تزامن الإفعام الذاتى بالتفوق مع التصغير الجائر للآخرين !!!!!

أوقفتنى هذه الجملة كثيرا و قد كنت قد قرأتها مؤخرا فيما أعتقد أنه يعد من أجمل مما قرأت

ألا وهو كتاب الكاتب الرائع المهندس محمد الطيب سليم مسار الأسراب و لمن لم يقرأ هذه

الروايه فهذه بمثابة دعوه لقراْءتها فهى و الله قطعة فنيه لا تقل جمالا عن أى منتج لأحد عباقرة الكلمة

المكتوبة فتارة تحس أنك تقرإ لغارسيا وأخرى تشتم روائح روائي نبجريا الأول و أحد

أعمدة الأدب الأفريقى شنوا شبى ممزوجا ببعض الوان أديبنا العلاّمة الطيب صالح,

أتى هذا القلم الجميل وولد معه الإحساس بأمل كاد أن يفقد بأن نرى أحدهم يخرج علينا

بهذا الكم الضخم منالإبداع و جرعة كبيرة من المتعه بعد أن كثرت عثراتنا و آلامنا,

تزامن الإفعام الذاتى بالتفوق مع التصغير الجائر للآخرين ,

قيلت هذه الجمله على لسان طبيب نفسي و هو شخصية الروايه الرئيسية فى أحد نقاشاته

مع مجموعه من أصدقائه وكانت قد أعيته تعابيرهم غير المفهومه و فلسفتهم الخاصه

للأشياء و كما شرحها بنفسه فهى ترجمه لحالة نفسية معروفه مع بعض الإضافات من

عنده, أوقفتنى كثيرا لأنه كأنما فسرت لي هذه الحاله أو الجمله المترجمه كثير مما

أراه و لا أجد له إسما أو توضيحا , فهي حالة مصاب بها الكثيرين منّا و صرنا

كثيرا ما تقابلنا دون أن نفهمها أو نستطيع أن نستخلص مكوناتها جميعا و صرنا

أسرع ما نكون إلى تصغير الآخرين مع إمتلاءنا بالإحساس بأنّا على حق وإن

الآخر دوما على باطل وخطأ و نذهب بعيدا و نبدأ بوصفه بصفات يمليها نوع

الإختلاف لكن الثابت دوما أن هنالك تصغير جائر و إزدراء لما يقول وما

يعتقد!!!!

يجب أن نتعلم الاّ نبخس الآخرين أشياءهم و أفكارهم و ما يعتقدون فقد تكون

هذه خطوة فى طريق قبولنا بعضنا البعض الذى قد يفتح أمامنا أبواب طال بها

الزمان وهى لا زالت موصدة و يحفظ تلك التى كادت أن تغلق و لو مواربة

فذلك حتما أفضل من إغلاقها .