استفسار وبموضوعية

استفسار وبموضوعية

رغم الوجع الذي يفت العضد من فعل حكام بلادنا الا انني اريد وبموضوعية النظر في امر ما حدث مساء الامس..
مساء الامس شاهدت في القناة الفضائية السودانية المشير البشير محاطا بشاشة اليكترونية رقمية كبيرة شبيهة بالتي في اعظم قاعة تقنية في انفوسيس بالهند وهي القاعة التي تجمع كل شركات التقنية العالمية في شاشة اسفيرية واحدة ومن خلالها وبتقنية الفيديو كونفرسنق يتبادل 25 الف من العقول الهندية في مجال تقنية المعلومات مع الاف من امثالهم في شركات التقنية كمايكروسفت واوركل وووووو!! تلك القاعة التي اوعزت لاشهر صحفي العالم اليوم توماس فريدمان بكتابه " العالم المسطح "... امس كان السودان يباهي العالم المسطح في انفوسيس مع فارق الغرض والمهمة والضرورة وانفوسس هي اغني شركات الهند وقد بدات برسمال 250 دولار في 1980 وقيمتها اليوم 21 مليار دولار واصحابها صديقيين لم يكن لايملكان الا ال 250 دولار حينها .. انفوسس بامكاناتها التقنية والمادية الهائلة والتي ليس لها مثيل في كل العالم تستعيين بالشاشة الكبيرة تلك ولكن السودان الذي تطعم فيه منظمة الاغذية العالمية في دارفور فقط مليون وثمنمائة الف وفق ما سمعت من مدير مكتبها في لقاء تلفزيوني قبل اسبوع والسودان الذي يموت فيه المرضي حين يعجزون عن توفيير علاج ملاريا لا يكلف الا بعض سنتات والسودان الذي في اعلي قائمة افقر دول العالم وووووالخ من مسببات تجعل اي صرف لا لزوم له في مصاف الجريمة ...ما معني لقاء صحفي بتقنية مكلفة وباسلوب لم تستعيين به اغني الدول واكثرها اهمية سياسية وعالمية وهي نفسها صانعة التقنية ...ورغم تحمسي وتحيزي للتقنية نفسها فذلك لا يكفي لان انحاز الي صرف لا لزوم له وفي وجود منافذ اعلامية ووسائل اتصال اقل تكلفة فان استعمال تقنية مكلفة في غير مكانها وفي بلد فقير امر مزعج..
كان سؤال الصحفي اللبناني من بيروت عن "الخبر الصاعق المنتظر " الذي استوجب مثل هذا اللقاء المثير فتجاوز المشير الاجابة عليه.. ربما يتصدي احد مبررا مثل هذا اللقاء بان توصييل قرار حكومة السودان بشان التدخل الاممي الي كل العالم ضروري ولكن هناك عشرات الوسائل والقنوات المعروفة والتي يستعملها كل العالم لتوصيل وجهات النظر من خطابات مباشرة الي رؤساء الدول و سفراء ووو.. وما هو اهمية وزير الخارجية وكل الوزارة ان كان وزير الاعلام هو الذي يدير امر السياسات الخارجية مثلما فعل امس ...
المشير لم ياتي بجديد وانما كرر ما ظل يكرره منذ نيفاشا وابوجا ومنذ صدور القرار 1706 وحتي اليوم لدرجة ان خبر مؤتمره التقني امس لم تشر اليه معظم وكالات الانباء والصحف اليوم واتي في صحيفة الراي العام- وهي علاقتها متميزة بالمشير- في صفحة الاخبار المحلية فليس هنالك جديد في الامر ....
قبل فترة كان هنالك لقاء صحفي للمشير في طائرة وهو عائد من رحلة وامس لقاء اسفيري والموضوع نفس الموضوع والحديث نفس الحديث ولكن تزداد التكاليف علي الخزينة العامة مع كل لقاء مستحدث مثل تلكما ...
اليوم وبعض من اخواننا العرب ممن شاهد صدفة القناة السودانية امس اتي يسال مازحا او مستهجما اسلوب شوفونيا مكلفا من بلد فقير كالسودان .. وهناك مزحة –وربما حقيقة- يتناولها اهل بلد عربي عما ذكره كبيرها لمن اتي اليه بخصوص حملات الهلال الاحمر الي دارفور قائلا " فلان -وهو مسئول كبير في السودان- اشتري عشرات من اغلي العقارات في العالم من شركاتنا فكيف نقدم لهم مساعدة وهم اغني منا ؟ " ...
الاولويات في اغني وافقر الدول يجب ان تكون في اعلي اجندة الحكام واولويات بلادنا كثيرة فالجوع والمرض والفساد والافتقار والجريمة وسوء التعليم والخدمات الصحية وحتي حمامات في المطار –واجهة بلادنا- اهم ...!!!
استفسار فقط ...؟؟