ولى سوينكا..والانقاذ ومحكمة نيويورك الشعبية/تاج الدين عبدلله آدم- بلجيكا

ولى سوينكا..والانقاذ ومحكمة نيويورك الشعبية/تاج الدين عبدلله آدم- بلجيكا


11-13-2006, 11:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1163456638&rn=0


Post: #1
Title: ولى سوينكا..والانقاذ ومحكمة نيويورك الشعبية/تاج الدين عبدلله آدم- بلجيكا
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-13-2006, 11:23 PM

Quote: ولى سوينكا..والانقاذ ومحكمة نيويورك الشعبية

تاج الدين عبدالله آدم

في افريقيا لم تجد اصدق من يعبر عن اوجاع القارة وازماتها ويتلاحم مع شعبها الكادح من الأديب النيجيري والكاتب المسرحي الفذ ولى سوينكا الحائز علي جائزة نوبل, وفي الغرب عندما يتحدث سوينكا في الشأن الافريقي يصمت الجميع ويصغون اليه في أدب جم. فهو ليس فقط مذهلآ بقدراته الذهنية وبراعته اللغوية في وصف وتشخيص مكامن الداء في الجسد الأفريقي فحسب بل متفانيآ في حبه وانحيازه لإنسان القارة بشكل لا تحده حدود او تقلصه حواجز, وفوق ذلك وهب معرفته وادبه الرفيع للتعبير عن هموم البسطاء وقضاياهم الحيوية وحقهم الطبيعي في الحرية والعيش الكريم .. لم يقف يوماعلي ابواب السلاطين ولم يخطب في عمره ود الحكام والوجهاء. فهو رجل تسامي بفكره اذ لم يمجد في حياته الغباء ولن تجد في ادبه الا ما ينفع الناس والأرض..يسعي دائما لملاحقة الفساد والمفسدين والعابثين بمصائر شعوبهم وكانت معاركه الشرسة التي خاضها بروحه وقلمه ضد نظام الجنرال بابنجيدا الفاسد تقف شاهدة علي قوته وصلابته علي الحق. والجنرال بابنجيدا بالمناسبة يمثل احد اضلع مربع الفساد الذي ازكم الانوف علي امتداد القارة السمراء والذي تمثل في زائير موبوتو سيسيسيكو واوغندا عيدى امين بالإضافة لكينياآروب موي.

واذا اردت عزيزي القارئ ان تستكشف دور الادب والاديب في تفاعله الصادق مع قضاياالامم والشعوب فدونك علي سبيل المثال, بجانب سوينكا, الجنوب افريقي الابيض ألان بوتن صاحب روايةcry my beloved country "ابكيك وطني الحبيب" الذي استطاع ان يتحرر من ذاته ويتخلص من جرثومة النقاء العرقي واوهام التفوق الحضاري وينحاز للقيم الانسانية السامية بإشهار سيفه ضد نظام الابارتيد الشنيع, نضيف لهذين المثالين الروائي الكولمبي الموهوب غابريل قارسياماركيز الذي رضى بشذف العيش وقساوة الحياة مع البؤساء من بني جلدته واخوة وطنه الذين قال عنهم انه ما عاش الا لكي يحكى عن الامهم ويشاركهم همومهم كما يقول في رائعته:Living to tell the tale "عشت لكي احكى". كما لا يفوتنا في هذه العجالة ان ننحني إعجابآ لاديبة العهد الفيكتوري فرجينيا وولف; تلكم المرأة ذات الروح الفلاذيه التى قاومت إرهاب الرجال وتصدت لوحشيتهم بفكرها الثاقب وتحملت ما لا يمكن ان تتحمله امرأة في وقتها وقاومت ما لا تستطع غيرها مقاومته في زمانها واستطاعت ببراعة ان تنتشل حواء من براثن القهر والعبودية.

