قراءة تحليلية حول الإنتخابات الأمريكية - يوم الثلاثاء- القادم وفرص الحزبين الديمقراطي والجمهوري

قراءة تحليلية حول الإنتخابات الأمريكية - يوم الثلاثاء- القادم وفرص الحزبين الديمقراطي والجمهوري


11-04-2006, 01:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1162642788&rn=0


Post: #1
Title: قراءة تحليلية حول الإنتخابات الأمريكية - يوم الثلاثاء- القادم وفرص الحزبين الديمقراطي والجمهوري
Author: Kamel mohamad
Date: 11-04-2006, 01:19 PM

قراءة تحليلية حول الإنتخابات الأمريكية التكميلية في يوم الثلاثاء القادم وفرص الحزبين الديمقراطي والجمهوري

قبل أيام من انتخابات التجديد النصفي
إدارة بوش بخفض أسعار البنزين

المصدر جريدة الحياة

مع انخفاض حجم الاستثمارات إلي‏17%‏ في الثلث الأخير من العام الحالي وتراجع سوق العقارات‏,‏ يعاني الاقتصاد الأمريكي من بطء شديد انعكس في صورة تراجع في معدلات النمو إلي‏1.6%‏ خلال هذه الفترة‏,‏ وهو ما يعتبر المعدل الأقل الذي تم تسجيله منذ عام‏2003,‏ ولكن الغريب حقا ان يصاحب هذا التباطؤ انخفاض شديد في ثمن البنزين بنسبة‏26%‏ في المتوسط‏.‏

الواقع أن من معدل الانخفاض في أسعار البترول قد بدأ منذ ثلاثة أشهر تقريبا‏,‏ وهو ما جعل اسعار البنزين تنخفض إلي أقل من معدلاتها منذ بداية العام الحالي‏,‏ ولكن في الوقت الذي انخفض فيه سعر برميل البترول بنسبة‏20%‏ منذ اغسطس‏,‏ فإن سعر البنزين انخفض إلي‏26%‏ بل وصل إلي‏35%‏ في بعض الولايات‏,‏ الأمر الذي دفع البعض سواء علي المستوي الشعبي أو السياسي إلي التساؤل عما إذا كانت إدارة الرئيس بوش قد تعمدت التلاعب في أسعار البنزين قبل أسابيع من الانتخابات نصف التجديدية للكونجرس‏,‏ والتي تبدو حتي الآن صعبة بالنسبة للجمهوريين في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في العراق وأفغانستان‏.‏

وطبقا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة جالوب في صحيفة يو ـ إس ـ أيه توداي‏,‏ فإن‏42%‏ من الأمريكيين يعتقدون أن إدارتهم تتلاعب في أسعار البنزين‏,‏ وهو ما ينفيه تماما المتحدث الرسمي للبيت الأبيض توني سنو واصفا مثل هذا الاتهام بـ الخالي تماما من الصحة‏.‏

ولكن أيا كانت الحقيقة‏,‏ فإن الخبراء السياسيين يؤكدون أهمية أسعار البنزين بالنسبة للناخبين الأمريكيين الذين يمضون علي الأقل‏450‏ ساعة في العام أمام عجلة القيادة بما يزيد مرتين علي معدل الأوروبيين‏,‏ كما أن السيارات الأمريكية تستهلك كميات أكبر من البنزين‏.‏ وكانت دراسة نشرتها النيويورك تايمز في شهر مايو عندما كانت أسعار البنزين في أعلي مستوياتها‏,‏ قد أظهرت ان‏63%‏ من الذين شملتهم الدراسة‏,‏ قرروا خفض استخدامهم لعرباتهم‏,‏ بل إن‏49%‏ منهم قرروا تغيير المكان الذي سيمضون فيه أجازاتهم بينما لجأ‏56%‏ منهم إلي تخفيض نفقاتهم من السلع الأخري لكي تتوافر لهم الأموال اللازمة للإنفاق علي سياراتهم‏.‏

من الواضح أن أسعار البنزين لها تأثير كبير علي ثقة المستهلكين وطريقة حكمهم علي أداء الإدارة الأمريكية‏,‏ فالناخب الأمريكي الذي أصيب بالاحباط نتيجة سياسات بوش الخارجية علي الساحة العراقية والأفغانية قد يجد في خفض أسعار البنزين ما يسهم في رفع معنوياته ويجعله يضع ثقته في الجمهوريين‏.‏

‏ فالحقيقة علي أرض الواقع تبدو قاتمة‏,‏ فالحملة التي أطلقتها الإدارة الأمريكية في السابع من اغسطس الماضي بإرسالها‏12‏ ألف جندي أمريكي في محاولة لوضع حد للعنف الذي يجتاح بغداد قد اصابها الفشل‏,‏ حيث ارتفعت عمليات العنف بمعدل‏22%‏ خلال الاسابيع الثلاثة الأولي من شهر رمضان ووصلت حصيلة الخسائر البشرية بين القوات الأمريكية إلي‏103‏ قتيل مما جعل من شهر أكتوبر احد أكثر الشهور دموية خلال الأعوام الثلاثة الماضية منذ بداية الغزو‏,‏ هذا ما أكده الجنرال وليم كولدويل المتحدث الرسمي العسكري بقوله إن العنف في العراق مثبط حقا للهمم‏.‏

