المستقبل وما أدراك ما المستقبل

المستقبل وما أدراك ما المستقبل


02-09-2004, 00:22 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1076282535&rn=1


Post: #1
Title: المستقبل وما أدراك ما المستقبل
Author: حسين الهندي-الرياض
Date: 02-09-2004, 00:22 AM
Parent: #0

المستقبل وما أدراك ما المستقبل

عجلة التنمية تدور والإنفاق اليومي يزداد والبترول يتزايد والصناعة تنتشر والطرق تمهد ، والسيارات تنمو ، والطائرات تدوي .
البلاد مكتظة بالسكان ، بالمستثمرين الوافدين من كل صوب ، يشاركون في تحريك عجلة التنمية ، ويأخذون نصيبهم من دواليب الإنفاق ، أموال تدخل وأخرى تغادر ، وبترول يصّدر ، وبضائع تستورد ، والقلم يرسم لنا لوحة الحاضر وعلامات المستقبل .
الأخوان الذين جأوا لمساعدتنا ، تذاكرهم جاهزة ، ومقاعدهم محجوزة ، ومنازلهم معمورة ... أنهم يتعاملون معنا على أساس الحاضر ، ولا نتوقع أكثر من ذلك ، فهم لم يأتوا إلى الصحراء من أجل حاضرها .
أما المستقبل فهو لمن يرى في كل نخيل الواحة لوحة تاريخية ، وفي كل الجبال الصماء سواد من أسلافه ، المستقبل لمن يسد وجهه أمام عاصفة رملية ، فتظهر على شاشة خياله صورة الماضي وحياة الأولين من قومه وعشيرته ، هؤلاء هم الذين لا توجد بين حاضرهم ومستقبلهم محطات أو تقاطعات ، المستقبل امتداد للحاضر . والأرض هي الأرض والسماء هي السماء ، كانت وأصبحت وستكون .
اقتصادنا بدأ ينتعش وكل شي من أجل المستقبل . فهل يعكس ذلك نفسه على تصرفاتنا .
يقال عنا اليوم أننا من أغنى شعوب العالم ، إذا تجاوزنا مشاكلنا الداخلية ، ولدينا دخل عظيم وتتهافت الشركات والمؤسسات علينا من كل صوب طلبا للاستثمار ، ولكن ماذا عن المستقبل ؟ .
هل سيستمر هذا السيل المتدفق من الزيت إلى المستقبل البعيد أم سيقف هذا النهر يوم من الأيام .. وهل ستقف معه الحياة ، مع إن هناك أنهاراً جيدة أعددنا لها عندما ينضب نهر البترول .
هل شبابنا وحياتنا اليومية موجهة لكي تتأقلم مع ظروف قد تطرأ في المستقبل؟
هل صناعتنا ونحن نعلم تاريخ الصناعات وخصوصاً في الدول النامية فيها الضمان الأكيد ولحياة أجيالنا واستمرار حضارتنا .
ما أريد أن أقوله أن هناك علامات استفهام كثيرة ، وعلامات الاستفهام أمر طبيعي عند الحديث عن المستقبل ، أي مستقبل ، ولأي بلد ، فالمستقبل يعني المجهول ، وعلامات الاستفهام تنمو حول كل مجهول . وخصوصاً إذا كان الوضع يتعلق في بلد نامية . وخصوصاً إذا كنا قد أسرفنا وصرفنا وزاد مستوى رفاهيتنا ، إذا تجاوزنا مشكلة توزيع الدخل وأخذنا بالتعميم عن التخصيص ، وخصوصاً إذا كان مورد الحياة الحاضر يعتمد على مصدر زائل ، كل ذلك يحمل علامات الاستفهام أكبر وأكثر .
وإذا كان الوضع كذلك ، إذن فهل تصرفنا الحاضر بالنسبة للاستهلاك والصرف والرفاهية المركزة وتعويد الشباب والأجيال على الحياة المترفة الناعمة والطلبات تلبى بالإشارة . هل الوضع وخصوصاً بالنسبة لعاملين رئسيين أولهما : القوى العاملة ، والأجيال القادمة ، وثانيهما : البترول .
هل الوضع المستقبلي لهذين العاملين يتلاءم مع حجم علامات الاستفهام التي يطرقها المستقبل .
إنني أبحث عن جواب ؟ .

ذكر لي أخ عزيز أننا قد حجزنا مقاعدنا في الاغتراب متأخرين فقد أتينا في التسعينات فالاغتراب الحقيقي كان في الثمانينات والسبعينات ، فلماذا لا نذهب إلى السودان الآن ونحجز مقاعدنا مبكراً لأننا لو أستمرينا على هذا الحال فلن نظفر بأي وظيفة في السودان سوى وظيفة معقب !!!!!