صلاح عووضة يكتب عن المؤتمر الصحفى للبشير : حكومة (تدفع !! ) لكى (تخسر !! )

حكومة (تدفع!!) لكي (تخسر!!)

صلاح الدين عووضه
كُتب في: 2006-11-30

[email protected]


*لا أدري من هو ذلك (العبقري!!) الذي استطاع إقناع القيادات العليا في حزب المؤتمر الوطني أن فكرة المؤتمرات الصحفية متعددة المحطات هي الفكرة الأمثل لإجهاض المخططات الخارجية التي تستهدف الحكومة عبر بوابة دارفور؟!!
*لا أدري أي عبقري ذاك الذي توصل بثاقب فكره إلى أن المعركة مع المجتمع الدولي - على صعيد قضية دارفور - هي معركة (إعلامية) في الأساس ومن ثم فإن التعامل معها يجب أن يكون إعلامياً؟!..
*ونحن إذ نصف الشخص هذا بأنه عبقري فلا نهدف من وراء ذلك أن نسخر منه.. أو (نتريق) عليه.. أو نستخف به... فهو فعلاً عبقري، ولكنها عبقرية الذي (يهدم) من الداخل وهو (يتظاهر) بأنه من أخلص المخلصين..
*فلو اجتمع الإنس والجن - من الذين يناصبون المؤتمر الوطني العداء - على أن يأتوا بمثل هذا الـ(مَكر!!) لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.. أنه مَكر (كلف) الخزينة العامة مئات الألوف من الدولارات نظير أن يقدم خدمة (مجانية) للذين تقول الحكومة أنهم يستهدفونها لتصبح بذلك مصيبتها - أي الحكومة - مصيبتين : مصيبة (مادية)، ومصيبة (إعلامية)...
* فقد استوثق العالم كله (ليلتها) - عبر محطات برلين، لندن، موسكو، واشنطن، بيروت، القاهرة، باريس والخرطوم - استوثق من (حقيقة) أن المتنفذين داخل الحكومة السودانية من أهل المؤتمر الوطني لا يتعاملون مع قضية دارفور بجدية؛ سواء على الصعيد السياسي أو على الصعيد الإنساني... وأنهم حريصون على (كراسيهم) أكثر من حرصهم على وضع حد لمعاناة إنسان دارفور.. وأنهم لا يرون بأساً في أن يموت من أفراد الشعب السوداني تسعة آلاف.. أو عشرون ألفاً.. أو ثلاثون.. أو أي عدد هو دون الـ(200) ألف..
* استوثق العالم أجمع من ذلك كله... ثم تبين له - عبر تلفزة عالمية حية متعددة المحطات - أن أمريكا وبريطانيا والأمم المتحدة غير (خاتين) على حكومة الخرطوم أو متجنين عليها حين يصفونها بأنها حكومة (عاجزة) و(غير مسؤولة) و(مجردة من مشاعر الإنسانية) وفوق ذلك (معاندة) و(مكابرة) و(مكاجرة) و(متحدية)...
* ذلك ما استوثق منه العالم... أما ما استوثقنا منه نحن - وأولئك الذين كانوا (جلوساً!!) داخل محطة الخرطوم - أنه ما من (جديد!!!) قيل في المؤتمر الصحفي الـ(عالمي!!) ذاك يمكن أن يمثل إضافة قابلة للالتقاط على صعيد التناول الإعلامي الداخلي... لا شيء جديد.. الجديد الوحيد الذي لفت أنظارنا هو التقنية المتطورة تلك التي جعلت ما نحن (معتادون!!!) عليه في الداخل يبث على الهواء مباشرة إلى العالم أجمع... والذي نحن معتادون عليه هذا لا يستثنى حتى الـ(مهام!!!) التي (فضلت!!) لوزير إعلامنا...
* كم هو عبقري صاحب الفكرة هذه.. وهو يفضح حكومتنا أمام الملأ ثم يتلقى التهانئ...
* فلا شيء أضر - إعلامياً - بالحكومة أكثر من المؤتمر الصحفي ذاك