سافر ... مطارات الوداع ضجت ... فوداعاً محمد الحاج

محمد الحاج ... فلترافقك السلامة يا أبن أمي وصديقي القريب ...
أعلم أن جواك هذا التساؤل المُلِح:
"هو إلا الغربة لازم يعني
نتغرَّب نخلي ديارنا نمشي ديار؟
ماهو الليلة متجاورين وعايشين غربة جوه الدار"

وأعلم ما يعتريك اليوم، أعلم كيف يعتصرك حزن الدنيا وأنت تلملم ما تبقى من نظراتك على فضاء الوطن، وتتنسم كلما أمكن من هوائه وأنت تستعد لقدر الغربة ... دعها تنهمر دموع الوداع فوحدها الدموع تخفف قليلاً وجع الغربة وتغسل بعض لسعات الفراق ...
لكن .. ستظل كل الأماكن هناك تسأل عنك، فكم كانت خطاك نبيلة ... دربك واضح ... كلماتك صحيحة بلا كسور و(بواقي) ... صادق دعواتي لك بالتوفيق والسداد يا محمد ...

ح تشتاق للكتاحة و عدم الراحـــة
و قطعـــة الكهربــة مــن صباحـة
و بحيرة الاسكــان و تلك الساحــة
و الفرق بين ناس القلعة و الواحة
و الفقر و الناس المرتاحة
و القلعة و كلابها النباحة
و سماع محمد الامين في المناحــة
و كيجاب و سارة جاد الله السباحـة
و ندورات و اب ضهر و ليلي كتاحة
* * *
ح تشتاق لي شريـــط نكت في حافلــــة
و سفة كبيرة مــن ســوق الجلود ماهلة
انت قايل السفر و الغربة حاجة ساهلة؟
* * *
ح تشتاق لي عمر الغراب في الدافوري
و التصنيع الحـــربي و حي كــافوري
و الكيزان وناس حزب الامة والجمهوري
ووليد زاكي الدين ونادر خضروفرفوري
* * *
و الفسيخ و الكســرة والفــولة الشاطــرة
و طين كتير في الشــارع لمــا تكون ماطرة
و اماني في رمضان لما تكون ساي كده فاطرة
* * *
و انور اب ضهر و ندورات و عوض اب رزعة
خاصة لما تكون الحلة في حالة فزعــــة

ننتظر أن تواصل هذه المشاويرهل ستنتمي ..... أخيراً ؟ (نص)
قراءة في نقد العقل العربي
نشرة بأحوال الوطن !
الوعي الذاتي و هوية السودان الثقافية، د. بكري خليل
إعادة قراءة / كتابة النص
فـــ كافافي "مرات و مرات"

إنك تقول سأذهب الى ارض أخري
سأذهب الى بحر آخر
سأجد مدينة أخرى خير من هذه
كل جهد أبذله هنا لعنة قدر
لعين
و قلبي كميتٍ مدفون
إلى متي يظل عقلي سجين هذه الأرض اليباب
أيان أتجه بنظر ي
أيان التفت

أرى أطلال حياتي هنا
لا ..
لن تجد أرضا أخري
و لن تقع علي بحار جديدة
ستتبعك هذه المدينة اينما حللت
و ستسير في نفس الطرقات
ويتقدم بك العمر في نفس الحي
و سيعلو الشيب رأسك في نفس المنازل
ستصل دائماً إلى نفس المدينة
لا تأمل في أخرى
لا قارب لك و لا طريق
كما حطمت حياتك هنا
في هذا الركن الصغير
قد حطمتها في العالم بأسره

عمو محمد.. السلامة تصحبك.. والبركة معاك.. والتوفيق والسداد والأمنيات كلها بنرسل ليك عبر حدود سلوى... اتذكر بس إنك لو قلت عوووك.. نادر وانا ومحمود بنسمعك... وطالبينك زيارة...


دي نظره للنصف الآخر من الكأس

بنت الحسين

ح تشتــاق لي حجــة المقـــام
ح تشتاق لكــــل الانـــــــام
و غنية راجل المرة و عوض دكام

سلامات نادر مريم و ناصر
ماذا يمكن أن أزيد يا صحاب
كل ما ذكرتموه لامس ذاكرة تسعى

طائر آخر من طيورها يأخذه الترحال ثانية

بدأت أحس بثقل يربض أسفل صدري

أمس أمطرت هل تعلمون أول ما انتابني?
هذا المطر ليس مطري لا يحق لي الإحساس به!
و لا السحب وهذا الشتاء الجميل

بدأت كل التفاصيل التي أذكرها تؤلمني
اكتسبت شكلا آخر اكثر جمالا
و ايلاما
كم احببتهم جميعا
كأنما اعدت اكتشافهم
......
,,,,,

سلامات
وعوافي
نادر العزيز ..
محمد الحاج ..
الشاب المهذب ..
رقيق المشاعر .. اشبه بالنسيم ..
ربما اكون الخاسر الاكبر في رهان هذا الشاب الانيق ..
كوني قضيت معه عامين بالجامعة ولم يتسع حظي للتعرف عليه من قرب ..
وربما انني الرابح الاكبر .. كون هذا الاثير المجنون وهبني "هدية" تغسل "غثاء" خلفه في براح الذاكرة ..
اشكر محمد علي وجوده هنا .. كما اشكره علي انه سوداني وانه قد رضع من رحيق المدن المعتقة بالالفة والحنين ..
ويا محمد والله العظيم غربتك خسارة كبيرة للبلد ..
فتأبط قلمك الدافق "واسقنا" من "عصير هجيج الكتابة النادرة" ..
اسف ياسيدي العالي فلا تطلها "اجعلها عام وبعضه" ثم عد ..
ولاتجعل امسياتها الشاقة تسرق منك ريحة البلد وناس البلد ..
اهزمها يامحمد قبل ان تجري في عروقك ...
لاتطلها ياصديق ..
فعندها لن تطيق الغربة ولا الارض الحبيبة ..
محبتي بقدر اشتهاء الارض لموسم المطر ..

تحياتي عبدالرحيم ودرملية
و شكرا على كلماتك يا عزيزي الثي اثقلت كاهلى

و ثق ما زال هنالك متسع على الأقل لذكري تلك الأيام

اما الاغتراب و الرحيل فدعني احيلك لكافافي كما احالنا ليه نادر

إنك تقول سأذهب الى ارض أخري
سأذهب الى بحر آخر
سأجد مدينة أخرى خير من هذه
كل جهد أبذله هنا لعنة قدر
لعين
و قلبي كميتٍ مدفون
إلى متي يظل عقلي سجين هذه الأرض اليباب
أيان أتجه بنظر ي
أيان التفت

أرى أطلال حياتي هنا
لا ..
لن تجد أرضا أخري
و لن تقع علي بحار جديدة
ستتبعك هذه المدينة اينما حللت
و ستسير في نفس الطرقات
ويتقدم بك العمر في نفس الحي
و سيعلو الشيب رأسك في نفس المنازل
ستصل دائماً إلى نفس المدينة
لا تأمل في أخرى
لا قارب لك و لا طريق
كما حطمت حياتك هنا
في هذا الركن الصغير
قد حطمتها في العالم بأسره


مازال هنالك متسع يا عزيزي
كن بخير