تلامس

الاصدقاء هنا تحية لروحكم القريبة هذه مصافحة أخرى لكم
تعالي نتفق ..
أننا لن نؤجل عمل اليوم إلى الغد
أننا نسير ضمن معادلات روحية
تنتهي دوما بالنوم مبكرا ..
أننا سنغمض قلوبنا في المحن
وحين الآخرين ..
أن الأمطار لاتعني ماهو مجازي بالضرورة
وقد تعني أن أهدافنا مشتركة في الغواية
أن رسائلك عبر (موبايلي )
لاتعني أهمية أن ترضي عني بعد منتصف الليل
كما يفعل( جونثان )في رواية (الحمامة )
أن كراسة ذكرياتك لن تكون مهمة
بموازاة كل افتراض قابل للشك بي ..
تعالي نتفق ..
أنني مجرد شاعر
وأنك مجرد عشيقة أصيلة
أنه لايعنيك كثيرا اهتمامي بأفلام ( جينفير لوف هوييت ) الجديدة .
أنني أكتب بعض الأحيان
مذكرات لطيوف تمر في البال
وأنك لاتضجرين من توقع خيانة الحرف أبدا
أنك تتخيلين مثلي :
أن الأبجدية مثل أن يحييك جاركم السبعيني بقصد التواصل
فــ تردين عليه ..أهلا جارنا العزيز
..
أنك تخبرينني بمثل هذه الأمور
فأنتبه أنا لمدة نصف دقيقة
ثم أغفو في بقية الاتفاقات

تعالي نتفق إذن ..
أن لقاءنا الأول لم يكن محض صدفة
بل كانت خيوط القدر في كتاب ابن عربي
مسؤولة عن ذلك ...

تعالي نتفق
أن أيامك الجامعية كانت أجمل أيامنا
خصوصا تلك التي نهرب فيها إلى أقرب ( كوفي شوب )
ونتحدث بخجل عن أنواع الورد ودلالات الألوان
دون أن نشعر بحاجتنا إلى قبلة واحدة قبل الوداع .

تعالي ومثل كل مرة ..نتفق
أن حساسيتي مبالغ فيها بحكم الفطرة والبرج
وأنك دوما تدلقين مشاعرك على ثياب أشواقي
فتمطر السماء !

تعالي نغوص في الواقعية
ولو لبضعة دقائق
مثلا أن تطلبي مني التفكير في المشي تحت الأمطار
احتجاجا على دساتير المجتمع !
وأن تغني معي لماجدة الرومي :
(يسمعني حين يراقصني ..كلمات ليست كالكلمات )

2
تعالي نسدل الستار دوما
ونتفق مثل أي برلمان حديث :
أن نمزق هذه الورقة
في حالة عدم اتفاقنا
ونركض ..نركض في خلافاتنا
نركض مثل صبية تائهين
نتنازع حول ماهية الوردة
وجدوى الكلام الرومانتيكي
حول قضايا الغيرة المعاصرة
وقصائد الحداثيين العرب
نختلف في كل شيء
منذ سقوط آدم
إلى سقوط الأندلس
نختلف حول كرة القدم والأفلام والقبلات
حول الأصدقاء وقصائد المتنبي
وحول معنى المطر الصيفي
ورجوم الشياطين
ولون سريرك الفاتح
نختلف من أصغر أصبع في كفك اليسرى
إلى معاني الأمل في مختاراتك الغنائية
من التوهان في بكائنا المنفرد
إلى آخر قطرة من شفتيك
نقامر في التوقع بالأسف
ونخدع السراب بالأحابيل !

Quote: تعالي ومثل كل مرة ..نتفق أن حساسيتي مبالغ فيها بحكم الفطرة والبرج وأنك دوما تدلقين مشاعرك على ثياب أشواقي فتمطر السماء !

تعال نتفق ..
يا ود الخضر ..
أن مزاج الكتابة عندك .. عالي , و بديع .


يديك العافية .

عماد الوحيد في المرور على عتبات النص
والكثير في المودة
شكرا ومصافحه اولى