العقل الصفوي

بسم الله الرحمن الرحيم

لم تكن النخبة المصطفاة غصبا عن الشعب السوداني إلا خيارا أوحد لتمهر عقد التنازل للحكم من الاستعمار إلي سوداني متعلم
حيث آن في وجهة نظري المتواضعة آن وبقراءة لما وقع لدي من كتابات تاريخية آن الشعب السوداني المتمرد لم يجعل المستعمر يهنأ بسنتين متتاليتين من الاستقرار وهذا انعكس على أداء المستعمر الحكومي . فالسودان مقارنة بالمستعمرات البريطانية الكبيرة لم توجد فيه بني تحتية مثل تلك التي أوجدت في مستعمرات الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس والحسنة القوية التي أوجدها المستعمر في السودان هي النظام الإداري والذي ( جطناه) نحن السودانيين بأنفسنا
ولنرجع إلى النخبة الصفوية وفعلها فيما يعرف برفع العلم فكما سبق وذكرت انه كانت هناك نضالات وبطولات ميدانية فعلية وتضحيات بأرواح من قبل هذا الشعب ولو كان قدر لثورة 24 آن تنجح لكان للسودان شان آخر. حيث آن قادة تلك الثورة حاولوا إيجاد عقل جمعي للمجتمع وهي المحاولة الأولى في تاريخ السودان الحديث آن تقوم جماعة آو يقوم فكر ثوري بمحاولة بلورة عقل جمعي وبإجهاض ثورة 1924 انتهت مسالة التفكير في العقل الجمعي وبدأت تظهر فكرة العقل الصفوي والتي سيطرت على مجمل الحياة السياسية والاجتماعية في السودان طيلة الخمس عقود الماضية بدليل آن القابضين على مقاليد الحكم في السودان طيلة الخمسين عاما الماضية هي نفس الاوجه والشخصيات التابوتية مع تغير الأدوار بإضافة من المتحذلقة وسارقي الثورات والتي لم تهتم في تاريخها بتغيير في السياسات يدفع بالحراك الاجتماعي إلى الإمام فظل السودان ساكنا طيلة الخمسين عاما . آن حمرة الوز هي نفسها حمرة الوز التي تركها المستعمر آن لم تكن أسوأ ، ومدينة بورتسودان صارت اردأ مما تركها عليه المستعمر بعد آن كانت احدى اجمل وانظف المدن التي تطل على البحر الاحمر، وحتى العاصمة التي ترك فيها المستعمر اجمل شارع في افريقيا كما ذكر هواري بومدين الا وهو شارع النيل ، جاء قلندر احد حفدة التتار فقام بأكبر مجزرة شجرية في القرن العشرين أزال أشجار شارع النيل وجعله يصطلي بشمس الصيف اللاهب حتى الان ، ومن العجائب على ما اذكر آن هذا المحافظ قد تم تكريمه!!! أتمنى أن أكون مخطئا
هذا العقل الصفوي آو هذه الحالة الصفوية كانت ترى آن ما قدموه من إنجاز بامهارهم إنابة عن الشعب السوداني لتلك الوثيقة التي تسمى الاستقلال هو أتقصى ما يطلبه منهم هذا الشعب ، آما مسائل الحكم والسلطة فهذا شان صفوي ، ومن ثم بدأ الاصطراع على كراسي الدولة وبدأ الاستقطاب الحاد لتعزيز مراكز القوى وقوي الاصطراع في القوات المسلحة حتى صارت قوات ( مشلخة)
وحتى المواعين التي كانت تطبخ فيها هذه الصراعات ألا وهي الأحزاب السياسية فإن كثرة الصراعات والدسائس ومحاولات إيجاد مراكز قوى داخلية فيها أدت إلي حالات تشرذم داخلي ومن ثم بدأت تظهر فيها الانقسامات الأميبية والعنقودية حتى بدأت في التلاشي ، لان هذه الأحزاب افتقدت للوحدة الفكرية حيث كان تجمعها عاطفيا ومصلحيا اكثر منه عقليا وفكريا بل حتى تلك التنظيمات العقدية والتي تعتمد على وحدة الفكر كانت الدكتاتورية طابعها تحت مسميين مختلفين فاليساريون يسمونها دموقراطية مركزية والمتأسلمون يصبغونا بانها شورى واطاعة أُولي الأمر !!
لأنه كما قال لويس" أنا الدولة والدولة أنا" كذلك يقول الفرد منهم "أنا الحزب والحزب أنا"
لذا طغت الفردية على السلوك الاجتماعي مع التراجع المخيف جدا لامكانية قيام عقل جمعي، وحتى تلك النخب التي لم تنخرط في السياسة انكفأت في الادب وظهرت مدارس ادبية وفكرية مختلفة كلها تجذر للفردية مع انها كانت تحاول البحث لمعرفة الهوية السودانية كما ادعت فعملت على ضياع هويته واكبر مدرسة هي مدرسة الغابة والصحراء.
وعلى الرغم من محاولات الشاعر المغفور له بإذن الله د.محمد عبد الحي الذي كان يرى آن يكون السودان كما هو "يتغنى بلسان ويصلي بلسان" جنح البعض وبتطرف نحو الصحراء فتطرف الآخرون نحو الغابة إلي آن وصل الصراع مرحلة آن يمتطي الجن الجواد ولم يترجل بعد

up

وتاني فوق

أخي محمد.. لك التحية. أشكرك على هذا البوست.. أجدني اتفق مع روح مقالك الناقد للعقل الصفوي السوداني لجيل الاستقلال.. هذا الجيل الذي سيطر على مقاليد الحكم في البلاد دون أي جهد مقدر بعد ترك الإنجليز البلاد.. هذا الجيل - في رأي شوه مفهوم النضال ومفهوم الحزبية وشوه مفهوم الديمقراطية وشوه مفهوم التنمية.. وهاهو السودان لا ينازعه أحد في لقب الدولة الأكثر تخلفا وفقا للمقاييس النسبية.. جيل تهافت أفراده على السياسة المؤدية إلى كراسي الحكم تهافت الفراش على الشهاب، وكأن الحياة لا تستقيم إذا جلس المرء على كرسي الحكم أو تمسح بأذيال المتسلطين..

الاخ الكريم محمد الامين

اتفقب معك ان الجبل السايق اعلاه قد اخذ نصيبه من استباحة السودان وطنا ومواطنا
فليتراجع باي اسلوب لاجيال الديجتال
ولك مودتي

عشان العيد