الطاهر ساتي يكذٌب الخارجية .. ويقول برونك عائد لاكمال عمله ..!!!!!!!

الصحافي النابه صاحب الضمير الحي والقلم الصادق الاستاذ الطاهر ساتي كتب بعدد الصحافة اليوم عبر عموده المقروء ( اليكم ) مقالا بعنوان : ( قرار + قرار = صفر ) .. تناول من خلاله قرار ابعاد يان برونك و عودته بمعالجة عميقة ولاسعة ..

********

قبل مضي اسبوع على قرار طرد يان برونك ، ها هي وزارة خارجيتنا تدرس طلبا أمميا بالسماح بعودة برونك الى الخرطوم بذات مطارها الدولي الذي خرج عبره مطرودا ، ليجمع أغراضه الشخصية و يغادر بعد أيام غير معدودات ولا محدودات في الطلب الاممي ، وزارة خارجيتنا تدرس الطلب وتخبرنا بان الطلب تم صياغة كلماته بلغة محترمة وحروفها بلغة شاعرية حنونة ، وهذا يعني بان خارجيتنا منتشية بالطلب ولغته لذا تدرسه بفرح غامرلتحدث الناس غدا بأنها انتصرت على برونك بالطرد واجبرته على توسيط كوفى عنان للرجوع ..!!
* و لو لم يكن سوء الظن اثما لأكدنا ( موافقة الخارجية ) على الطلب الاممي قبل ارساله شفاهة أو كتابة ، أما لو أحسنا الظن في خارجيتنا نستطيع أن نؤكد بانها تنفست الصعداء باتخاذ الطلب الاممي طوقا للنجاة من قرار الطرد ، لخارجيتنا سجل ناصع في اصدار القرارات ثم التراجع عنها بقرارات مضادة ، ولو لا الحرص على ملأ مساحة عمودكم بما يفيد لملأناها بحلقات من مسلسل التراجعات السريعة عن القرارات المتسرعة غير المدروسة في المؤسسات والهيئات والبرلمانات ومجالس الشورى وغيرها من محرمات ( العهد الارتجالي التليد)...!!
* على كل .. قد يأتي برونك عائدا الى بلادنا ليقضي بها أياما يجمع خلالها اغراضه الشخصية ، فرشاة الاسنان ، بقايا المعجون ، ماكينة حلاقة ، باكو امواس ، ملابس ، قارورة عطر ،تشيرتات، جوارب مستعملة ، مناديل ورق ، نظارة قراءة ،مفكرة تلفونات وغيرها من الاغراض الخاصة التي لم تسعفه ظروف الطرد السريع من جمعها وحملها ، علما بان الطرد لم يكن في ساعة ضحى ولا الفارق الزمني بين القرار و التنفيذ كان بضعة دقائق ، ولم تفاجئ الخارجية برونك بشرطي جره جرا من غرفته الى المطار ، ورغم ان كل هذا لم يحدث الا أن الخارجية تحاول اقناعنا بان لبرونك اغراض خاصة تستدعي العودة التي تحت الدراسة ..!!
* ما يدهشنا في سياسة وزارة خارجيتنا تجاه هذه القضية وغيرها من القضايا منذ زمن غير قصير ، انها لا تدرس أصل قراراتها وجوهر مواقفها قبل اصدارها و اتخاذها ، ولكنها بارعة بدرجة الامتياز في دراسة التراجع عن قراراتها ومواقفها ، اي انها تترجل الفعل ارتجالا و تدرس نقض الفعل بتأني واحيانا بواسطة خبراء ، وهي تستمد عقليتها الدبلوماسية في علاقاتنا مع دول العالم ومنظماتها الدولية والاقليمية من عقلية الراحلة ( البصيرة أم حمد ) التي نصحت اهلها بقطع رأس الثور ثم كسر الجرة لانقاذ الثور و الجرة ، وخارجيتنا دأبت على نصح حكومتنا بشئ كهذا لانقاذ البلد و الشعب .. ونسأل الله العافية و العقل الراشد ..!!
* ونرجع لموضوع برونك بمعادلة حسابية بسيطة ..ونخبرخارجيتنا بان الفترة الرسمية المتبقية لبرونك للبقاء في بلدنا ممثلا للامم المتحدة لا تتجاوزالستين يوما ، واذا عاد لجمع اغراضه الخاصة فان هذا الجمع يتطلب اياما كما جاء في الطلب الاممي، ثم بحاجة لايام اخرى لتسليم مهامه لمن يأتي بعده ، وطبعا الحكومة لن ترفض هذا باعتبار انه اصلا مطرود وغير مرغوب فيه ، اذن بحاصل جمع ( ايام الاغراض الخاصة ) مع ( ايام تسليم المهام) و طرح الناتج من( الستين يوم ) نتحصل على النتيجة النهائية لعقلية قرارات خارجيتنا وهي - كالعادة - .. ( صفر ) ..!!

مقال جرئ
ولكنه متسرع بعض الشئ