أما الأدباء والمفكرون في بلادى فامرهم عجب وشانهم غريب; تراهم يتحدثون ولا يقولون شيئآ ويكتبون ولا يحسنون.. يتماهون مع الواقع ابتغاء لمرضات السلطان او مجاراة لهوي النفس ويدعون الإنسانية بنفافق ليس بخفي, فمثلا عندما يتساءل الطيب صالح بحنق "من اين اتى هولاء" في اشارة لاهل الإنقاذ لا نظن ان تساؤله تساؤل من اعيته الحيلة وتشابة عليه البقر بالنظر لماعليه الوضع في السودان وبالتالي لا نستطيع الجزم بانه تساؤل برئ كما يبدو لغير المدقق وانما يمكن قراءته في سياق ما اطلق عليه منصور خالد بحالة " التمزق في الدواخل" وهوالتمزق الذى عبر عنه الطيب صالح بنفسه حينماقال "عندماادخل الي حجرتي واغلق علي نفسي الباب وآوي الي فراشي هناك سؤال يظل يؤرقني:هل انا عربي ام افريقي?" وطبعا لم "يجازف" كاتبنا الكبير بالإجابة علي هذا السؤال الذي يبدو بسيط ولكنه آثر الصمت وأن في الصمت لكلام. والحق ان هذا السؤال علي بساطته كان وما زال سبب واحدة من اقذر الحروب الأهلية علي نطاق القارة.. يدخل في هذه الدائرة من الجدل أديب سوداني آخر وهو القاص الدكتور بشري الفاضل الذى يتحاشي هو الآخر الاقتراب والتصوير في منطقة هذا السؤال المزعج ويطلق عوضا عن ذلك مقولة طنانة في غاية الجمال والروعة اذ يقول:"انا انسان واعيش في السودان" نعم انها مقولة رائعة ولكن مالم يتحلي صاحبها بالشجاعةالكافية ويتخذها كقيمة معيارية ليحاكم بها الوضع في السودان تبقي هذه العبارة ليست اكثر من مجرد مقولة رومانسية ربما تساهم في التخفيف من وطأة المسؤلية او تخلف نوعآمن الشعور برضي النفس ولكنها قطعآ لا تمثل اى مخرج باي اتجاه.

بالرجوع الي سوينكا نجده في هذه الايام يسعي جاهدآ للتصدي لنظام روبرت موغابي القمعي في زيمبابوى ويقود في نفس الوقت حملة لفضح جرائم نظام الانقاذ الهتلري في دارفور من خلال مشاركته في محكمة نيويورك الشعبية لمحاكمة رموز نظام الخرطوم. في هذا الخصوص سألته مذيعة البي بي سي قائلة: طالما ان محكمة نيويورك هذه لا تمثل اي ثقل قانوني لأنها صورية; فماذا تهدفون من وراءها? أجاب سوينكا بلهجته الRP "Received pronunciation" أو 'اللهجة المسموعه' وهذه -لمن لايعرفونها- هي اللهجة السائدة في بريطانياوالتي إنطلقت من منطقة لندن الكبرى وبيرمنجهام لتصبح الأكثر شيوعآ لدى البريطانيين ومقلدوهم من الكومنولث وتتمسك بها البي بي سي لحد الصرامة ونسمعها في مداولات مجلسي العموم واللوردات وهي تعود في الأصل للمحافظين بحكم هيمنتم التاريخية وقاومها خصومهم العماليون وساكنوا الاطراف ردحآ من الزمن قبل ان تفرض نفسها, ولا تسمي هذه باللهجة البريطانية إذ إن للإسكوتلنديين لهجتهم"المنفرة" كما للإيرلنديين والويلزويون لهجتهم الإنجليزية الخاصة. فولي سوينكا يتحدث/ يحاكي هذه اللهجة بطريقة ربما يحسدها عليه خليفة بلير وزير الخزانة الإسكوتلندي غوردون براون. قال في اجابته نهدف من هذه المحاكمة حشد التأييد الشعبي العالمى ضد نظام البشير وما ارتكبه من جرائم بحق الملايين من اهالي دارفور, وتسائل مستغربآ تباطؤ الافارقة ومجاملتهم لنظام البشير بالرغم من وضوح الجريمة وفداحة الكارثةالإنسانية المنتشرة في جميع وسائل الاعلام علي امتداد العالم وانتقد تلكؤ المنظمةالدولية في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين ولكنه ادرك قائلا: بأن ابراز حجم الكارثة ونقل الجرائم المرتكبة لشعوب العالم هو الأهم واضاف بأن المحاكمات التي تتم بنيويورك ونتاجئها سوف يشكل الاساس لإدانة رموز النظام السوداني في قادمات الايام! وتابع سوينكا مؤكدآ بانه حينما تجتمع الشعوب من مختلف بقاع الارض وترفع صوتها للمطالبة بالمحاسبة والعدالة حتمآ سوف تستجيب المؤسسات الدولية وتنحاز لخيار الشعوب مذكرآ بانه عندما تم إدانة الجنرال بابنجيدا بتهمة الفساد من قبل المحكمة الشعبية التي ترأسها في لندن ادارت المؤسسات الدولية بعدها ظهرها للجنرال وتبنت سياسة المقاطعة حياله حتي سقط. وعلي رأي سوينكا; دعونا نتذكر جيدآ بأن الموقفين الرسمي البريطاني والامريكى حيال ازمة دارفور هما بالدرجة الاولي انعكساس لحال الشارع لاسيما في الولايات المتحدة, فالشعوب عبر مؤسسات المجتمع المدني هي التي تحرك الحكومات لإتباع سياسات محددة وإتخاذ مواقف معينة وليس العكس لذا لا يظنن احد بان محكمة نيويورك هي هكذا "صورية" بالمعني الحرفي; فهي علي صوريتها إلا انها تستطيع ان تحدد لنا من الآن من الذى سوف يحاكم من افراد العصابة الحاكمة وحجم العقوبة التي سينالونها.

