تطورات مقلقة تحتاج لتحرك سريع

تطورات مقلقة تحتاج لتحرك سريع:-


تطورات مقلقة متلاحقة تشهدها القارة الإفريقية حاليا.. ما بين مواجهات متصاعدة في "دارفور" بالسودان، وحشود عسكرية علي الحدود بين "اثيوبيا" و"اريتريا" (برغم اتفاق السلام)، ومواجهات مسلحة واسعة توشك أن تندلع بين "اثيوبيا" و(ميليشيا المحاكم) في "الصومال"، وعودة للتوتر بين "تشاد" و"السودان" علي الحدود (برغم اتفاقات التطبيع العديدة)، وأخيرا وليس آخرا، التوتر البالغ الذي أجريت خلاله انتخابات الرئاسة المعادة في "الكونغو"، والتي ستنتهي إما بخطوة مهمة علي طريق إنهاء الحرب الأهلية وقيام نظام ديمقراطي، أو انهيار اتفاق السلام وعودة قيادات التمرد لحمل السلاح في الغابة‏!!

هذه التطورات الباعثة علي التشاؤم تستدعي التحرك بسرعة من جانب (مجلس الأمن الدولي) والدول الكبري المؤثرة، مثل الولايات المتحدة، لاحتواء التوتر واقناع اطراف كل مشكلة بالسعي لحلها سلميا وبشكل مشروع بعيدا عن حمل السلاح‏.

وتقتضي ايضا من دول الجوار والدول البارزة ذات التاريخ المشرف في إفريقيا، مثل مصر، التدخل بسرعة للعمل علي تهدئة الأمور ومنعها من الانزلاق إلي حرب مهلكة تضاف الي النزاعات الدموية المدمرة العرقية والدينية والحدودية التي ابتليت بها القارة السمراء، وكانت نتيجتها بقاءها كأكثر قارات العالم فقرا وتخلفا برغم أنها اكثرها غني بالموارد الطبيعية والثروة البشرية‏!!


غير أنه بدون تعاون من جانب قادة الدول المذكورة أو اطراف الصراع داخلها مع الجهود الإقليمية أو الدولية أو الصديقة فلن تنجح تلك الجهود، والخاسر الأول هو شعوب تلك الدول التي عانت كثيرا من نقص الموارد المالية اللازمة للتنمية، بينما تلتهم مشتريات السلاح معظم دخلها من العملة الصعبة بسبب تلك النزاعات‏.. وليعلم الجميع أن الحرب لم تحل أي نزاع، وأن مائدة التفاوض هي المكان المناسب والوحيد للتسوية التي ترضي الطرفين.


الأهرام