الآن القوى الفاعلة ! فى العالم من امريكا والاتحاد الاوربى وفرنسا لترتيب ورعاية المفاوضات القادمة مع الحكومة ، والعمل جارى الآن على قدم وساق فى هذه الايام فى هذا الاتجاه .

خامسا : هنالك بعض المجموعات فى دار فور تروج على ان انتصار الحركة يعنى محاسبتهم او تصفية حسابات معها وذلك لدورها مع نظام الانقاذ فى القضاء على حركة الشهيد/ داؤد بولاد . نقول لهذه الفئة ان تاريخ السودان مليئ بالظلم على اهل دار فور وان خطأنا فى دار فور احيانا نكون نحن الأداة فى تنفيذ الظلم على انفسنا ، والقضاء على حركة بولاد يندرج فى هذا الاطار . ولكن هنالك حالات ظلم كثيرة على دار فور كان ابطالها اهلنا فى وسط وشمال السودان والنخب الحاكمة فى الخرطوم . هنالك ظلم على اهل الغرب عموما منذ حكم الخليفة عبدالله التعايشى وفى الحركات الانقلابية الفاشلة لحسن حسين ومحمد نور سعد وهناك ايضا ظلم حاق باهل دار فور من ضربة الجزيرة ابا وود نوباى ومع الذين تم دفنهم احياء فى الحزام الاخضر عام 76 م باسم المرتزقة واخيرا سمانا نظام الانقاذ ظلما باننا نهب مسلح وقطاع طرق وليس اصحاب قضية وبل" تكرم" علينا رئيس الجمهورية ووصفنا بالفاظ ابسط ما يقال عنها انها نابية فى وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والتلفاز . اذا كان هذا هو تاريخ الظلم فى السودان قديمه وحديثه ، ايعقل ان تنتصر ثورة دار فور وتفكر فى الانتقام ومن اهالى دار فور ؟ المطلوب من ثورة دار فور فى حالة انتصارها العمل فورا فى ازالة الممارسات الخاطئة ورتق النسيج الاجتماعى المتدهور. الثورة فى تقديرى سوف تأتى بروح جديدة وبتسامح جديد والتفاكر والتشاور مع كل القطاعات لبناء دار فور . ودعوة صادقة لقيادة الحركة بان تبعد من قاموسها كلمة الانتقام فى المرحلة القادمة وفى! اى مرحلة .

وأخيرا هنالك سؤال ملح ، وهو : أين دور مثقفى ونواب دار فور فىالمجالس النيابية وابناء دار فور فى مجلس الوزراء على قلتهم وهامشية دورهم مما يجرى من جرائم منظمة فى دار فور و بادارة الحكومة ؟ أين دور وصوت هؤلاء ؟ الم يكونوا هم ابناء ونواب دارفور وممثليهم فى هذه الاجهزة ؟ لا يمكن أن يكون هؤلاء هم ممثليين حقيقيين لهذا الشعب الذى شرد من دياره ونزح اكثر من مليون الى اطراف المدن فى دار فور ولجأ مئات الآلاف الى الدول المجاورة ويتعرض الباقى للقتل والحرق والاغتصاب على اساس يومى ولم نسمع عن نائب برلمانى او وزير اقليمى أو سيادى استقال من منصبه احتجاجا على هذه الممارسات البشعة التى تحدث ليس اهمالا من الحكومة وبل تحت رعايتها ! أذن ماذا يعنى التمثيل عند هؤلاء ؟ لعل التمثيل عندهم هو تمثيل الاموات فى القبور !

حتى لا نظلم الجميع وخاصة مثقفى دارفور ، وعلى سبيل الانصاف يجدر بى ان اذكر الدكتور/ محمد آدم عبدالكريم والذى قال رأيه بصراحة دون وجل وامام شاشات القنوات الفضائية عن ما يدور فى دار فور ، وكذلك السياسي المخضرم الدكتور/ آدم موسى مادبو الذى كان نصيبه السجن عندما قال رأيه بوضوح فى مشكلة دار فور الحالية . أما اذا جاز لى ان أذكر شخصا واحدا من خارج السودان ، هو بلا منازع الدكتور/ حسين آدم الحاج ، المقيم فى الولايات المتحدة الامريكية والذى قلما تفتح الانترنت ولم تجد له مقالا أو دراسة مستفيضة أو بحثا قيما عن دار فور وعن ثورة دار فور الحالية وبذلك استحق بجدارة تسمية : ابن دار فور البار .