والواقع انه ليس هناك اليوم ما يشغل بال مجرمو الحرب في السودان اكثر من موضوع المحاكمات مهما ادعو خلاف ذلك فهذا الكابوس المخيف سيظل يؤرق مضاجعهم وينكد معيشتهم فيما تبقي لهم من عمر في السلطة, وقد نوهت مذيعة البي بي سي في لقاءها بسوينكا بانها ودت ان تسمع ردة فعل الحكومة السودانية فيما يتعلق بموضوع محكمة نيويورك وما ورد في حديث الاديب النيجيري ولكن لا احد في الحكومة يود الحديث حول هذا الموضوع كما قالت.. ولا تعليق طبعآ فقط نقول لرموز النظام يجب ان لا تغمض لكم جفن فولي سوينكا لكم بالمرصاد.





تاج الدين عبدالله آدم

e-mail [email protected]

Post: #2
Title: Re: ولى سوينكا..والانقاذ ومحكمة نيويورك الشعبية/تاج الدين عبدلله آدم- بلجيكا
Author: abubakr
Date: 11-15-2006, 01:48 PM
Parent: #1

الاعزاء تاج وبكري
Quote: والواقع انه ليس هناك اليوم ما يشغل بال مجرمو الحرب في السودان اكثر من موضوع المحاكمات مهما ادعو خلاف ذلك فهذا الكابوس المخيف سيظل يؤرق مضاجعهم وينكد معيشتهم فيما تبقي لهم من عمر في السلطة, وقد نوهت مذيعة البي بي سي في لقاءها بسوينكا بانها ودت ان تسمع ردة فعل الحكومة السودانية فيما يتعلق بموضوع محكمة نيويورك وما ورد في حديث الاديب النيجيري ولكن لا احد في الحكومة يود الحديث حول هذا الموضوع كما قالت.. ولا تعليق طبعآ فقط نقول لرموز النظام يجب ان لا تغمض لكم جفن فولي سوينكا لكم بالمرصاد.


محاولة استصغارDOWNPLAY وتجاهل محكمة نيويورك من الحكومة السودانية ربما ما يبرره كونها المتهمة اما ان يتجاهل جمع كبير في منتدياتنا وفي الشتات هذا الامر رغم مجلدات من الكلام والحكي والشعارات والهتافات عن ماساه بلادنا ودارفور امر يشير الي ازدواجية في المواقف وشوفونية .. محكمة نبويورك علامة فارقة في مسيرة نضال الشعب السوداني وهي بداية مشوار في اتجاه التغيير .. ان يكون رئيس المحكمة هو سوينكا اكثر من معني .. هذا الذي لو كان موجودا في نوفمبر 1994 لقتله ثاني اباشا مع صوت اوقوني كن سارو ويويا ( بين اوقوني وبعض مناطق الزيت في السودان شبه) ...سوينكا كان وما زال اقوي واقدر اصوات المعارضة النيجرية .. انه ايقونة كتاب وادباء افريقيا الملتزميين بقاضايا شعوبهم والذين ان دعي الامر لقدمو ارواحهم لاجلها كما فعل كن سارو ويويا ... ادباء وكتاب الدرب الطري وضليلة الضحوية وهم كثيرون في بلادنا هل سمعو بسوينكا وكن سارو ويوي؟؟؟\
ابوبكر