ضياع الوطنية بين التأييد السالب والانتماء الساذج(1)

بسم الله الرحمن ارحيم
منذ الانشقاق الاول في نادي الخريجين بين مجموعتي الدرديري والفيل وظهور مايعرف الآن بحزبي الاتحادي والامة ، توالت الانقسامات العنقودية في جسد السياسة السودانية ، وبدأ تشرذم الوطن.
لقد ادخل المثقفون السودانيون انفسهم في انفاق عديدة- وكلها مظلمة- بداُ بالبحث في اشكالية الهوية والتي تمخضت عن مدرسة الغابة والصحراء ذلك الاسفين الذي انغرس في خاصرة الثقافة السودانية فانحرف بها الى مسارات التيه ، وبدلا من ان توجه الانتلجسنيا السودانية قدراتها وطاقاتها الابداعية للانتاج نحت بها منحى استهلاكي لكل ماهو قادم ، مادي كان او معنوي
انعكس انقسام نادي الخريجين على السياسيين سلبا حيث حلت العصبية مكان الالتزام بقضايا الوطن واصبح الحزب هو الصحيح وما عداه باطلا واطلت الكيديات براسها بيين المتسيسين وبدلا من ان يمتطي المستنيرين صهوة الطائفتين ويتجهون بها للمستقبل امتطت الطائفتين صهوة السياسيين وتقهقهرت بالبلاد والعباد الى الدرك الاسفل من التاريخ والانحطاط. وباسم الديمقراطية مارس زعماء الاحزاب السياسية عندنا اردأ انواع الديكتاتوريات داخل الحزب فغابت على مدى اربعين عاما الجمعيات العمومية لاكبر حزبين في السودان ، اما الاخوين اللدودين اليساريين والاسلاميين فاعتمدوا في تنظيماتهم على الديكتاتورية الفعلية وكل اتخذ لها مسمى، فاليساريون اسموها ديمقراطية مركزية والاسلاميين اسموها شورى وهي ابعد ما تكون . ومما يؤسف له كلما اتجه التاريخ للمستقبل اتجه محترفو السياسة عندنا عكس الريح وعلى الرغم من كثرة الانقلابات العسكرية في السودان وما جرته على البلاد والعباد من دمار على كل الصعد نجد ان تفكير ساستنا لم يتجاوز العام 1955 بل والادهى والامر ظهور مطبلي الانظمة والذين يؤيدون الانظمة لاحبا فيها ولكن نكاية بالخصوم يضاف اليهم اؤلئك الذين يويدونها لان احزابهم وتنظيماتهم هي الماسكة لزمام الامور ، وهاتين الفئتين وللاسف الشديد وبغباء ينظرون الى كل نقد هادف ومؤسس لاخطاء الانظمة على انه معارضة وان من يقوم بمثل هذا ماهو الا عميل وخائن .
وعلى هذا الاساس بدأت تتدحرج قيمة الوطنية ، ويتقدم على حسابها الالتزام للحزب وللشخوص واصبحت وطنيةالفرد تقاس بمدى تأييده للنظام ورموزه ايا كان هذا النظام.
ونواصل

العزيز د. محمد حسن

اشاركك الاهتمام بهذه المرحلة المؤثرة جداً في ما اعقبها
سوف اتابع بحرص مع الوعد بالمشاركة في الحوار بعد اكمالك
للطرح

تحياتي

الاخ الكريم نصار

اشكر لك اهتمامك وانتظر مشاركتك

ونواصل

عشان نواصل

Quote: بل والادهى والامر ظهور مطبلي الانظمة والذين يؤيدون الانظمة لاحبا فيها ولكن نكاية بالخصوم يضاف اليهم اؤلئك الذين يويدونها لان احزابهم وتنظيماتهم هي الماسكة لزمام الامور ، وهاتين الفئتين وللاسف الشديد وبغباء ينظرون الى كل نقد هادف ومؤسس لاخطاء الانظمة على انه معارضة وان من يقوم بمثل هذا ماهو الا عميل وخائن . وعلى هذا الاساس بدأت تتدحرج قيمة الوطنية ، ويتقدم على حسابها الالتزام للحزب وللشخوص واصبحت وطنيةالفرد تقاس بمدى تأييده للنظام ورموزه ايا كان هذا النظام.

