مقال حزفته أمن الرقابة القبلية من صحيفة أجراس الحرية: ماذا بعد هتاف (النفير!) بالوحدة الكاذبة.!

مقال حزفته أمن الرقابة القبلية من صحيفة أجراس الحرية: ماذا بعد هتاف (النفير!) بالوحدة الكاذبة.!


06-17-2010, 03:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=64&msg=1282277569&rn=1


Post: #1
Title: مقال حزفته أمن الرقابة القبلية من صحيفة أجراس الحرية: ماذا بعد هتاف (النفير!) بالوحدة الكاذبة.!
Author: ياي جوزيف
Date: 06-17-2010, 03:54 PM
Parent: #0

أسس جديدة

ماذا بعد هتاف (النفير!) بالوحدة الكاذبة..!

في كواليس الهيئة المسماة بهيئة دعم الوحدة (الكاذبة) مجازاً ونقصد الفتنة التي ما تزال مشتعلة، وصناعها انتقلوا إلى مرحلة جديدة• (نفير!) قومي، بل في المقابل بقي الشارع السوداني يراقب في صمت• وفي هذه المرحلة، انتشرت بيانات تحريضية خطيرة تعمل على غرس الكراهية وكشف بعض الملفات لا يعرفها عموم الناس، صحف تنادي بالوحدة رغم إلمام العاملين فيها بأن ما ينشرونه ليس إلا مسلسل الجدل مستمر حول (الوحدة!).. هذه الحملة المستمرة تدخل في سياق خطة إستراتيجية شاملة..

سبق وأن تناولنا في هذه الزاوية أن هؤلاء الجماعة ـ أي (الهيئة) دعم الوحدة الكاذبة.. ما هم إلا مجموعة (راغبة فى تزوير الإستفتاء في جنوب السودان وبلا شك أن الإستفتاء سيتم تزويره قبل أن يشرعوا في التسجيل.. صدق المثل السوري القائل (أول الرقص حنجلة!)، ويقصد بـ"الحنجلة" تلك الحركات التي تسبق عملية الرقص) ..

الدعاية التي تضرب حول (الوحدة) المعلومة والمألوفة هي الفتنة ذاتها وأن الفتنة أنواع، مثلما سبق وأن أشرت في بعض الأحاديث بأن (الفتنة) هي فيروس فتاك، ولكن أكثرها قوة على تشطير المجتمعات البشرية وتفكيكها هي الفتنة (الطائفية!) وهنا في السودان تتمظهر في ظاهرة (العروبة أو الأسلمة) التي أصبحت العدو رقم واحد في تقسيم البلاد. وعند الحديث عن الفتنة لا أعدم سبباً أسوقه لأقول بأن التورم (الفكري العقدي)، والعصبية في إتجاه الظفر بامتلاك الحقيقة هو ما يقودنا إلى هذا المنحدر الخطير. وأظن أن أسباباً كثيرة تجعلنا نسأل من هو المسؤول عن ذلك؟!.. وبالطبع النخبة السياسية التي تتاجر بالدين والعرق عرباً أو إسلاماً..
ومن هي الفئة التي لها مصلحة في ذلك؟!.. بالطبع الإنتهازية ولن أخفي إجابتي وأقول إن من يوقد نار الفتنة (هم العروبين!) ومن يلهب سعيرها هم أولئك الباحثون عن الشهرة في أوساط الموتورين المهوسيين في التيارات الإسلامية، هم وحدهم الذين لهم مصلحة في ذلك لإدامة هيمنتهم في المشهد الاجتماعي ومن ثم السياسي.. فكيف تكون الوحدة؟!.. مادام الهيمنة للصوت الواحد والرأي الواحد والثقافة الواحدة والدين الواحد والأمة الواحدة تحت شرائع خير ما خلق إلا العروبة وثقافتها.. ويؤكد هذا ما هو ثابت من أن الدين حمال أوجه الفتنة في السودان منذ ظهور دولة (إفقار المواطن)..

