دول ســــــــــائدة , و دول ســــــــــــائبة, مواطن إيه, و مواطن آآآآآه ..........

تقدم , نمو و تطور الدول يقاس بمستوى دخل الفرد فيها , و برفاه إنسانها فيما يخص الخدمات و المزايا و الحقوق التى يتمتع بها , بإعتباره مواطناً للدولة المعنية فى المقام الأول , ثم بإعتباره دافعاً للضرائب , مؤدياً لمسؤلياته و واجباته تجاه دولته و تجاه (مواطنته) تلك , هذه المزايا و الحقوق لا تنتهى فعاليتها و صلاحيتها بتعدى الحدود الجغرافية للدولة , لا بل تعبر مع ذلك المواطن السعيد حدود الدولة و تعود عليه فى شكل – الســـــــــيادة – التى تحميه و تحصّنه, و لو فى بلاد الواق واق.
ترى هل تنطبق هذه الشروط و هذا الوصف على (بعض) المصابين بالوهم , و بجنون العظمة ممّن يتخيلون أنهم من الدول المتقدمة و العظمى , برغم إنسانها المطحون , و برغم حزام العشوائيات التى تمتد و تطوّقها و تنتشر لا فى أطرافها فقط , بل فى قلبها و فى نخاعها !!!!و الّلبيب يفهم من أعنى , برغم أن هذا الوصف " طاقية حايمة ".
يقيناً ما قصدت السودان.....إحنا فييييين و الدنيا فين , فبرغم برج القذافى و كورنيش الوالى و الفلل الرئاسية, نظل يا حبة عينى (نحبو) , و فى أفضل الحالات (نضلع) من أزمة إلى أزمة.

تعريجة صغنّنة :-

أمس , وفى منطقة الإسعاف رأيت مظاهرة (مينى) , كان عدد المتظاهرين لا يتعدى الدستة (12) من الشباب , إضافة لشابة واحدة , و كانوا يهتفون - يسقط يسقط حسنى مبارك -!!!!!!!
للحظة شرقت بالضحك السرى , و فى لحظة ملأنى الإعجاب لا بشجاعتهم فقط , بل بمثابرتهم أيضاً , رغماً عن " الضرب على الأفا .... و الخازوق اليشرخ لليافوخ ".

فى مرة, ذهبنا صديقى حامل الجواز الريطانى و زوجته حاملة الجواز السودانى إلى مجمع التحرير لعمل تسجيل دخول الأجانب , قدمت الجوازان للموظف فأعاد إلىّ الأحمر و بكل إحترام قائلاً هذا ليس عليه تسجيل, و حين فرغ من الأخضر , رماه لى دون إكتراث , أخذته و إبتسامة مريرة تعلو وجهى........

حين آخذ المترو فى تنقّلى بعض الأحيان , لا أسلم بتواجدى ذاك من الغمز والّلمز و " التريقة" على "الفحم" , "و هى الدنيا ضلّمت كده ليه" , أما حين أكون مع أحد "الخواجات أو الخواجيات" فأرى , و بمنتهى الوضوح نظرات الإحترام و الإعجاب و الإبتسامات, و قد يصل الأمر لحدّ أن يتخلى لى أحدهم عن مقعده , بكل أريحية.!!!!!!!!!!!!!

و حين تتحدث العربية , تكون (عادياً) و من من ينعتونهم بـ " أجدع ناس " و " أو... ناس " حين تعطيه ظهرك... لكن حين يرطن لسانك بأى لغة, أو لهجة محلية موغلة فى الإبهام و غرابة المخارج ...تكون مثيراً للدهشة و الإحترام, و إن لهج لسانك بالفرنسية أو الجرمانية, فأنت سيدهم لا محالة.... و وجب إحترامك و طاعتك.

قناة CBS نيوز الإخبارية أجرت مساء أمس لقاءُ مع عمدةً مدينة هازلتون- ولاية بينسلفانيا ( لو بايرليتا), والمنحدر أصلاً من أصول إيطالية مهاجرة, حول حربه على الهجرة الغير قانونية و الغرباء اللا شرعيون (Illegal Aliens) كما وصفهم " إننا لا ننظم و لا نرتب عملية الهجرة هذه, و كل الذى نفعله هو معاقبة أصحاب العمل و أصحاب المرافق السكنية على إستخدام و إيواء المهاجرين غير الشرعيين " و يهدد العمدة " لو" بالقضاء على الهجرة الغير قانونية من مدينته, لأنهم " يدمرون مستوى المعيشة بالمدينة, و يجففون مواردها, و يؤثرون على إنسياب الخدمات بها, لذا فإننا نسحب بساط الترحيب بالمهاجرين الغير شرعيين ". من ناحية أخرى يرى الكثير من المحامون و عدة منظمات حقوقية أن ما يجرى فى هازلتون هو بداية لحركة عنصرية قد تنتظم بقية الولايات إن لم يتصدوا لها, و بالقوانين, وذكروا أن قضية الهجرة و المهاجرين هى مسؤولية الحكومة الفيدرالية و لا يحق للولايات أو المدن أن تسنّ قوانين خاصة بها.إنتهى.
وجهات نظر مختلفة , فمن ناحية لا يمكننا لوم العمدة على محاولته المحافظة على مدينته و مستوى الخدمات بها, بل إن الدستور قد يمنحه هذا الحق, أما من ناحية أخرى فقضية اللاجئين و المهاجرين تعد من القضايا الشائكة و التى تستوجب تضافر (كل الإنسانية معها), و بكثير من التضحية و الإيثار لأن ما يدفع بهؤلاء المهاجرين و اللاجئين يتجاوز حتماً - خطر - تواجدهم فى بيئات أخرى غريبة, لا سيما إن كانت غير راغبة أو مرحبة أو ..... عدائية.