من شروط وجوب الزواج : الخلو من مرض الإيدز

الإحصاءات التي وردت في صحف الأيام الأخيرة تشير لمشكلة انتشار الأيدز في السودان..و مهما يكن فان الإحصائيات التي وردت هي ابعد من الواقع بمراحل.. لأن من عادة مثل هذه الإحصائيات تأتي من باب التطمين .. بناءا على مبدأ (كلو تمام يا ريس)..

مرض الإيدز مشكلة عالمية .. تهم جميع سكان المعمورة.. و الكل يجتهد فيها.. لكن في السودان.. لازالت تعامل بعدم جدية و مسئولية..و الأسباب معروفة للجميع.. من النظرة الأخلاقية (ذات القيمة المسبقة) للمريض .. و التعامل الإجتماعي.. لغاية الرعاية الصحية الواجبة.. بل اصبح للمشكلة وجه اخر في السودان و هو الوجه السياسي..و ذلك في المطاعنات و الإشارات الخبيثة لدور العائدين في انتشار المرض .. كأنما هؤلاء العائدين جاؤا من كوكب اخر..

حينما كنا صغارا .. كانت حوائط فصولنا الدراسية تزين بعبارة تقول (الوقاية خيرا من العلاج)..و مثلها و مثل كثير من العبارات .. تكتب لتقرأ فقط .. دون تطبيقها و انزالها لأرض الواقع..
حينما صرنا شبابا .. كانت الممارسة و التعامل و الحس الإجتماعي هي بوصلة تهدينا.. خصوصا في غياب التوعية و الثقافة الجنسية المرشدة..
فكنا كلما قرر احدنا الزواج.. نجتمع مجموعة من الشباب و نقترح عليه ضرورة مراجعة طبيب قبل الدخول لعش الزوجية.. اعترف الكثير كان يمتعض من تلك الفكرة.. لكنها وجدت قبول فيما بعد..و اصبح الأكثر مرونة .. من يقترح على خطيبته أن تفعل مثله..
مثل تلك الممارسات.. كانت تنبني على فكرة بسيطة جدا ..و هي أن بعض الشباب و الشابات .. لهم شئون جنسية قبل الدخول في الزواج..و هذه حقيقة اجتماعية لا ينكرها الا مكابر.. و ان الأمراض الجنسية منتشرة في ارض الواقع السوداني (لسنا بتلك البراءة و النقاء)..فكان بالضرورة أن تتخذ مثل هذه الإجراءات الوقائية..و هي تصب في مصلحة الطرفين..
و بحكم تجربتي في العمل بالمحاكم الشرعية و محاكم شئون الأسرة .. كنت مقتنعا تماما بضرورة تعديل شروط الزواج لتشمل الخلو من الأمراض الجنسية .. لما في ذلك من خطورة صحية بينة.. و كالعادة استهجن الكثيرون و الكثيرات الفكرة .. بناءا على قاعدة (ماحصلت)..

و الآن بدأت المشاكل تظهر .. خصوصا انتشار الإيدز.. نعم هناك طرق عديدة لإنتشار الإيدز بجانب الممارسة الجنسية .. مثل نقل الدم ..
و في غياب الإلتزام المنظم من قبل الدولة و التوعية الواجبة.. لم تبقى امامنا الإ مسألة (الوقاية خير من العلاج)..و من ضمن وسائل الوقاية تلك أن تكون هناك وقاية قانونية ..تتعلق بتعديل قانون الأسرة.. خصوصا في جانب شروط الزواج.. و هي ان يخلو الزوجين من مرض الإيدز..و الأمراض الجنسية الأخرى..و لابد للطرفين عمل كشف طبي قبل الدخول في الزواج..
ما اقول به هنا ليس تمييزا ضد المرضى..و لكن!





كبر

الأخ كبر:

أنا واحد من المعجبين بقلمك البليغ و اّرائك الحصيفة. هذه مداخلتي الأولي معك.

أعتقد أن ضرورة حصول طرفي عقد الزواج علي شهادة خلو من الأمراض الجنسيّة خطوة في الطريق صحيح,
طال إنتظارها كثيرا في دولة مثل السودان ترتفع فيه نسبة الإصابة بهذا المرض الخبيث. و العدالة
تستوجب أن يقوم طرفي هذا الرباط الروحي، المادّي، و المعنوي المبجّل، بإجراءاّت الكشف الطبّي.
لكنّي أتوقّع حدوث مقاومة لحّدّ ما لتطبيق هذاالقانون من قبل بعض اّباءالزوج المرتقب حامل صفة الأنوثة. و أزعم أنّ طريقة الكشف عن مرض الايدز - و هي عملية شفط قدر قليل من الدم عبر حقنة معقّمة تغرز في وعاء دموي رئيسي في منطقة الساعد، لن تكون مدعاة للتمنّع في تنفيذ إجراءاّت الكشف.
الرفض سيأتي من قبل بعض وكلاء الطرف المؤنّث في عقد الزواج المنضوين لأسر تقليديّة بالغة التديّّن، بحسبان مجرّد تعريض إبنتهم لهذا الكشف الطبّي البسيط طعن في شرف إبنتهم و أسرتها الكبيرة.
لذا أري أن يصاحب القرار حملة توعية كبيرة بأهخميّة الكشف من قبل الطرف المؤنّث في عقد الزواج
و أن يتطوّع بعض قادة الرأي في بلادنا، ممّن سصادف تطبيق القرار زواج واحدة من بناتهم/ن بتنفيذ القرار و تسليط الأضواء الأغلامي!ّة عليهم، كأن تصوّر تلك الفتاة، إبنة ذلك الزعيم السياسي
الكبير و هي تمدّ يدها،المستورة عدا المساحة المعقولة من منطقة الساعد المراد شفط العيّنى الدمويّة منها، للممرّضة المسئولة من عملية سحب العينة الجمويّنة اللازمة، و تعرض تلك الصورة في اليوم التالي في الصحف السيّارة أو أن تعرض في ذات اليوم في تلفزيون جمهورية السودان من أم درمان و التلفزيونات الإقليميّة الأخري. القدوة في مثل هذه الحالات أمر في عاية الأهميّة.

طارق الفزاري
ود زينب