بعد أكثر من خمسة عقود من الزمان عن ماهية (الوحدة؟!).. ثار الجدل مجدداً بعد أن صدرت بيانات مؤيدة لقوننة خيار الإنفصال المريح ولا [لكلكة!] الوحدة التي تطالب بتحويل (الكل) ودمجه في بوتقة الإنصهار العروبي وأحياناً اسلاموي .. لذلك كان لا بد من فك هذا الإرتباط ـ أي الوحدة القاهرة .. والوقوف في وجه المشاريع التي تطالب بالرجوع عن قرار فك الارتباط ـ أي الانفصال .. صدق الراحل الدكتور جون قرنق مؤسس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان في آخر خطاب جماهيري ألقاه في مدينة رمبيك ـ حاضرة ولاية البحيرات الجنوبية في 15 مايو 2005م قائلاً: (.. الخيار للذين لم يحالفهم الحظ أن يكونوا معنا في أحراش الجنوب فالفرصة الذهبية مواتية لهم أن يعبروا ويختاروا عبر الإستفتاء الإنفصال أو الوحدة ويقصد هنا الوحدة الحالية [الكاذبة].. فالخيار لكم أن تختاروا [الوحدة الكاذبة] أن تكونوا مواطنين من الدرجة الثانية .. إلي منتهى الحديث)..

وفيما إذا قبلنا بهذه [الوحدة] جدلاً، أنه فاتهم ذلك، فإنه كان يجب أن لا يمضي كل هذا الوقت لكي تقال هذه الكلمات: نفير الوحدة، أو تعديل لقوانين (سبتمبر) الشهيرة، أو دولة ذات نظامين وإلي أخره وبكل تأكيد، ما كان يجب لجماعة (التمكين) أن يدافعوا عنه مرتين!.. هي الوحدة وتوفير الإمكانيات اللازمة لجعل الوحدة ممكنة ولا أقصد جاذبة وليست شعارات تثير عواطف ومشاعر الشعب.. بل تنكروا لوصوله إليه وطبعاً هذا التعميم ما كادت تخرج من أفواههم حتى سارع الصامتون إلى إبرازها في عناوينهم البارزة، كما لو كانوا يخوضون الحرب مع من دافعوا عن الوحدة الحقيقية أو دولة المواطنة والحداثة! بدلاً من أن يخوضوا غمار المعركة الإنصرافية..!

لقد قرر قادة (الإنقاذ!) ولا يمكن لمثلهم أن يجهلوا فقه الأولويات، أن الوحدة كانت خيار كل السودان ولكن بعدما شاهدنا خطوات مقصودة في (إسقاط) الوحدة الحقيقية وما هو من أولويات العمل السياسي في هذه المرحلة بالذات. وهي أولويات سياسية تحددت، على ما يبدو، منذ صفقة المقايضة بين الأمريكان والإنقاذ ولقد سبق أن أشرنا إليها من قبل..

كتبَوا وهتفوا وبمرارة لا تخفى (الموت لدولة المواطنة).. في الحين المواطنة هي أساس الوحدة اللي راكبة على ظهورها [الكل] وهي معيشتنا.. إذن ما هو الجديد؟!.. من أجله (النفير) وتقام عليه الوحدة الكاذبة.. هذه الوحدة لا تخرج من خانة فقر البرامج السياسي عن الوحدة ذاتها وهي التي مازالت تسوق مشاريع الفتنة والتمييز وتدمير البلد؟!.. الوحدة الكاذبة هي وراء تدني مستوى المعيشة والفساد المالي والإداري؟!.. وهي وراء البطالة التي تنهش في عمر الشباب وهي وراء إفقار المواطن بمشاريع الضرائب؟!.. وأيضاً هي اللي تتحرك من تحت قبة البرلمان لتمرير مشاريع وقوانين التضييق على المواطن وحرياته؟!.. المواطن في الجنوب وسائر الهامش يموت بالمرض والجوع والعطش والتخلف والسبب هي الوحدة الكاذبة؟!.. لكل هذا يجب أن نقول الموت للوحدة الكاذبة.. وماذا بعد هتاف النفير..؟!..

بقلم/ ياي جوزيف