: اعترافات في زمن غير عادي

بسم الله الرحمن الرحيم
منذ فترة ليست بالقصيرةبدا ينتابني احساس خليط ، شئ من الغثيان
شئ من السام، وكثير من التوتر العصبي والذهني،
تحاصرني عبارة الشاعر مظفر النواب ( الماذا يحمل هذا السيد وطني في حيبه الخلفي)، احاول ان اهرب الى الشعر، اي شكل من اشكال الادب، اجد نفسي اسير الواقع
اعترف اني لا اجيد الانكفاء على الذات لاني تعلمت ان اجلدها واقومها، علمني والدي عليه رحمة الله المصادمة والمواجهة وارتياد المغامرة بحساب
اعترف اني لا اعرف التغزل في الحكام ( استثني نلسون مانديلا لانها جائته - منقادة ولم يسلبها بليل- مكث فيها مما مكنه من ارساء قواعد وتنازل لاجيال تعرف كيف تحرك الدولة للامام) الحاكم عندي موظف دولة له ما لي وعليه ماعلي ياخذ اجره على ما انجز لا على ما يتمنى ان ينجزه
اعترف اني مجمر بهوى الوطن والمواطن- سالني استاذي في الجامعة وانا بالامتحان الشفوي في سنتي النهائية، هاقد اكملت سنوات دراستك كيف ستساعد اهلك بالسودان مستفيدا مما درسته
اجبته ان بلدي يعاني من مشكلتين اساسيتين
الاولى: العرب الرحل.. وقبل ان استرسل استوقفني وقال لي : اكتفي بهذا فانت تعرف وطنك حقا
اعترف ان السودان ليست الخرطوم ولكنها المراحيل حيث كل القدرات الانتاجية معطلة ( بئر معطلة وقصر مشيد)
اعترف اني لا اجيد التزحلق على الجليد ولكني تعلمت السباحة في شاطئ ابي روف وعرفت معنى الغرق وصعوبة التنفس في الاعماق.. وعمدني النيل بالطهر والبساطة،
اعلم ان الفاظي بها بعض خشونة فقد علمني جدي : ( مساك دربين ضهيب.. وركاب سرجين وقيع) فامتطيت صهوات العبارة الحق دون سرج حتى تسلخت افخاذي
ما قيمة ان تكون مواطن ولا تتمتع بحق مواطنتك؟
ما قيمة ان تكون مواطن ولا تستطيع ان تما رس انتماءك للوطن
ما قيمة ان تكون مواطن وانت لا تعني لدى السلطات الحاكمة الا رقما جبائيا يدخل في الميزانية العامة ولا يخرج له منها شيئا
اعترف اني اكره تأليه القادة وتقديس القيادات
اعترف اني انسان سوداني بسيط ..ولكن لست طيبا

**