عندما قال لى الأمنجى : نقرا .. ونقرص !

عندما قال لى الأمنجى : نقرا .. ونقرص !


12-12-2006, 09:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1165954013&rn=2


Post: #1
Title: عندما قال لى الأمنجى : نقرا .. ونقرص !
Author: عزان سعيد
Date: 12-12-2006, 09:06 PM
Parent: #0

كان ذلك فى صيف 1997 , عندما أصرت وحدة الأمن فى إحدى المدن السودانية , أن تستضيفنى ومجموعة من ناس جامعة الخرطوم ,( كم يوم كدة) لديها !
والذكريات مع ناس الأمن – رغم بؤس فترة الإستضافة – تزودك بحصيلة وافرة من المضحكات المبكيات , هذا إذا نجوت من إثنين : القزازة والشهادة !
طرقوا باب بيتنا , فتح لهم خالى الباب , وقال لهم ببراءة : عزان فى العرس !
فيما بعد , قال إنه ظن أنهم أصحابى ! الله يهديك يا خال : أن عندى أصحاب بسوقو بكاسى؟وتلك الأيام كنت يادوب لميت لى فى عجلة مستعملة حايم بيها !
ولأنو البلد ضيقة ,و ناس العرس ما قصرواعملوا الحفلة بالساوند سيستم , تم إقتيادى من وسط الحشود فى بيت العرس - قبل ما أتعشى للأسف - ولم يمهلونى إلا الزمن الذى (مسكت فيه ) عجلتى لود جيرانا !
لمن دخلت , الجماعة كانوا حول التلفزيون , واحد قال : ده منو فيهم ؟ رد عليه الساقنى من العرس : ده الدكتور!
فامره أن يجيبنى جنب التلفزيون . نشرة تسعة - قبل البكور – كان فيها خبر عن واحدة جابت توأم سيامى . سألنى أحد الجالسين : رايك شنو فى الكلام ده يا دكتور ؟
آه ! لشد ما ظلمت هؤلاء الناس الطيبين ! إذا الموضوع عبارة عن إستشارة فى موضوع علمى هام وليس إعتقال ! فعلا والله جهاز الأمن عندنا رسالى وأفراده مثقفين والشيوعيين ديل قاعدين يتبلوا على الجماعة ديل ساى!
شرعت فى الإجابة طبعا , قبل أن أسمع صوت أجش يصيح من ورائى مستنكرا : ده شنو ده؟
رد أحدهم : ده تبع الجماعة !
فصاح : والموقفو هناك شنو؟ والله عال ! جيبو لى هنا !
وهنا , بدأت أدرك إننى ربما ظلمت الشيوعيين !
دقايق بس , إتغدا وأجى أتم الباقى !

Post: #2
Title: Re: عندما قال لى الأمنجى : نقرا .. ونقرص !
Author: waleed500
Date: 12-12-2006, 09:17 PM
Parent: #1

Quote: دقايق بس , إتغدا وأجى أتم الباقى !

اكلو لينا معاكم

Post: #3
Title: Re: عندما قال لى الأمنجى : نقرا .. ونقرص !
Author: عزان سعيد
Date: 12-12-2006, 10:08 PM


أوقفنى الزول الأخير , وكان أشناهم, ويبدو من عكشونى أمامه كالحملان , إنتباه أمام لافتة كبيرة كتب عليها الآية الكريمة (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) , وكلمة الأمن مكتوبة بالبولد ! منتهى التأصيل !
وهنا , جاءت أول صفعة على قفاى : أقرا الآية دى !
وبعد أن قرأت الآية , سألنى (الصفعة الثانية! ) : بتقرا وين أنت ؟
قلت : جامعة الخرطوم !
هنا , نفخ أوداجه قائلا بصوت فخيم : نحنا طبعا قرينا فى الفرع !
ولو كنت قلت له مثلا أننى أدرس بالفرع , لادعى بلاشك أنه درس بجامعة الخرطوم!
وهنا , قال الأمنجى الرسالى , وما زلنا وقوفا أمام الآية : فيها جنس جكس , نقرا ونقرص !
و استمر يردد نقرا ونقرص مرات عديدة . ولما كنت أنال صفعة مؤلمة على قفاى مع كل ( نقرا ونقرص ) , دعوت ألا يكون عدد من قرصهم الأمنجى كبيرا !
ومن بعد, حشرونى مع باقى الشباب( الحشرة ) الإستمرت خمسة أيام , أتهمنا فيها بالتهمة المفضلة : الشيوعية !
وناس الأمن طبعا بتاعين موضة , فإذا كانت الموضة شيوعية وأعتقلت فأنت شيوعى حتى ولو كان بنطلونك فى نص كراعك ودقنك كبيرة ! ولو إعتقلوك أيام المفاصلة فبالتأكيد أنت شعبى , ولو أيام دارفور فأنت تبع الحركات وأوعا تعمل حركات !
بعد ذلك , عام 2001 , بعد أنقسام الجماعة , ترأست قافلة من كلية الطب لنفس المدينة , ولم أكلف نفسى عناء مخاطبة جهاز الأمن بتحرك القافلة , فاحتجوا لدى أحد المسؤولين الذين أستقبلوا القافلة , ومال أحدهم عليه وقال وكأنه يفضى بسر خطير : ( نحن نشك إنو عزان ده شعبى !)
وهكذا , نفس العزان الذى إعتقلوه عام 97 بتهمة الشيوعية , أصبح الآن بقدرة قادر شعبيا !
ما مشكلة – قلت لمن نقل لى الخبر – ممكن أكون شعوعى أو شيوبى , بس هم ما يزعلوا !