هل نـحتــاج الى كسـر تـابو الســودان لتغيـيـر الوضـع السـياسي؟

هل نـحتــاج الى كسـر تـابو الســودان لتغيـيـر الوضـع السـياسي؟


11-25-2003, 06:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1069737635&rn=1


Post: #1
Title: هل نـحتــاج الى كسـر تـابو الســودان لتغيـيـر الوضـع السـياسي؟
Author: ذوالنـون المنصور جـعـفر م
Date: 11-25-2003, 06:20 AM
Parent: #0

تابو السودان هو: أنه دولة بها مشكلات، ولكنه ككل، هو معطى|موضوع مكتف بذاته، أحادي ثابت ونهائي، بل ومتقدس دينياً، ولكن وجود هذا السودان|التابو، يمكن مقاربته، ومسه عقلياً ليتحول فعلاً إلى أرض لبن وعسل لكل الناس فيه، بدلاً من تيههم الراهن في الدياسبورات، وعبادتهم العجول الذهبية.
ولأن الوضع السوداني هو نتيجة لتحقق التاريخ في العالم والسودان دولةً ومجتمعا وطبقة وثقافة وسياسة وأحزاباً للكادحين ولغيرهم، فبحكم هذا الوضع، لايمكن إصطناع الحياد في الصراع الطبقي|السياسي|ذي الطابع القومي-القبائلي الدائر داخل مجتمعات السودان وأحزابه، وعموماً ليس الحياد بممكن في الطبيعة أو التاريخ، ولهذا فالمعرفة الجدلية بالدور الذي يضعنا فيه التاريخ، وما نصنعه فيه، هو إلتزام بالتجدد الإنساني، وبالمستقبل الذي يصنعه النضال الواعي لتنظيم وإتحاد الكادحين، والمهمشين وشقهم العصا والعصي، في سبيل جعل التحرر المتقدم للبشرية سمة بارزة للوجود الإنساني.
إن تأسيس دولة جديدة في منطقة السودان التاريخي، هـو خيار موضوعي لإنهاء دولة ونظام الجلابة في السودان الحالي، وهي كفكرة وتطبيق تولد من النضال الناشئي من الإحتياجات والعقليات والظروف الموضوعية المحلية. وبكلمات أُخر: تبتدئي هذه المهمة في بلادنا من أخر نقطة للتاريخ في السودان. (وهي بالطبع ليست نقطة شرطة) والدولة جديدة هي خيار لتغيير ثوري للدولة الهالكة المتهالكة بالسودان القديم، ومعلوم ان الدولة في عهودها هي أدآة إحكام وتحكم طبقية مقدسة، ولكن النضال لدولة جديدة يضع هذه الآداة السياسية المقدسة التالفة بشكل مباشر في أتون الصراع السياسي|الإجتماعي، بتشكلاته وبأطفاءاته، مما يسمح بتكون إجتماعي| إقتصادي سياسي جديد أكثر عقلانية وفعالية.
والهدف الرئيس لهذا الإسهام في الهدم والتأسيس الإجتماعي السياسي، هو: النقاش والحوار حول تابو السودان نفسه، لتكسير قداسة وضعه الحاكم، وثلم وصهر أداة الإحكام والإستغلال فيه وهي الدولة المتهالكة.
والرسالة الموضوعية للذين كشفوا و رادوا هذا الطريق وجعلتهم أقدار الحياة سباقين بأفكارهم في التوجه نحو القطع مع قداسة المعطيات السياسية وإزالتها وكذلك تجاوز الآفاق الوطنية الديمقراطية الجميلة التي قصرتها غربة الإنسان وهلمها الطغيان من ناحية، وبلورتها وسجفتها وثقفتها وتفننت في تشكيلها قوى الكدح والجمال في العالم والمنطقة والسودان من ناحية أخرى، لهؤلاء الذين قبست نضالاتهم الشرف في إيجاد وإقتلاع وتأسيس حجر الزاوية لهذا الأفق|الدولة| الجديد، فبكل هذا نطرح: أن واقع الصراع الإجتماعي المحلي والدولي، يحتم التقدم وحث الخطى في الطريق الذي مهدت له أفكار التاريخ السياسي لكادحي السودان، وهو طريق يبتدئي بمناقشة قدس أقداس السياسة في السودان، وهو وجود السودان نفسه، تطلعاً لتكوين سياسي عقلاني، هو دولة جديدة، ملمحها الأول انها إتحاد لجمهوريات تستجيب لعقلنة الوجود الإجتماعي والتاريخ في المنطقة، ولا تكون موجودة لأنها كذلك فقط، أو لأنها موروثة كما هي، فالموروثات تنقسم وتتطور، وتطور، وذلك لبلوغ آفاق أجد، ببصر حديد.
وإذ أتطلع لإسهامكم وإقترحاتكم، للتقدم على هذا الطريق، فلنا من بذلكم وبذل من قبلكم، أسوة حسنة. والسلام.
ذوالنـون المنصور جـعـفر محمد علي بخيــت