الانتخابات القادمة*** صوتك * لمن ؟؟؟؟

الانتخابات القادمة*** صوتك * لمن ؟؟؟؟


11-01-2006, 03:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1162391253&rn=0


Post: #1
Title: الانتخابات القادمة*** صوتك * لمن ؟؟؟؟
Author: محمد عبدالله هارون
Date: 11-01-2006, 03:27 PM

ما مر من قديم الزمان ، ملك كملك سليمان ، فقد علم منطق الطير بلا ترجمان ،
وقد اجتمعت في غيبته الحيوانات والطيور ، في يوم فرح وسرور ، وهناء وحبور:
فقالت البهائم للأسد: أيها الأمير ، اجلس على السرير ،
فإنك أبونا الكبير ، فتربع جالساً ، ثم سكت عابساً ، فخاف الجميع ،
وأصبحوا في موقف فظيع.
فقام الحمار ، أبو المغوار ، فقال : يا حيدرة ، سكوتك ما أنكره.
فقال الأسد : يا حمار البلد ، يا رمز الجلد ، سكتُ لأن الثعلب غاب ،
وقسماً لو حضر لأغرزن في رأسه الناب
فقام الذيب يتكلم وهو خطيب مصيب ، فقال للأسد : يا أبا أسامة ،
إن الثعلب قليل الكرامة ، عديم الشهامة ، فليتك تورده الندامة ،
فهو لا يستحق السلامة.
وكان أحد التيوس مع الجلوس ، فانسل إلى الثعلب فوجده يلعب فقال :
انتبه أيها الصديق، فالكمين في الطريق، إن الأسد يتوعدك بالذبح ، فاجتهد معه في الصلح.
فقال الثعلب : فمن الذي دهاني عنده ، وغير علي وده.
قال التيس : هو عدوك وعدوي ، الذي في وادٍ يدوي ، هو الذيب الغادر ،
صاحب الخيانة الفاجر.
قال الثعلب : أنا الداهية الدهياء ، لأنثرن لحمه في العراء ، أما سمعت الشاعر أحمد ،
إذ يقول في شعر مسدد : الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني
فلما حضر الثعلب إلى الأسد ، ودخل مجلسه وقعد ،
قال أبو أسامة، والثعلب أمامه : ما لكَ تأخرت يا بليد ، تالله إن الموت أقرب
إليك من حبل الوريد .
قال الثعلب : مهلا أبا أسامة ، أبقاك الله للزعامة ، سمعت أنك مريض ،
فذهبت إلى البلد العريض ، ألتمس لك دواء ، جعله الله لك شفاء ،
قال : أحسنت ، وسهلت عليّ الأمر وهونت ، فماذا وجدت ،
قال : وجدت أن علاجك في كبد الذيب مع حفنة من زبيب.
فقال الأسد للذيب: أمرك عجيب ، وشأنك غريب ، علاجي لديك ،
وقد سبق أن شكوت عليك ،
فلما دنا الذيب واقترب ، سحبه الأسد فانسحب ، فخلع رأسه ،
وقطع أنفاسه ،
ثم سلخ لبده ، وأخرج كبده .
فصاح الغراب ، وهو فوق بعض الأخشاب ، يا أبا أسامة ،
ما تترك الظلم والغشامة .
فرد عليه الأسد: اسكت سَدّ الله فاك ، أنسيت أنك قتلت أخاك ،
ودفنته في تراب ،
ما أقبحك من غراب .
قال الغراب : يا ظلوم يا غشوم يا مشؤوم .
أنا الذي دل على بلقيس يا خسيس ،
وجيت سليمان ملك الإنس والجان ، بنبأ من سبأ ،
وحملت الرسالة في بسالة ، ودعوت للتوحيد ، وهو حق الله على العبيد ،
فبلقيس أسلمت بسببي ، وحسبي معروف ونسبي.
فأعرض أبو أسامة ، وقطع كلامه ، وإذا بحية لها فحيح ،
أقبلت تصيح ، قد ذبل شعر رأسها وشاب ، وما بقي لها إلا ناب ،
فقال الأسد : من بالباب .
قالت الحية : أنا أم الجلباب ، فقال : ما اسمك يا حية ، وما معك من قضية ،