الواقع ان الوضع الأمني في العراق اصبح من الخطورة بحيث ان قائد القوات الأمريكية بالعراق ـ الجنرال جورج كيسي ـ قرر اعادة النظر في الاستراتيجية الأمريكية المتبعة حاليا في بغداد‏,‏ خاصة ان التوقيت الزمني لتصاعد اعمال العنف من جانب ما يطلقون عليه وصف المتمردين لا يلعب لصالح الجمهوريين الذين يستعدون لانتخابات التجديد النصفي‏,‏ فارتفاع نسبة الخسائر في الأرواح بين القوات الأمريكية جعل مسألة الأمن في العراق تقفز إلي المرتبة الأولي في القضايا المطروحة علي الساحة الإعلامية في اطار الحملة الانتخابية الحالية‏.‏

الشعور العام بالفشل الذريع لم يأت من فراغ بل ان الرئيس الأمريكي ساهم في تأجيجه عندما عقد مقارنة بين فيتنام والعراق وهي المقارنة التي جاءت في سياق الرد علي سؤال لأحد الصحفيين إلا أن تأثير هذه المقارنة كان له وقع الصدمة حتي علي المحللين المحافظين مثل ماكس بوت الذين وصفوا مثل هذه المقارنة التي عقدها بوش بالخطأ الإعلامي الفادح‏.‏

أما السؤال الذي أثار كل ردود الفعل هذه‏,‏ فكان يدور حول مقالة لتوماس فريدمان نشرت في النيويورك تايمز‏,‏ أشار فيها الكاتب إلي أن ارتفاع معدل العنف في العراق يشبه إلي حد كبير هجوم تيت عام‏1968‏ الذي اعتبره المؤرخون بمثابة الانتصار النفسي الذي حققه الشيوعيون علي الأمريكيين وأجبرهم فيما بعد علي الانسحاب من فيتنام‏.‏

علي أية حال‏,‏ فإن الصورة الحالية في العراق تبدو كما لو كان المسلحين في العراق يحاولون من خلال تكثيف عمليات العنف إلي التأثير علي نتائج انتخابات الكونجرس لتغيير التركيبة السياسية داخل مجلسيه واعطاء الديمقراطية الفرصة لكسب الأغلبية داخل الكونجرس معتقدين ان مثل هذا الأمر قد يسهم في إجبار الإدارة الأمريكية علي الانسحاب من العراق‏,‏ خاصة ان اجابة الرئيس بوش عن السؤال كانت مؤكدة لوجه نظر الكاتب ان المؤرخ ـ يقصد فريدمان ـ قد يكون محقا في تشبيهه مما لا شك فيه ان الغالبية العظمي من المحللين والمؤرخين العسكريين يرون في هجوم تيت منعطفا جذريا في مسيرة الحرب الفيتنامية بل إنهم يعتبرونه بداية النهاية للوجود الأمريكي هناك‏,‏ حيث انتهي الأمر بانسحاب القوات الأمريكية ومن هنا جاء الاعتقاد بأن هذه المقارنة التي عقدها بوش هي اعتراف ضمني بالفشل وعدم القدرة علي ايجاد مخرج للمأزق العراقي‏.‏

وبعيدا عن تعليقات المحللين والاستنتاجات السياسية‏,‏ فإن الريئس بوش خلال جولة انتخابية في بنسلفانيا أعاد مقولته الشهيرة إننا لن نسحب قواتنا من العراق قبل القضاء علي الإرهاب وأن كان في نفس الوقت اعترف ان الوضع هناك صعب‏.‏

من ناحية أخري‏,‏ حاول ديك شيني نائب الرئيس إصلاح ما أفسده بوش بتصريحه الأخير وإزالة الحرج عن الجمهوريين‏,‏ ففي حديث صحفي لمجلة التايم‏,‏ وصف تشيني مقال فريدمان بالجدير بالاهتمام‏,‏ فالعدو يوجد مناخا من العنف في محاولة للتأثير علي وجهة نظر الناخب الإمريكي وما نشاهده هنا هو محاولة لكسر إرادتنا‏.‏

أما المحللون السياسيون‏,‏ فيرون أن هذه المقارنة بين العراق وفيتنام لا ترجع في المقام الأول إلي التشابه في رتيبة العنف ولكن إلي وجود خلافات بين واشنطن والعراق حول بضع قضايا ومن بينها قرار القوات الأمريكية الإفراج عن احد قادة الميليشيات الشيعية للإمام مقتدي الصدر بناء علي طلب من رئيس الوزراء نوري المالكي وذلك رغم ما يقال عن دوره في تأجيج العنف ضد السنة‏,‏ كما أن الأمريكيين يميلون إلي عقد هدنة مع السنة رغم رفض الحكومة العراقية لهذا المبدأ في الوقت الذي يعيب عليها الأمريكيون تراجعها أمام عملية نزع أسلحة الميليشيات الشيعية‏.‏

أما عن وجهة نظر الديمقراطيين في المقارنة بين العراق وفيتنام‏,‏ فقد أشار السيناتور الديمقراطي جوزيف بيدان إلي ان مثل هذه المقارنة تعطي لهؤلاء الناس ثقة كبيرة‏,‏ فما نراه هو في الواقع حرب أهلية وثورة ووضع خارج السيطرة‏.‏