السودان الجديد - صلاح ابراهيم احمد

السودان الجديد - صلاح ابراهيم احمد


12-02-2006, 07:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1165040929&rn=1


Post: #1
Title: السودان الجديد - صلاح ابراهيم احمد
Author: abubakr
Date: 12-02-2006, 07:28 AM
Parent: #0

السودان الجديد
إنى من المؤمنين إيماناً قاطعاً عميقاً بفكرة السودان الجديد ومما زاد إيمانى بها ذلك الاستقبال المهيب غير المسبوق لسيد شهداء إفريقيا الدكتور قرنق دى مبيور – وهذا إن دل على شئ إنما يدل على أن شعبنا السودانى يتميز بحس مرهف يجعله يفرق بين الحق والباطل مهما اجتهدت وسائل الإعلام والخطباء فى تضليله.
إن مشكلة من يعارضون فكرة السودان الجديد ليست فى الفكرة فى حد ذاتها فهى تدعو للديمقراطية والعدالة والمساواة وحكم القانون وعدم استغلال الدين كوسيلة للسيطرة فلا أظن أحداً يرفض هذا.
المشكلة هى أن سبعين فى المائة من سكان السودان هم من الناطقين بغيرها – وفى نفس الوقت نفس النسبة أو تزيد قليلاً تدين بالإسلام – وبما أن الأقلية الناطقة بالعربية كلغة أم حكمت السودان وتود أن تحكمه إلى قيام الساعة فوجئت بثورة غير الناطقين بها فى الجنوب والغرب والشرق والآن هناك ململة فى الشمال – وهى لا تود لهذه الأغلبية أن تتوحد تحت شعار السودان الجديد - لأن هذا التوحد مع ديمقراطية حقه وحقوق مواطنة تساوى الجميع ستذهب بريحهم – وللدفاع عن مكتسباتهم التاريخية حاربوا الجنوبيين تحت ستار الإسلام وشنوا حرب دينية بترك الجيش النظامى وتكوين مليشيات تحت مسمى الدفاع الشعبى.
ولكن عندما تمرد المسلمون فى غرب السودان وشرقه أسقط فى يدهم – لأن السلاح الباتر كان يتمثل فى تكفير المتمردين فكان لا بد من سلاح جديد وهذا كان ببدعة الربط الجائر بين العروبة والإسلام – ففى حين قبلوا بخليفة للمسلمين تركى يفتخر بأصوله التركية ويحتقر الأعراب – وقبلوا بإسلام الفرس إلى أن مالوا للتشيع ولكنهم فى السودان حيث أصحاب الوجوه السوداء وصفحات الوجوه المشلخة شاءوا أن يربطوا المواطنة الصالحة بشعار العروبة والإسلام – ولذلك رموا دعاة السودان الجديد بتهمة العداء للعروبة والإسلام والدعوة للأفريقانية والعلمانية – وهم يعلمون أن المشكلة تكمن فى السلطة والاستيلاء عليها والاحتفاظ بها ولا علاقة لها بعروبة السودان ولا بإسلامه – فمتمردى دارفور أكثر إسلاماً من المماليك الذين قذف بهم محمد على باشا للسودان.
والجميع يعلم علم اليقين أن عضويتنا فى الجامعة العربية لم نحظ بها إلا بوساطة جمال عبد الناصر فلقد عارضت لبنان عضويتنا وثنتها الأردن وكان الإجماع هو الوسيلة الوحيدة لنيل العضوية – فى حين كانت عضويتنا فى منظمة الوحدة الأفريقية مرحب بها من الجميع.
إن وحدة الجهات الأربعة فى أى انتخابات ديمقراطية حقيقية ستنقل سدة الحكم إلى الأطراف المهمشة من هيمنة الوسط – فالمعارضة للسودان الجديد مربوطة بالسلطة ولا شأن لها لا بالعروبة ولا بالإسلام.
________________________________________
صلاح إبراهيم أحمد
2/12/2006