الأخ - د. محمد حسن - تحياتي .. والله يا أخي الأمور وصلت
حد لا يوصف .. جميل أنك لا زلت تحاول تمسك بعصا محاولة
متابعة ظاهرة تراجع الوطنية على نار هادئة .. ولكن العناوين
السياسية الفاقعة أصبحت لا تشد الناس .. طوالي الواحد يقوليك
يا ابوي كلام جرايد .. ألا ترى مسائلنا بدأت تتجاوز الوطن
الذي يتشرف الناس بالإنتماء إليه وقفزت لتقسيم الحاجات على
بساط الثقل العسكري .

الاخ الكريم عبد الجليل

هي ليست مسالة كلام جرايد

هي مسالة نقد ذاتي ونحن ما زلنا نخشى من النقد الذاتي وحتى اذا تمت ممارسة النقد الذاتي في بعض التنظيمات ففهي تتم بصورة سرية وكثيرا ما يتم اللجوؤ للجودية وكدي يا جماعة باركوها

ولكن سنواصل الكتابة

فقد ضاع الوطن بين ايادي الجودية والعسكرية

ولا يصح الا الصحيح

الحبيب د, محمد حسن
التحية لك و أن تثير القضية الحيوية تلو الأخرى
عودة لموضوع هذا البوست
منذ حداثتي ظللت لفترة أعامل الناس وفق أنصاريتهم أو إنتمائهم للحزب بمعنى أن كل عضوية حزب الأمة طالما هي حزب أمة فهم الأفضل والأصدق و الأخلص في نظري إلى أن كبرت و نضجت التجربة و علمت أن الإنسانية هي الأجدر أن تُتبع و أنه قد يكون ثمة من هو غير منتمي لحزب الأمة و لكنه أفضل من عضو حزب أمة.
وكان اعتقادي هذا ليس فقط ضرباً من ضروب التعصب بل و المثالية الزائدة فسمات البشر هي مرتكزات تطوير العلاقة الإنسانية معهم لا أحزابهم و تنظيماتهم.
وهو قطعاً سذاجة حتمتها مرحلة العمر في سن ال17 حين تنظمت.
ولذلك و عبر تجربة تبلورت لي قناعة أن الأحزاب ما هي إلا وسائل للإرتقاء بالوطن و حل مشكلاته و لكن لئن تمترسنا وراء الأحزاب باعتبارها غايات و تعصبنا فالوطنية ضائعة ضائعة لا محالة.
ولك التقدير
لنا

الاخت الكريمة لنا

ازددت فخارا وازدنت اعجابا بنظرتك الموضوعية لما يجب ان يكون عليه التحزب
ان هذه الاحخزاب كا اسلفت انت ليست الا بعض مواعين وسائل ترقية الوطن وليس غاية في حد ذاتها
وهي هي قابلة للتطور لتستوعب المتغيرات الاجتماعية والاقتصاد
ية والنفسية للوطن وليست جامدة، فما كان يقنع والدي خريج الكتتاتيب لا يمكن ان ان يقنع خريج جامعة امدرمان الاهلية اليوم او كومبيوتر مانن ليس فس السياسة ثوابت ولكن هناك حاجيات متجددة ووفقا لهذه الحاجيات يكون الحل لتوفيرها للمجتمع
اما احزاب التهافت الحالية فهي مطايا استغلها مكونوهالتقبل فتات الانقاذ من كيكة الوطن الملوثة بدماء البسطاء والقراء والاطفال

ولك مودتي