ظاهرة التكتلات في العقد الأخيرمقال المستشار طه حسن طه في صفحة ظلال التبلدي جريدة الخرطوم اليوم

ظاهرة التكتلات في العقد الأخيرمقال المستشار طه حسن طه في صفحة ظلال التبلدي جريدة الخرطوم اليوم


11-16-2006, 05:53 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1163652815&rn=0


Post: #1
Title: ظاهرة التكتلات في العقد الأخيرمقال المستشار طه حسن طه في صفحة ظلال التبلدي جريدة الخرطوم اليوم
Author: ghariba
Date: 11-16-2006, 05:53 AM

منقول من صفحة ظلال التبلدي بجريدة الخرطوم
اشراف صلاح غريبة

========================================================

ظاهرة التكتلات في العقد الأخير ؟!



هذا السودان العظيم الذي ولدنا فيه وعشنا فيه وعرفناه، ماذا يجري فيه وله وإلى أي واقع سيصير في ظل هجمات داخلية وأقليمية ودولية ومخططات ظاهرة وخفية ولماذا يحدث ذلك خاصة في العقد الأخير من القرن الواحد والعشرين .

كان السودان يعيش آمناً مطمئناً بعيداً عن كثر مما يحدث له الآن ماعدا معكرات صفو هنا وهناك تحدث لفترة قصيرة ثم تزول وتظل معزولة ليس لها عمق سياسي وشعبي واجتماعي فإذا بالسودان الآن تحت دائرة الضوء، والراصد لما يجري – وإنا العائد لتوي – يرى تنامي روح عنصرية وجهوية وفئوية لم تكن في يوم من الأيام بهذا الوضوح والسفور والفجور !!

ومالنا نذهب بعيداً والأدلة والشواهد والأحداث والوقائع تكشف المستور وتعرض بضاعتها في سوق الله أكبر وعلى عينك يا تاجر ويا مواطن .. هناك روح ينبعث منها الشر والحقد والبغضاء والتفرقة والتمييز القبلي والعرقي وما لم نستدرك الأمر ونعالج هذه الظواهر فإنها ستستفحل ويزيد نارها وأوارها فتحرق الأخضر واليابس ورب قائل أن حديثي ينطوي على مبالغة، وأسال الله أن أكون كذلك وأقبل أن أكون كاذباً أشر ولا يتحقق ما سطرته هنا أو أشرت إليه ومهما يكن فلكل واحد قناعاته من واقع مايراه ويرصده ويشكل انطباعه وهذا يعتمد بالطبع على درجة العلم وعمق الاتصال والمشاهدة ونوعية من يلتقي والعينة التي بدت أمامه للعيان ومدى تكررها والواقع الذي حدثت فيه والنظرات التي تصدر من هذه الفئة أو تلك والسلوكيات المصاحبة لفعل ما أو تصرف ما .

أستطيع أن أؤكد أن هناك مخاوف خفية وظاهرة بين مختلف قطاعات المجتمع السود1ني ورغبة أكيدة لامتلاك السلاح لحماية النفس والأهل والمال والعرض وهي حيثية لم تكن جزءاً من تفكير أكثرية أهل السودان لدرجة أن البيوت كانت تخلو من عصاه أو عكاز أو أداه دفاع حتى ضد الحرامي ؟! فلماذا سيطرت ذهنية بمثل هذا البعد أن لم يكن هناك مخاوف وهواجس ومحاذير وحالة من عدم الاطمئنان ؟! أترك لك أيها القاري الكريم تفسير ما ذهبت إليه من عرض واضح وفاضح لما وراء الأكمة ؟! ورغم ذلك أقول : " الله يكضب الشينة " !! .

ومهما يكن فلا أحد ينكر ظاهرة التكتلات على أسس عرقية أو قبلية أو جهوية أو .. الخ . والنار من مستصغر الشرر، ولقد أعذر من أنذر ويا حكومة السودان شئنا أم أبينا هناك توجس وترقب لمسته بنفسي وهذا لايحدث من فراغ وإلاَ لماذا لم يحدث في الماضي، إذاً هناك مسوغات وملابسات والحذر الخفي الكامن في الصدور والمعلن عنه في الجلسات ويزيد من تناميه هذا التواجد الأمني الملحوظ وهو تواجد محمود ومشاد به لدى الكثيرين لكنه في نفس الوقت يشكل لدى الكثيرون دلالة ومؤشراً لحقيقة مخاوفهم ولسان حالهم يقول : ألمح تحت الرماد وميض نار يكاد أن يكون له ضراماً !!

لذلك فأني أكتب سطوري هذه في هذه الصفحة بالذات بعد تنامي ظاهرة التكتلات وهي خطر ما بعد خطر على النسيج الاجتماعي السوداني وما فكرة ما يسمى بتجمع كردفان للتنمية ( كاد ) المطروحة حالياً إلاّ رافد جديد يغذي ما أفرزته حقبة العشر سنوات الأخيرة من عمر حكم الإنقاذ ؟! ولماذا في هذا الوقت بالذات ودار أبوك كان خربت شيل ليك منها شلية ؟! .

مرة أخرى أصرخ قائلاً : " ألله يكضب الشينة " أقولها بكل صدق المواطن السوداني وبإحساس المواطن العاصمي عسى أن تبحر سفينة السودان المضطربة وسط بحر هائج مائج وأمواج عاتية ورياح وعواصف وأعاصير نحو بر الأمان في ظل تعرض بوصلة الاتجاهات إلى خلل ؟! نسأل الله أن نجتاز المحن والابتلاءات والتحديات وتعبر سفينة السودان بقوة نحو المستقبل شريطة أن نثبت أهدافنا في الحاضر، ونضع نصب أعيننا على الغد، مؤملين أن يكون الغد حضارتنا القادمة، وحلم أجيالنا الواعدة وحتى يحدث ذلك لابد لنا من أن نمد للغد يداً ... ونمشي، لان الغد رهاننا والله غالب على أمره وكفى ؟! .


طه حسن طه - الرياض

------------------------------------


صلاح غريبة - المشرف على صفحة ظلال التبلدي بجريدة الخرطوم