قالت : اسمي لس ، وخبري على ظاهر فقس ، أنا كنت اسكن ، في قرية من قرى فلسطين ،
رأسي في الماء ، وذنبي في الطين ، فعصى أهل القرية خالقهم ، وكفروا رازقهم ،
فساقني إليهم ، وسلطني عليهم ، فقذفت في بيرهم من سمي زعافا ، فماتوا آلافاً ،
وهلكوا أصنافاً ، وردم الله عليهم القرية ، لأنهم أهل فرية .
فلما ملك سليمان ، اختفت القرية عن العيان ، فأراد أن يرى القرية رأي العين ،
فاستدعى الرياح في ذلك الحين ، فقال للريح الشمالية ،
هبي قوية ، وأخرجي لنا تلك البئر المطوية ، والقرية المنسية ،
قالت : يا نبي الله أنا أضعف من ذلك بكثير ، أنا خلقني ربي لتلقيح الثمار ،
بقدرة القدير ، فقال للغربية : أنت لازلت فتية ،
فهبي على هذه الدار ، لنرى ما تحتها من الآثار ،
قالت : يا نبي الله ، أنا خلقني ربي لتلطيف الهواء ، وتبريد الماء ،
ولكن عليك بالدبور ، فإنها التي أهلكت كل كفور .
فقال سليمان : أيها الدبور ، بأسك مشهور ، وبطشك مذكور ،
فأخرجي لنا القرية المنكوبة ، لنرى كل أعجوبة ، فهبت ولها هرير ،
وزلزلة وصرير ، فاقتلعت التراب والحجر، ونسفت الشجر ،
حتى خرجت القرية واضحة المعالم ،
كل شيء فيها قائم ، فوجد الحية في البئر ، بناب واحد صغير ،
فسمى القرية باسم البئر وناب الحية ، فصار اسمها نابلس كما في السيرة المرويّة .
فقال الأسد للحمامة ، يا أم يمامة ، حدثينا عن ملك سليمان ،
فلن يملك أحد مثله إلى يوم القيامة .
قالت الحمامة : حباً وكرامة ، يا أيها الهزبر ، ليس الخَبَر كالـخُبْر ،
اعلم أنه ما أصبح يفرح بالملك بعد سليمان ، لما أعطاه الله من الملك والسلطان ،
ملك الإنس والجان والطير والحيوان ، وكلم الوحوش بلا ترجمان ، بنيت له القصور من القوارير ، ونحتت له من الجبال المقاصير ، وخزنت له في البحر القناطير ،
وسخر الله له الرياح ، تحمله كل صباح ، فملكه فوق ما يصفه الواصفون ،
ولا يعلم ذلك إلا العارفون
ثم مرت النملة تقفز قفزا ، وتهمز همزا ، وهي تقول : أما علمتم بخبري المنقول ،
أنا التي كلمها سليمان ، وأعطاها الأمان ، وسجلت قصتي في القرآن ،
أما قلت للنمل ، ادخلوا مساكنكم ، واحفظوا أماكنكم
ثم مر الكلب، رمز السلب والنهب ، قال : يا جماعة ، اسمعوا مني ساعة ،
فأنا مقصود بالمدح والهجاء ، وما زالت الأشراف تهجو وتمدح كما ذكر صاحب الإنشاء ،
فأنا أصيد الصيد ، وأقيده بقيد ، وحفظي للبيت سديد ، وبأسي لصاحبي شديد ،
لكنني دائما بخس محدث ، كما ورد إن تحمل عليه يلهث ، فلي إصابات وغلطات ،
والحسنات يذهبن السيئات ، فلا تظنوا أني آية في الخساسة ، ومضرب المثل في النجاسة ،
بل انجس مني ، وهذه فائدة خذها عني ، من ترك العمل ، بلا علم ، وأعرض عن التقوى بعد الفهم ، وأسرف في الظلم . ثم انفض المجلس وقد امتلأت بالأنس الأنفس .
واعلم أيها الملهم أن سليمان أعظم من ملك من بني الإنسان ، وأقصر رسالة في الحديث والقديم : إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
ـــــــــــ
المصدر/مقامات القرني